لفت المهاجم الشاب سيرجي جنابري الأنظار بتألقه في المباراة التي جمعت منتخب ألمانيا بنظيره سان مارينو ضمن تصفيات مونديال روسيا 2018. مهاجم بريمن الألماني دخل التاريخ بتسجيله ثلاث أهداف في أول مباراة يلعبها مع المانشافت.
إعلان
شهدت مباراة المنتخب الألماني ضد نظيره سان مارينو ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، بزوغ نجم لاعب شاب أظهر أنه قد يكون له شأن كبير مع المانشافت في قادم الأيام ويتعلق الأمر بمهاجم فريق بريمن، سيرجي جنابري. هذا اللاعب الشاب الذي لم يتعدى عمره 21 ربيعا، تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف في أول مباراة يخوضها بألوان الفريق الألماني.
جنابري الذي انتقل بداية هذا الموسم من فريق أرسنال الإنجليزي إلى بريمن، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى في الدوري الألماني (بوندسليغا) كان في مستوى الثقة التي وضعها فيه المدير الفني يواخيم لوف، حيث قدم مردودا رائعا توجه بتسجيل ثلاثية ستظل بدون شك عالقة في ذهنه طويلا.
ثناء على أداء جنابري
"لم أكن أتوقع أن أسجل ثلاثة أهداف في أول مباراة لي مع المنتخب الألماني" يقول جنابري، مضيفا "قال لي المدرب قبل المباراة علي أن أتحلى بالثقة في النفس وأن ألعب بشجاعة. وأعتقد أنني وفقت في ذلك".
أداء جنابري أمام سان مارينو نال إعجاب زملائه في الفريق أيضا الذين أثنوا عليه كثيرا، حيث قال زميله في خط الوسط سامي خضيرة "سيرجي شاب جيد، وقد أثبت من خلال الأهداف التي سجلها اليوم أنه يمتلك قدرة كبيرة على التهديف".
من جهته أكد يواخيم لوف ما قاله خضيرة، وأشار إلى أنه سيعتمد على المهاجم الشاب في المباريات القادمة أيضا، عندما صرح "لقد تمكن من تسجيل أهداف جميلة، وهذا أمر جيد بالنسبة للأشهر المقبلة".
رقم قياسي جديد
بتسجيل جنابري لثلاثة أهداف في شباك سان مارينو يكون اللاعب قد حطم رقما قياسيا ظل قائما لأربعين عاما. فآخر مرة يسجل فيها لاعب ثلاثة أهداف في أول مباراة له مع المنتخب الألماني تعود إلى عام 1976 وبالتحديد إلى نصف نهائي بطولة أمم أوروبا التي احتضنتها يوغسلافيا السابقة آنذاك، حيث أقحم المدرب الألماني هيلموت شون، لاعبه الشاب ديتر مولر في تلك المباراة وتمكن من تسجيل ثلاثية في أول ظهور له مع المانشافت. ولم ينجح بعد ذلك أي لاعب من تكرار ما فعله ديتر مولر حتى تمكن جنابري من القيام بذلك أمام سان مارينو أمس الجمعة.
وعبر جنابري عن فرحته بذلك بأسلوب فيه الكثير من التواضع بقوله "أن سعيد لأنني استطعت مساعدة فريقي. والفضل يرجع لزملائي الذين كانوا يمدوني بكرات رائعة".
بداية متعثرة في أرسنال وتألق في بريمن
غادر جنابري ألمانيا وانتقل برفقة والده الإيفواري جان هيرمان للعيش في لندن عندما كان يبلغ من العمر 16 عاما. وفي سن 18 وقع عقدا احترافيا مع فريق أرسنال، لكنه عانى كثيرا مع الفريق اللندني حيث لم يمنحه المدرب أرسين فينغر الفرصة الكاملة لإبراز موهبته. وهو ما جعله يفكر في الانتقال إلى فريق آخر أقل حجما من أرسنال وحصل ذلك بداية هذا الموسم مع بريمن الألماني الذي وقع معه عقدا يمتد لأربع سنوات. وفي فريق بريمن تحول جنابري إلى لاعب أساسي وهو ما منحه ثقة أكثر في النفس وساعده على إظهار موهبته في تسجيل الأهداف حيث تمكن لحد الآن من تسجيل أربعة أهداف لفريقه الجديد. وعن ذلك صرح جنابري قائلا "أنا سعيد للغاية. العامان الماضيان كانا في غاية الصعوبة لكني أشارك الآن في العديد من المباريات وأسجل."
وستكون أمام المهاجم الشاب فرصة جديدة لتأكيد تألقه الأخير مع المنتخب الألماني، عندما سيواجه المانشافت المنتخب الإيطالي يوم الثلاثاء المقبل. "أمام إيطاليا سيكون الأمر أصعب، لكنني أعرف إمكانياتي. وأتمنى أن تسير الأمور بالنسبة لي على النحو التي عليها الآن"، يؤكد جنابري.
