سيف الإسلام القذافي..مصير غامض يلف طموحات العودة للواجهة
٢ أبريل ٢٠١٨
بالرغم من الأقاويل حول نية سيف الإسلام القذافي ترشيح نفسه لرئاسة ليبيا إلا أنه ما من أحد يمكنه تأكيد إذا ما كان سيف الإسلام على قيد الحياة ولا عن مكان إقامته. ويعود اسم سيف الاسلام إلى الواجهة في إطار التحقيق مع ساركوزي.
إعلان
يعود سيف الإسلام القذافي إلى الواجهة بعد توجيه الاتهامات إلى الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولا ساركوزي في إطار التحقيق حول شبهات بتمويل ليبي لحملته الانتخابية عام 2007. وكان سيف الإسلام قد قال في مقابلة مع قناة يورونيوز في 2011، إن على ساركوزي "إعادة الاموال التي أخذها من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية".
وبعد نحو عام من إعلان مجموعة مسلحة ليبية الإفراج عن نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ووريثه السياسي، لا يزال الغموض يلف مصير سيف الإسلام القذافي، حيث كانت كتيبة "أبو بكر الصديق" قد اعتقلت نجل الزعيم الليبي السابق في الزنتان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، بعد أيام من مقتل والده خلال ثورة شعبية مدعومة من حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأعلنت الكتيبة أنها أطلقت سراحه في حزيران/ يونيو 2017 بموجب قانون العفو العام الصادر عن برلمان شرق ليبيا، إلا أن خبراء قانونيين قالوا إن العفو لم يشمله.
مصير غامض
ويتزايد الغموض الذي يحيط بمصير سيف الإسلام حتى في صفوف كبار مؤيدي نظام القذافي. حيث أعلن رجل من تونس في 19 آذار/ مارس أدعى بأنه يمثل سيف الإسلام أن نجل الزعيم الليبي السابق سيترشح للانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة.
إلا أن "كتيبة أبو بكر الصديق" هذا الإعلان عبر صفحتها على فيسبوك حيث أعلنت أنها "اتصلت" بسيف الإسلام الذي أكد أنه لم يكلف أحداً تمثيله. وتعذر الاتصال بالعجمي العتيري قائد الكتيبة للحصول على تعليق. ولم يتم حتى الآن تأكيد أنباء عن إفراج "كتيبة أبو بكر الصديق"، وهي إحدى المجموعات المسلحة التي كانت تسيطر على مدينة الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس)، عن سيف الإسلام القذافي، وهو ما أطلق العنان للشائعات. ففيما يؤكد البعض أنه لا يزال في الزنتان، يقول آخرون أنه توفي.
ويقول دبلوماسيون ومصادر ليبية عدة إن سيف الإسلام لم يغادر الزنتان، المدينة التي تتمتع فيها القبائل والعشائر بنفوذ كبير والتي شكلت إحدى مناطق انطلاق ثورة 2011.
سعي أممي لمعرفة مكان وجوده
وكانت محكمة في طرابلس قد أصدرت حكماً بالإعدام بحق سيف الإسلام القذافي ومسؤولين ليبيين آخرين لارتكابهم جرائم من بينها جرائم قتل وتحريض على الاغتصاب خلال ثورة 2011، إثر محاكمة نددت بها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الإنسان. فيما أعلنت النيابة العامة في طرابلس أنه بسبب طبيعة هذه الجرائم "لا يمكنه الاستفادة من أي عفو".
وفي 2015 أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تسعى للتحقق من مكان وجوده، مكررة طلب توقيفه وتسليمه إلى لاهاي. ودخلت المحكمة الجنائية الدولية في نزاع قضائي مع السلطات الليبية لتسليم سيف الإسلام القذافي إلى لاهاي بعد صدور مذكرة توقيف بحقه في 2011 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
يبقى السؤال: هل سيف الإسلام ما زال على قيد الحياة؟ وهل هو سجين؟ ما من أحد في الزنتان، البلدة التي تضم 40 الف نسمة، يعطي جواباً واضحاً. الأمر الوحيد المؤكد هو أنه لم يُشاهد أو يصدر عنه أي تصريح منذ حزيران/ يونيو 2014 حين ظهر في اتصال عبر الفيديو من الزنتان خلال محاكمته أمام محكمة في طرابلس.
ع.أ.ج/ ع.غ ( أ ف ب)
خمس سنوات على سقوط القذافي وليبيا لم تخرج بعدُ من النفق
بعد سقوط القذافي وعد سياسيون بإقامة دولة في ليبيا تحترم حقوق الإنسان، لكن بعد مرور سنوات لم تقم تلك الدولة حتى الآن.
صورة من: DW-Fotomontage/picture-alliance/AA/AP
في مدخل هذا النفق ألقى ثوار في 20 من اكتوبر 2011 القبض على القذافي وهاجمه نفر من الغاضبين وأردوه قتيلا. بعد خمس سنوات من الحادثة التي شكلت منعرجا في تاريخ ليبيا، يختزل هذا المكان وبألوانه المتداخلة وشعاراته المتضاربة، المشهد الليبي الغارق في الفوضى.
صورة من: picture alliance/dpa
بعد نحو 42 عاما من حكم معمر القذافي اندلعت في ليبيا في 17 فبراير/ شباط 2011 ثورة ضده أدت إلى سقوط نظامه بمساعدة من حلف الناتو، ومنذ ذلك الحين تبحث ليبيا عن مخرج من الاضطرابات السياسية والعنف الذي يجتاحها.
