سياسي هولندي متطرف يبدأ حملته الانتخابية بالإساءة للمغاربة
١٨ فبراير ٢٠١٧
بدأ النائب الهولندي اليميني المتطرف المعادي للمسلمين وأوروبا خِيرت فيلدرز حملته للانتخابات التشريعية - المقررة في مارس- بهجوم على من وصفهم بـ"الحثالة المغاربة". وزعم أنه يريد تخليص بلاده منهم "لإعادتها للشعب الهولندي".
إعلان
أطلق النائب الهولندي اليميني المتطرف المعادي للمسلمين خِيرت فيلدرز السبت (18 شباط/ فبراير 2017) حملته للانتخابات التشريعية في آذار/ مارس، بشن هجوم على من وصفهم بـ "الحثالة المغاربة"، قائلا إنه يريد إنقاذ البلاد منهم "لإعادتها إلى الشعب الهولندي". وأشار فيلدرز أمام تجمع للصحافيين في مدينة سبايكينيسه الصغيرة جنوب روتردام إلى "الحثالة المغاربة في هولندا (...) طبعا ليسوا كلهم حثالة، لكن الكثير منهم كذلك وهم يجعلون طرقنا أخطر وخصوصا الشباب منهم (...) يجب أن يتغير ذلك".
وبحسب استطلاعات الرأي، يأتي فيلدرز في الطليعة في انتخابات تجديد البرلمان في 15 آذار/ مارس، والتي ستشكل اختبارا حقيقيا للاتجاهات السياسية في أوروبا عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وأضاف السياسي المتطرف "إذا أردتم استعادة بلدكم، وإذا أردتم أن تكون هولندا بلدا للهولنديين، بلدكم مجددا، عليكم أن تصوتوا" لـ"حزب الحرية". وناشد الناخبين قائلاً: "أرجوكم، أعيدوا هولندا إلينا" وسط مجموعة من مناصريه الذين هتفوا "فيلدرز!".
وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن حزب فيلدرز يمكن أن يفوز بـ 24 إلى 28 مقعدا في البرلمان الذي يضم 150 مقعدا، متقدما بمقعدين أو أربعة على الحزب الليبرالي الحاكم حاليا بزعامة رئيس الحكومة مارك روتي. وأُدينَ النائب - الذي وعد بمنع القرآن وإغلاق المساجد في حال تم انتخابه - بتهمة التمييز العنصري العام الماضي بسبب تعليقات مشابهة أدلى بها بشأن المغاربة في هولندا.
وتلقى كلماته عن إنقاذ البلاد من المغاربة صدى لدى أنصاره التقليديين القلقين من الهجرة والهجمات الجهادية التي ضربت أنحاء أوروبا خلال السنوات الأخيرة. وتباينت ردود الفعل على خطاب فيلدرز الذي وقف لمصافحة أنصاره والتقاط صور معهم.
وقال أحد أنصاره داني (59 عاما): "سنصوت جميعنا لصالح فيلدرز هذا العام" مضيفا أن "الطرق لم تعد آمنة خصوصا في المدن الكبيرة" فيما تجول النائب اليميني في المكان وسط وجود كثيف للشرطة. وتلقى فيلدرز تهديدات بالقتل من أطراف عديدين بينهم تنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة، ما دفع السلطات إلى توفير حراسة له على مدار الساعة حتى بات يعرف بـ"الرجل الأكثر حماية في هولندا".
وحمل عدد من المحتجين لافتات وصفت فيلدرز بالمتطرف، ومنهم تيو دو بوير (50 عاما) الذي قال إن "فيلدرز يستقطب الناس بعضهم ضد بعض" متهما إياه بـ"التمييز" العنصري. وأضاف: "لا أتفق معه على الإطلاق. لدينا دستور والحرية الدينية هي إحدى أهم ركائزه".