أوفه زيلر - أيقونة الكرة الألمانية يحتفل بعيده الثمانين
يعتبر أوفه من بين أهم اللاعبين في تاريخ كرة القدم الألمانية بفضل إنجازاته في صفوف ناديه هامبورغ والمنتخب الألماني على مدى عقدين من الزمان. يحتفل زيلر بعيد ميلاده الثمانين هذا العام.
صورة من: picture alliance/dpa/M.Brandt
ربما لم يعرف نادي هامبورغ لاعباً كأوفه زيلر على الإطلاق. في هذه الصورة من عام 1972 احتفى مشجعو النادي بزيلر في مباراته الأخيرة، والتي انتهت بهزيمة 3-7 أمام فريق أوروبي ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية. لكن هدفين من أهداف هامبورغ الثلاثة سجلها أوفه زيلر.
صورة من: picture-alliance/dpa
على مدار مسيرته الكروية، سجل زيلر 404 أهداف من أصل 476 مباراة، بينها 139 هدفاً في 239 مباراة ضمن الدوري الألماني الممتاز (بوندسليغا). وفي مساره مع فريقه في الدوري المحلي لشمال ألمانيا، توّج زيلر بلقب هداف الدوري في ستة مواسم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Heidtmann
في دوري الدرجة الأولى، حصل أوفه زيلر على لقب لاعب العام ثلاث مرات في أعوام 1960 و1964 و1970. لكن هذه النجاحات الشخصية لم تنعكس على ناديه هامبورغ، الذي فاز فقط بلقبين أثناء لعب أوفه زيلر في صفوفه، وهما بطولة الدوري الألماني عام 1960 وكأس ألمانيا عام 1963.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 1965 أصيب أوفه زيلر في مباراة ضد فريق آينتراخت فرانكفورت بتمزق الوتر العقبي، وهي إصابة تعني نهاية مسيرة أي لاعب آخر، إلا أوفه زيلر. لم يسبق لأي لاعب أن عاد إلى اللعب بعد مثل هذه الإصابة. غير أن زيلر تمكن من التغلب على إصابته والعودة للعب من جديد، والفضل في ذلك يعود جزئياً إلى حذاء خاص طورته له شركة "أديداس" الرياضية.
صورة من: picture-alliance/dpa
لم يغادر زيلر فريق هامبورغ طوال مسيرته الرياضية، على الرغم من العروض المغرية حتى من خارج ألمانيا. كما رفض عرضاً خيالياً بالملايين عام 1961 من فريق إنتر ميلانو الإيطالي. لذلك، وتقديراً لولائه وتضحيته، شيّد تمثال حجري لقدمه اليمنى ووضع أمام استاد نادي هامبورغ.
صورة من: imago/McPhoto
بعد فوز المنتخب الألماني بكأس العالم عام 1954، استدعى المدرب يوزف هيبرغر زيلر، الذي كان يبلغ وقتها 17 عاماً، إلى صفوف المنتخب الألماني. ومنذ ذلك اليوم، شارك أوفه زيلر في 71 مباراة دولية، سجل خلالها 39 هدفاً. كما لعب في أربع بطولات لكأس العالم، سجل خلالها تسعة أهداف.
صورة من: imago/United Archives
بعد اعتزاله اللعب، عمل زيلر ممثلاً لشركة "أديداس" ولشركة أخرى لصناعة الملابس الرياضية. كما امتلك لفترة قصيرة محطة للوقود. ولكنه عاد مرة أخرى إلى المجال الرياضي، ليترأس نادي هامبورغ بين عامي 1995 و1998.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Rick
يعتبر أوفه زيلر من الشخصيات البارزة في هامبورغ. فهو مواطن فخري في المدينة، بالإضافة إلى أنه يحمل مفاتيح مدينة هامبورغ وحاز على لقب مفوض فخري لشرطتها. كما مُنح صليب الاستحقاق الاتحادي. لكنه رفض منصب الرئيس الفخري لنادي هامبورغ عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
بالرغم من نجوميته ونجاحاته الكبيرة، إلا أن زيلر لم يتورط بفضائح أو علاقات غرامية، بل حافظ على حياة زوجية مستقرة مع زوجته إلكا منذ عام 1959. وقد أفصح عن الوصفة السحرية للزواج الناجح بقوله: "أنا أقرر في المسائل الكبيرة، وزوجتي تتخذ القرارات فيما يتعلق بالمسائل الصغيرة. وبالطبع زوجتي هي من تحدد ما هي المسائل الصغيرة والكبيرة".
أندرياس شتين زيمونس / ريم ضوا.