ألمانيا ـ سياسي من حزب "البديل" يفوز برئاسة بلدية شرق البلاد
٤ مارس ٢٠٢٤
فاز رولف فيغاند أحد أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشدد بسهولة بمنصب عمدة بلدة غروسشيرما غرب مدينة دريسدن. على جانب آخر، شارك الآلاف في تشكيل سلسلة بشرية بين مدينتي بوخوم وهيرنه للتنديد بالتطرف اليميني.
إعلان
فاز أحد أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي في الانتخابات بمنصب عمدة بلدة صغيرة في شرقي البلاد، وهو ما يضاف إلى سلسلة الانتصارات الأخيرة للحزب اليميني المتطرف.
وحصل رولف فيغاند على 59.4% من الأصوات يوم الأحد، متغلباً بسهولة على المرشحين الآخرين في بلدة غروسشيرما الواقعة غرب مدينة دريسدن.
يشار إلى أن فيغاند عضو في برلمان ولاية ساكسونيا عن حزب البديل من أجل ألمانيا. وفي انتخابات رئاسة البلدية، خاض الانتخابات "كمرشح فردي"، مما يعني أنه لم يحصل على ترشيح رسمي من الحزب.
وأصبحت الانتخابات في البلدة التي يبلغ عدد سكانها 5.500 نسمة ضرورية بعد الوفاة المفاجئة أواخر العام الماضي لفولكمار شريتر الذي تولى المنصب لفترة طويلة.
وترشح فيغاند أيضا في الانتخابات البلدية السابقة، لكنه هزم على يد شريتر، وهو عضو في الحزب الديمقراطي الحر المؤيد لرجال الأعمال.
وفي بلدة بيرنا، على بعد حوالي 60 كيلومترا شرق غروسشيرما، تولى تيم لوشنر منصب عمدة المدينة في بداية الأسبوع. ولوشنر ليس عضوا في حزب البديل من أجل ألمانيا، لكن تم ترشيحه للانتخابات من قبل الحزب.
سلسلة بشرية للتنديد بالتطرف اليميني
وفي غربي ألمانيا، شارك آلاف الأشخاص في تشكيل سلسلة بشرية بين مدينتي بوخوم وهيرنه في منطقة الرور غربي البلاد اليوم الأحد للإعراب عن تأييدهم للتنوع والتماسك والتنديد بالتطرف اليميني.
وقال قائد التجمع استناداً إلى بيانات الشرطة إن نحو 5000 شخص شاركوا في تشكيل هذه السلسلة الرابطة بين دار البلدية في كل من المدينتين تحت شعار "جنباً إلى جنب من أجل الديمقراطية والإنسانية".
في الوقت نفسه، أوضح قائد التجمع أن السلسلة الممتدة على مسافة كيلومترات بين المدينتين تخللها "فجوة هنا أو هناك" فيما شهدت أماكن أخرى تجمعات كثيفة ومشاركة أكبر من الناس.
وعند الحدود بين بوخوم وهيرنه، شارك رئيسا البلدية في كل من المدينتين، وهما توماس آيسكيرش(عمدة بوخوم) وفرانك دودا (عمدة هيرنه) في هذه السلسلة. وكانت منظمات رعاية اجتماعية في المدينتين دعت إلى القيام بهذا العمل.
وحسب ما صرحت به هذه المنظمات، فإنها تهدف من هذا العمل إلى إرسال إشارة مناهضة لـ "الخطط المحتقرة للإنسانية من قِبل حزب البديل من أجل ألمانيا والدوائر اليمينية المتطرفة الأخرى الرامية إلى طرد ملايين الأشخاص الذين يعيشون في ألمانيا".
وجاء في الدعوة إلى تشكيل هذه السلسلة القول إن العديد من الزملاء والزميلات الذين يعملون في مؤسسات الرعاية الاجتماعية ينحدرون من أصول مهاجرة. وأردفت المنظمات في دعوتها أن كل هؤلاء الزملاء "يمكن أن يتأثروا إذا ما تم تنفيذ ما يخطط له اليمين المتطرف سياسيا. لا يمكننا أن نقف موقف المتفرج من هذا." وانضم إلى هذه الدعوة تحالف واسع يضم كنائس ونقابات وأحزابا.
ع.ح/ح.ز (د.ب.أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)