ع.م/ ع.خ (أ ف ب ، د ب أ ، رويترز)
رموز عديدة ومتنوعة - ومناهضة الإسلام القاسم المشترك
لئن تميزت أغلبية الألمان بالانفتاح وحب التنوع الثقافي، إلا أن البعض يرى في التعددية الثقافية والدينية وخاصة في الإسلام تهديدا يجب وقفه. جولة في الرموز التي تستخدمها الحركات اليمينية المتطرفة للتعبير عن مناهضتها للإسلام.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
استغلت الحركات المعادية للإسلام على غرار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) توافد مئات الآلاف من اللاجئين وأغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان لإثارة الخوف من "غزو المسلمين لألمانيا"، حيث اختارت صورة للمستشارة أنغيلا ميركل يحيط بها السواد وأسفلها شباب ذوو ملامح شرقية يصرخون: "قادمون يا أماه". وفي نهاية كلمة "Mutti" - التي تعني أمي - رُسم بدل نقطة هلال في إشارة إلى الإسلام.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
اليمينيون المتطرفون يرفضون التعددية الثقافية ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية، حيث يحمل أحد المتظاهرين هنا ضمن الاحتجاجات التي نظمتها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) في مدينة دريسدن الألمانية لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
"سكان ولاية سارلاند ضد السلفيين" - شعار يحمله متظاهرون ينتمون إلى حركة "هوليغانز ضد السلفيين"، وهي حركة تأسست من قبل "مثيري الشغب في الملاعب" ضد السلفيين، على حد قولهم، فيما يتهمها مراقبون بأنها مناهضة للإسلام والمسلمين ككل. هذه الحركة التي ذاع صيتها خلال مشاركتها في احتجاجات يمينية متطرفة في مدينة كولونيا عندما اشتبكت مع الشرطة يصنفها بعض المراقبين بأنها حركة عنيفة وذات ميول يمينية متطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مناهضة الإسلام في ألمانيا تتجلى أيضا في رفض البعض لبناء دور عبادة إسلامية مبررين ذلك بخوفهم من اندثار الثقافة الألمانية المسيحية. وما انفكت حركة "من أجل ألمانيا" (برو كولونيا) اليمينية المتطرفة، التي ظهرت منتصف التسعينات، تنظم احتجاجات ضد بناء المساجد، كانت أكبرها خلال عامي 2007 و2008 ضد بناء الجالية التركية لمسجد كبير على الطراز العثماني في مدينة كولونيا الألمانية.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
الشعارات المناهضة للإسلام لم تقتصر على الاحتجاجات اليمينية المتطرفة بل استخدمت أيضا خلال الحملات الانتخابية في الانتخابات المحلية التي شهدتها بعض الولايات الألمانية في مارس/آذار. هذ الملصق الانتخابي للحزب الألماني القومي (النازيون الجدد) يصور ثلاثة أفراد ذوي ملامح أجنبية: إفريقي على اليمين وامرأة محجبة في الوسط ورجل شرقي بعمامة وشارب طويل على بساط من الريح وكتب عليه "رحلة طيبة إلى أوطانكم".
صورة من: DW/M. El-Maziani
معاداة المسلمين من قبل اليمينيين المتطرفين في ألمانيا ليست جديدة وإن كانت ضمن معاداة الأجانب بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية. وقد كان الأتراك - أكبر جالية أجنبية ومسلمة بألمانيا - هدف الاعتداءات العنصرية، على ما تظهر هذه الرسوم والكتابات على أحد الجدران التي يعود تاريخها إلى عام 1992: حيث يصور ثلاثة أشخاص، أحدهم يمسك بعصا أو آلة حادة وهو يلاحق الآخرين وقد كتب عليها: "ارحلوا أيها الأتراك".
صورة من: Imago/Sommer
بعض أنصار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" فضل خلال أحد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة دريسدن الألمانية رفع الصليب في إشارة إلى المسيحية، الدين الذي تنتمي إليه الأغلبية في ألمانيا - للتعبير عن رفضهم للإسلام والمسلمين.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
كثيرا ما يحمل أنصار الحركات المناهضة للإسلام والمسلمين على غرار "برو كولونيا" أو "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) العلم الألماني لتأكيد رفضهم لكل ما لا ينتمي لألمانيا - متناسين أن هناك ألمانا من أصول عربية وتركية وغيرها وذوي انتماءات دينية متعددة يدينون أيضا بالولاء لألمانيا.