تعتبر العملاقة الألمانية للاتصالات والالكترونيات "سيمنس" الشريك التكنولوجي الأول لاتحاد كرة القدم الألماني "دي إف بي" الذي يعد أكبر اتحاد كرة قدم في العالم ويضم أكثر من ستة ملايين عضو. ومن أجل أن يبقى الاتحاد محافظا على نشاطه وسمعته المعروفة، بادر بعقد شراكة مع شركة "سيمنس" لتقديم الخدمات التكنولوجية المتطورة للاتحاد. إلى ذلك، يقول رئيس قسم التسويق في الاتحاد هورست ليشتنر إن هذه الشراكة "تقوم على عدة مجالات مثل تكنولوجيا البيئة ومسائل الإمدادات وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بالإضافة إلى خدمة تجهيز الملاعب بمراكز إعلامية ونظام بيع البطاقات." ويضيف المسؤول أن اتحاده "بحاجة إلى خدمات سيمنس هذه الآن ومستقبلاً عند إقامة المباريات الودية أو أثناء التصفيات لبطولات أخرى."

سيمنس وبطولة العالم

ولمواجهة كل هذه التحديات يستعين الاتحاد بخبراء من شركة "سيمنس" العالمية التي يرى رئيس قسمها الألماني جوزيف فنتر أن الأمر له "وجهان وجه رياضي ووجه اقتصادي والإبداع ضروري لكلا القطاعين للمحافظة على قدرة المنافسة." هذا وتجني شركة سيمنس للاتصالات والالكترونيات أرباحا عالية من خلال تجهيز الملاعب، إذ تصل أرباح الشركة إلى 20 بالمائة من تكاليف بناء وتنظيم كل ملعب بالمستلزمات الالكترونية، فعلى سبيل المثال قامت الشركة ببناء البنية التحتية لملعب "أليانس أرينا" في ميونيخ والذي بلغت تكاليف إعماره 280 مليون يورو. وشملت أعمال "سيمنس" إنارة الواجهات وأرض الملعب وبناء حواجز الدخول وتطبيق كاميرات الفيديو للمراقبة وحماية الملعب من الحرائق. ويفتخر رئيس الشركة فنتر بالمشاريع الكثيرة التي تنجزها سيمنس، قائلا إن عمل الشركة "لا يقتصر على الملاعب الاثني عشر التي ستقام عليها مباريات كأس العالم، وتكنولوجيا الشركة مطلوبة في أماكن كثيرة كمشروع الرور Ruhrpilot الذي سيكون جاهزاً مع انطلاقة البطولة العالمية وستقوم الشركة بتطوير وبناء نظام حسابي لإدارة وسائل النقل من سيارات خاصة وحافلات وقطارات بحيث تكمل بعضها بعضاً."

حاجة الملاعب إلى تقنية الشركة

صحيح أن الصفقات المعقودة مع "سيمنس" تدر عليها الأرباح الكثيرة، لكن الشركة تقدم خدمات فريدة من نوعها لا تستطيع أي شركة تقديمها، على حد قول مدير مشاريع "سيمنس" توماس برودوش الذي أكد على أهمية تحمل شركة واحدة المسؤولية لهذه المناسبات العالمية الضخمة. وأضاف المسؤول: "جمعنا خبرات كثيرة في الماضي وخاصة أثناء التحضير للألعاب الأولمبية في أثينا حين شاركت "سيمنس" بقدر كبير في بناء البنية التحتية، والخبرات التي نجمعها الآن سنقدمها للآخرين في مناسبات عالمية أخرى مثلاً في التحضير للألعاب الاولمبية في بكين أو خلال الاستعدادات لبطولة العالم في كرة القدم في جنوب إفريقيا وكذلك الأمر بالنسبة لألعاب الأمريكيتين في البرازيل."

سيمنس المستثمر الرابح في بطولة العالم

إن سياسة سيمنس الاستثمارية لم تذهب هباء وها هي تجني ثمار استثماراتها وذلك من خلال بيع تكنولوجياتها المتطورة وسيكون نجاح بطولة كأس العالم في صيف 2006 والتي ستدوم شهراً كاملاً سبباً في حصول الشركة على عقود ستدر الأرباح عليها بالملايين إن لم نقل بالمليارات.

دويتشه فيله