سيمنز تعتزم إلغاء آلاف الوظائف لديها في ألمانيا والعالم
١٦ نوفمبر ٢٠١٧
يبدو أن التغير في هيكلة قطاع الطاقة، بات يشكل ضغوطا على شركة سيمنز من أجل إلغاء وظائف في ألمانيا والعالم. وتراجعت أرباح قطاع الطاقة في الشركة بنسبة 40 بالمائة العام المالي الماضي في حين لاقت هذه السياسة انتقادات نقابية.
إعلان
تعتزم شركة سيمنز الألمانية العملاقة خفض 6900 وظيفة على مستوى العالم، في إطار خطة أكبر لإعادة هيكلة قطاع الطاقة لديها. وقالت "ليزا ديفز" عضو مجلس إدارة الشركة الألمانية في بيان إن "صناعة توليد الطاقة تواجه اضطرابا غير مسبوق، كما أن الطاقة المتجددة تضع أشكال توليد الطاقة الأخرى تحت ضغوط متزايدة".
وكانت الشركة ومقرها الرئيسي في مدينة "ميونيخ" قد ذكرت الأسبوع الماضي أن أرباحها الصناعية خلال الربع الثالث من العام الحالي تراجعت إلى 2.2 مليار يورو (2.6 مليار دولار) مقابل 2.4 مليار يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وتراجعت أرباح قطاع الطاقة والغاز في الشركة بنسبة 40 في المائة خلال العام المالي الماضي. وبحسب الشركة فإن حوالي نصف الوظائف المقرر إلغاؤها في إطار الخطة الجديدة موجودة في ألمانيا، حيث تعتزم غلق مصانعها في مدينتي غورليتس و لايبزيغ الألمانيتين. كما سيتم إلغاء وظائف في مواقع تابعة للشركة في مدن أوفنباخ، إيرفورت، مولهايم، وبرلين.
من ناحيتها، اعتبرت نقابة "آي.جي ميتال" أن خطة إعادة هيكلة الشركة هو "هجوم مركب واسع النطاق على العمال". وقال "يورغن كيرنر" زعيم النقابة إن "خفض الوظائف بهذا الحجم غير مقبول تماما في ظل الوضع المالي الممتاز للشركة".
وتشمل خطة إلغاء الوظائف خارج ألمانيا، أكثر من 1100 وظيفة في دول أوروبية و1800 وظيفة في الولايات المتحدة. وكان عدد موظفي سيمنز في ألمانيا قد ارتفع من 113 ألف موظف إلى 115 ألف موظف خلال العام المالي المنتهي في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي. وتتوقع الشركة تعيين موظفين جدد لكي يستقر العدد الإجمالي عند نفس مستواه في العام الماضي.
وقالت "سيمنز" إن خفض الوظائف خطوة ضرورية بسبب ضغوط الأسعار، الناتج عن فائض الطاقة الإنتاجية في بعض الأسواق، لكن الشركة مازالت تعتزم الاستثمار في تكنولوجيات توليد الطاقة المتنامية.
ع.أ.ج/ ص.ش (د ب أ)
سيمنس.. من عصر البرقية إلى زمن الإنترنت
ولد مؤسس شركة سيمنس قبل 200 عام، آنذاك لم يكن للسيارات الشبكية أو الروبوتات الصناعية وجود. إلا أن هذه الشركة كانت دائماً في مقدمة رواد الاكتشافات التكنولوجية.
صورة من: picture-alliance/dpa
بدأت مع التلغراف
طور فيرنر سيمنس اكتشاف مؤشر البرق الكهربائي خلال عامي 1846 و1847. وقد شكل هذا الاختراع حجر الأساس لـشركة (Telegraphen-Bauanstalt von Siemens & Halske) التي أنشأها بالتعاون مع المهندس يوهان جورج هالسكي ببرلين، أكتوبر/ تشرين الأول1847. بوجود عشرة حرفيين لبناء الأجهزة في ورشة برلين.
صورة من: Siemens AG
من ورشة عمل إلى مصنع
حققت الورشة نجاحاً ملحوظاً خلال العقود اللاحقة، إذ تحولت إلى شركة ذات إنتاج قياسي ضخم، كما أنشأت المحركات البخارية وطورت المولد. كما لحق ذلك العديد من الابتكارات كالمصباح القوسي واختراعات في مجال هندسة الطاقة.