صورة من: dapd
في بنغازي بشرق ليبيا تأسس المجلس الوطني الانتقالي برئاسة مصطفى عبدالجليل، كوجه للمرحلة الإنتقالية بعد الثورة الليبية. ولم يكد ينته الشهر الذي قتل فيه القذافي حتى انتخب المجلس في طرابلس عبد الرحيم الكيب رئيساً للحكومة الانتقالية. وفور انتخابه صرح الكيب أنه يريد "بناء دولة تحترم حقوق الإنسان".
صورة من: dapd
في سنة 2012 قرر المؤتمر الوطني إجراء انتخابات مباشرة من قبل الليبيين لاختيار جمعية تأسيسية لصياغة دستور البلاد. كما صدر في نفس العام قانون تعديلي لتنظيم المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في البلاد).
صورة من: AFP/Getty Images
استمر المجلس الوطني الانتقالي في السلطة نحو عشرة أشهر. وفي يوليو/ تموز 2012 جرى انتخاب المؤتمر الوطني العام، الذي شكل الحكومة برئاسة على زيدان في أكتوبر/ تشرين الأول، لكن المجلس سيحجب الثقة عن حكومة زيدان وإسقاطها في شهر مارس 2014.
صورة من: Reuters
ورغم وجود حكومة غرقت ليبيا في فوضى الجماعات والميلشيات المسلحة، وظهرت مخاطر تحولها إلى "دولة فاشلة" تأوي إليها العناصر الإرهابية والمتشددة من دول الجوار. وفي شهر فبراير/ شباط 2014 ظهر اللواء المتقاعد خليفة حفتر عبر شريط فيديو معلنا سيطرته على عدد من مؤسسات الدولة في شرق البلاد، وفي شهر مايو أعلن حفتر بدء "عملية الكرامة" لتطهير ليبيا من العناصر الإرهابية والمتشددة.
صورة من: Reuters
وتمت كتابة دستور بعد تعطل كبير لتجرى الانتخابات التشريعية بالنظام الفردي في 25 يونيو/ حزيران 2014. وفاز مرشحو التيار المدني الليبرالي بأغلبية مقاعد البرلمان، متقدمين على مرشحي التيار الوطني الإسلامي. ليحل البرلمان (مجلس النواب) وحكومته محل المؤتمر الوطني. ومقر مجلس النواب هو بنغازي، لكن أغلبية الأعضاء اختاروا طبرق لعقد جلساتهم.
صورة من: Reuters
اعترف المجتمع الدولي بالبرلمان في طبرق، والذي كلف عبدالله الثني بتشكيل حكومة، لكن ائتلاف "فجر ليبيا" في غرب البلاد، والذي تعد جماعة الإخوان المسلمين أقوى طرف فيه شكل برلمانا موازيا في طرابلس وحكومة برئاسة عمر الحاسي. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 ألغت المحكمة العليا في طرابلس نتائج الانتخابات بحجة عدم دستورية قانون الانتخابات.
صورة من: picture-alliance/dpa
شهدت ليبيا مزيدا من الفوضى وتحولت إلى ملجئ للعناصر المسلحة من مشارب مختلفة وخصوصا من التيارات المتشددة، ومنها "أنصار الشريعة"، و"جيش تحكيم الدين" و"مجلس شورى الشباب" المواليين لتنظيم القاعدة، وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وغيرها من الجماعات المسلحة التي تتراوح العلاقات فيما بينها بين التحالفات والتناحر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Hannon
انحازت قوى إقليمية ودولية إلى طرفي الصراع. وفي حين تدعم مصر والإمارات وروسيا برلمان طبرق واللواء حفتر، تدعم تركيا وقطر برلمان طرابلس. وقامت مساع دولية من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولهذا أوفدت الأمم المتحدة في أغسطس آب 2014 مبعوثا خاصا إلى ليبيا هو برنادينو ليون، الذي أطلق مسلسل مفاوضات في الصخيرات بالمغرب.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
استقال المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون بعد مفاوضات طويلة وعسيرة بين الأطراف الليبية في منتجع الصخيرات القريب من العاصمة المغربية الرباط. لينجح خلفه الديبلوماسي الألماني مارتين كوبلر في التوصل مع الأطراف الليبية في الصخيرات إلى اتفاق سلام يهدف لإنهاء الصراع السياسي والعسكري بينها في الخميس (17 كانون الأول/ ديسمبر 2015).
صورة من: imago/Xinhua
وبناء على اتفاق الصخيرات تشكل المجلس الرئاسي الليبي، الذي شكل بدوره حكومة وفاق وطني برئاسة فائز السراج، ونالت الحكومة ثقة برلمان طبرق بالأغلبية قرب نهاية فبراير/ شباط 2016. ووصل السراج الأربعاء (30 آذار/ مارس 2016) إلى طرابلس، لكن خليفة الغويل، رئيس ما يسمى بـ "حكومة الإنقاذ الوطني" طلب منه مغادرة البلاد هو ومن معه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/GNA Media
وبمرور الوقت أعلن الغويل دعمه لحكومة الوفاق الوطني لكنه تراجع عنه بعد ذلك. لتبقى في ليبيا حتى الآن ثلاث حكومات تتنازعها. حكومتان في طرابلس: "الوفاق الوطني" بقيادة السراج، و"الانقاذ" بقيادة الغويل وحكومة طبرق المؤقتة برئاسة عبدالله الثني، إضافة إلى العشرات من الميليشيات المسلحة والمتناحرة.