سيدي بوزيد تهدد بـ"ثورة جديدة" والغنوشي يقول إن "تونس للجميع"
٢٨ أكتوبر ٢٠١١اندلعت أعمال عنف بعدد من مدن محافظة سيدي بوزيد في وسط تونس ليل الخميس/ الجمعة في أعقاب إسقاط الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ست قوائم انتخابية تابعة لـ"تيار العريضة الشعبية للعدالة والحرية والتنمية" المستقلة، التي يقودها هاشمي الحامدي، الذي ينحدر من مدينة سيدي بوزيد ومقيم في لندن، بسبب ارتكابها خروقاً للقانون الانتخابي.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شاهد العيان عبد الستار كدوسي، المقيم في مدينة سيدي بوزيد، أن نحو ألف شاب أحرقوا مقر البلدية والمعتمدية والمحكمة ومحلات تجارية ومقر حزب حركة النهضة الإسلامية وسيارة ورشقوا رجال أمن كانوا أمام مقر مديرية الأمن بالحجارة. وقال الناشط السياسي إن حوالي 1500 شاب أحرقوا قطاراً وقطعوا طريقاً رئيسية.
وأضاف أن المحتجين رددوا شعارات معادية لحمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة الإسلامية، الذي أعلن رفض حركته تتعامل أو تتحالف مع قائمة "تيار العريضة"، وصفوه فيها بـ"الرجعي" داعين إلى "الثورة من جديد". من جانبه أعلن الحامدي، الذي يملك قناة "المستقلة" انسحابه من المجلس الوطني التأسيسي احتجاجاً على إسقاط اللوائح الانتخابية الست التابعة لـ"تيار العريضة"، التي يتهمها معارضون بأنها امتداد لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي) والذي وقع حله بأمر قضائي في آذار/ مارس الماضي.
العنوشي: تونس للجميع
وعقب إعلان لجنة الانتخابات مساء الخميس فوز حزب النهضة بـ90 مقعداً في المجلس التأسيسي المؤلف من 217 مقعداً؛ أي ما يعادل ثلاثة أمثال عدد المقاعد التي فاز بها اقرب منافسيه، سعى حزب النهضة مجددا لطمأنة العلمانيين القلقين من حكم إسلامي، بالتأكيد بالقول بأنه سيحترم حقوق النساء ولن يفرض التقاليد الإسلامية على المجتمع. وقال راشد الغنوشي، زعيم النهضة، أمام حشد من مؤيديه المبتهجين إن حزبه سيواصل الثورة من أجل أن تكون تونس حرة ومستقلة ومزدهرة، تصان فيها حقوق النساء والرجال والمتدينين وغير المتدينين "لأن تونس للجميع".
ولم تكشف النهضة حتى ألان عن مرشحها المفضل لرئاسة المجلس التأسيسي أو رئاسة الجمهورية وسمت في المقابل مرشحها لرئاسة الحكومة الانتقالية وهو أمينها العام حمادي الجبالي (62 عاماً). وأشارت مصادر إعلامية الخميس إلى أن النهضة قد ترشح سيدة الأعمال سعاد عبد الرحيم لمنصب رئاسة المجلس التأسيسي، وهو ما من شأنه أن يسهم في تبديد مخاوف يثيرها خصوم النهضة بشان تهديد الإسلاميين للحريات وخصوصا حرية المرأة.
حكومة وحدة وطنية
وفيما يتعلق بمشاورات تشكيل الحكومة أكد الجبالي أن حزبه سيسعى إلى تكوين ائتلاف مع الكتل الحزبية، التي تجري معها حاليا مشاورات مكثفة من أجل الوصول إلى توافق وطني لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأكد الجبالي، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، بأن حركة النهضة "ستتبنى خيار النظام البرلماني مستقبلاً في إطار إرساء نظم ديمقراطية جديدة بتونس"، مؤكداً التزام الحركة بكل الأطروحات التي نادت بها خلال الحملات الانتخابية لتأكيد مصداقيتها في مواجهة تحديات المرحلة المقبلة".
(ع.ج.م/ د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: عماد غانم