إقامة "منطقة عازلة" لتوطين لاجئين سوريين فيها أمر "خيالي"، حسب نائب رئيس "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض. وفي تصريحه لصحيفة ألمانية أكد السياسي التركي أن التكلفة المادية أكبر عائق أمام تحقيق رغبة أدروغان.
إعلان
وصف أونال سيفيكوز نائب رئيس "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض مخطط إقامة منطقة أمنية للاجئين في شمال سوريا بأنه مخطط غير واقعي. وفي تصريح لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية اليوم الخميس (17 أكتوبر/تشرين الأول) قال سيفيكوز "إن تكلفة بناء المدن والبنى التحتية يتطلب نحو 25 مليار دولار" مشيرا إلى أن المبلغ باهظ جدا "ولا أحد يرغب بتحمل هذه التكاليف، وتركيا لا تستطيع ذلك أيضا".
تصريحات سيفيكوز، جاءت بعد يومين من تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد فيها من جديد تمسكه بخطته، وهي نقل مليوني لاجئ ومهاجر سوري إلى "المنطقة الآمنة" التي ينوي إنشاءها شرق الفرات وتمتد على طول الحدود مع تركيا.
ووفقا لسيفيكوز، فإن أردوغان لا يتوقع أي دعم مالي من الاتحاد الأوروبي، وأضاف: "أكد الاتحاد الأوروبي أن المبالغ التي سيتم دفعها مخصصة للاجئين ولحماية المناطق الحدودية وتحسين المهام في بحر إيجه التي تحد من الهجرة إلى أوروبا عبر تركيا" وأن التمويل لا يشمل نقل اللاجئين إلى منطقة أمنية جديدة.
وبدأت تركيا الأسبوع الماضي بعمليتها العسكرية الثالثة في شمال سوريا خلال ثلاث سنوات، وذلك سعياً منها لإنشاء "منطقة آمنة" من أجل توطين مليوني لاجئ سوري فيها. وفي بداية الشهر الجاري، وقبل بدء العملية بأيام، قال أردوغان إن تركيا تعتزم توطين مليوني شخص في "المنطقة الآمنة" المزمعة، والتي قال إنها ستمتد شرقاً من نهر الفرات في سوريا إلى الحدود العراقية. وقال إن "عدد السوريين العائدين إلى المناطق التي وفرنا أمنها وصل حتى الآن إلى 360 ألفاً"، وتابع: "السبب الوحيد لوجودنا في سوريا هو التهديدات الإرهابية على حدودنا وتحولها إلى حاجز يمنع عودة السوريين الموجودين في بلدنا".
وكانت تركيا وفصائل المعارضة السورية التابعة لها قد سيطرت على غالبية المناطق الحدودية غربي نهر الفرات، من خلال عمليتين عسكريتين، أولهما في عام 2016 والثانية العام الماضي بالسيطرة على منطقة عفرين. وتتهم منظمة العفو الدولية فصائل المعارضة بارتكاب "انتهاكات جسيمة" في عفرين "بتواطؤ تركي".
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