صورة من: Siemens AG
التواصل عبر المحيطات
نفذت شركة سيمنس العديد من المشاريع الطموحة، رغم فشل أول محاولة لوضع كابل تلغراف عبر البحر المتوسط في عام 1864 الذي تسبب بخسائر فادحة، غير أن الأخوة سمنس، فيرنر ووليام وكارل، نجحوا بربط أوروبا مع أميركا الشمالية بواسطة التلغراف مستخدمين سفينة كابلات اختصاصية (Faraday) في 1874-1875. وبذلك كانت الكابل الأول من ضمن الـ 16 آخرين في المحيط الأطلسي.
صورة من: Siemens AG
زمن الخيول انتهى!
في عام 1879، قام سيمنس وهالسكي بتجربة أول قطار كهربائي على مسار اختبار دائري بطول 300 متراً. وُضع في الخدمة النظامية في عام 1881 في ليشترفيلد ببرلين حيث استمروا بتطوير أعمالهم.
صورة من: picture alliance/akg-images
رجل أعمال نزيه
عُرف فيرنر سيمنس بنزاهته ونبله من خلال المبادرات الاجتماعية التي قام بها. إذ وضع نظام التأمين الاجتماعي لشركته وذلك بدفع معاشات للأرامل والأيتام والمتقاعدين. غادر فيرنر شركته رسمياً في عام 1890 وتوفي بعد ذلك بسنتين إثر إصابته بالتهاب رئوي عن عمر يناهز 75 عاما.
صورة من: Getty Images
حي جديد
نمو وازدهار الشركة بشكل كبير سمح بتوسعها، فاشترت منطقة شبه مهجورة بشمال ما كان يعرف حدود برلين عام 1897، حيث أصبحت مركزاً للأعمال، وتم تأسيس منشآت سكنية ومعامل. وفي حلول عام 1914 ظهرت منطقة جديدة (Siemenssstadt) أومدينة سيمنس.
صورة من: Siemens AG
الانتقال إلى ميونيخ
تحسباً لتقدم الجيش الأحمر (السوفيتي) إلى برلين، انتقلت أقسام من الشركة إلى ميونيخ، مولهايم، وهوف في شباط/ فبراير 1945. وفي أعقاب الحصار السوفييتي لبرلين، نُقل مقر الشركة كلياً إلى ميونيخ بينما بقي موقع برلين الغربي ثانوياً. دمجت Siemens & Halske مع الشركات الشقيقة الأخرى لتشكل Siemens AG في أكتوبر/ تشرين الأول 1966.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
المزيد من الإنتاج والمعامل ..انتشار عالمي
المحركات التوربينية، أنظمة التشغيل الآلي، السكك الحديدية، محطات توليد الطاقة، أنظمة الإتصالات الخاصة، التكنولوجيا الطبية، آلات الغسيل، والكثير أيضاً. في أوائل ثمانينات القرن الماضي، انتشرت معامل سيمنس في 37 دولة مختلفة، وبعد 10 أعوام أصبح ثلثي المبيعات خارج ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Gust
فضيحة سيمنس
أُعتبرت فضيحة الرشوة والفساد في شركة سيمنس، التي ظهرت بين عامي 2006 و2008 الأكبر في تاريخ ألمانيا الصناعي. وقُدر حجم هذه الفضيحة بـ1.3 مليار يورو دُفعت لضمان عقود أجنية. فُصل العديد من المتورطين بهذه الفضيحة بالإضافة إلى استبدال الإدارة العليا للشركة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عقود وصفقات كبيرة
دفعت محطة السكك الحديدية الرئيسية في ألمانيا (DB) أكثر من 6 مليار يورو لبناء أسطول قطارات فائقة السرعة جديد، ويعتبر هذا العقد الأكبر في تاريخ الشركة. كما دفعت مصر مبلغاً يساويه لبناء أكبر محطة توليد كهرباء تعمل بالغاز في العالم. كانت الشركة تأمل باستلام الشركة الفرنسية المنافسة (Alstom)، ولكنها اختارت عوضاً عن ذلك الشراكة في شركة (General Electric) ومقرها الولايات المتحدة.
هيلكه فيشر/ ريم ضوا.