قتلت قوات الجيش والشرطة المصرية 59 "تكفيريا شديدي الخطورة" في مواجهات بشمال ووسط شبه جزيرة سيناء، فيما لقي سبعة عسكريين بينهم ضابط مصرعهم خلال الفترة الماضية، حسب إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية.
إعلان
قالت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية اليوم (الثلاثاء 22 كانون الثاني/ يناير 2019) إن قوات الجيش والشرطة قد قتلت 59 "تكفيريا شديدي الخطورة" في مواجهات بشمال ووسط شبه جزيرة سيناء
وكانت مصر أطلقت عملية أمنية كبيرة في فبراير شباط العام الماضي للقضاء على متشددين موالين لتنظيم الدولة الإسلامية ينشطون في المنطقة وقتلوا المئات من قوات الأمن والمدنيين في هجمات على مدى السنوات الماضية.
ووفقا للبيانات العسكرية، فقد قُتل مئات ممن يشتبه بأنهم متشددون فضلا عن عشرات الضباط والجنود في العملية التي يشارك فيها آلاف من قوات الجيش والشرطة بدعم من الأسلحة الثقيلة والقوات الجوية.
وقال بيان القوات المسلحة اليوم الثلاثاء إن قوات الجيش قتلت "44 تكفيريا شديدي الخطورة عثر بحوزتهم على عدد من البنادق مختلفة الأعيرة وعبوات ناسفة معدة للتفجير وحزام ناسف بنطاق الجيشين الثاني والثالث". ويشير ذلك إلى منطقتي شمال ووسط شبه جزيرة سيناء.
وأضاف أن قوات الشرطة قتلت 15 آخرين في "عملية نوعية" و"ضربة استباقية". ولم يحدد البيان مكان العملية. ولم يذكر البيان متى قتل هؤلاء على وجه الدقة. ولم يتضمن أيضا أسماء القتلى أو الجماعات التي ينتمون إليها.
وحسب بيان الجيش، جرى القبض على 142 فردًا من العناصر الإجرامية والمطلوبين جنائيًا والمشتبه بهم، وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. علاوة على ضبط وتدمير والتحفظ على 15 سيارة تستخدمها العناصر الإرهابية، و43 دراجة نارية بدون لوحات فيما دمرت القوات الجوية 56 عربة دفع رباعي بالإضافة إلى تدمير مخبأين.
وقال بيان القوات المسلحة أيضا إن ضابطاً بالجيش وستة من جنوده قتلوا "أثناء الاشتباك وتطهير البؤر الإرهابية" في مناطق العمليات.
وتعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرارا بهزيمة المتشددين في سيناء واستعادة الأمن بعد سنوات من الاضطرابات، لكن اعتماد المتشددين على أسلوب حرب العصابات يصعب المهمة.
م.م/ح.ز (رويترز، د ب ا)
مصر تواجه الإرهاب.. فُصول معركة تتضمن أهدافاً سياسية
عانت مصر طوال تاريخها الحديث من هجمات جماعات مسلحة. لكن الحدة ارتفعت منذ 2011، قبل أن تشهد تصعيدا غير مسبوق في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فُصول معركة مصر ضد الإرهاب متعددة، تستعرض DW بعضاً منها.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
هجمات في سيناء تستهدف الجيش والشرطة
عانت القوات المصرية من هجمات إرهابية متعددة في شمال سيناء منذ فبراير/شباط 2011، منها ما جرى في عهد الرئيس السابق محمد مرسي ما أسفر عن مقتل 16 جندياً مصرياً في أغسطس/آب 2012. لكن وتيرة الهجمات ازدادت في عهد السيسي، من أبرزها هجوم اسفر عن مقتل 31 جندياً وشرطياً في أكتوبر/تشرين الأول 2014. آخر الهجمات كانت هذا الأسبوع عندما قُتل جنديان وأصيب خمسة إثر انفجار عبرة ناسفة جنوب العريش.
صورة من: picture-alliance/epa/STR
تفجير طائرة روسية بقنبلة يدوية الصنع!
سقطت طائرة الركاب الروسية A321 في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بسبب انفجار قنبلة يدوية الصنع حسب ما أعلنته موسكو، مخلّفة 224 قتيلاً. قال الرئيس الروسي بوتين إن تفجير الطائرة من الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا، فيما أعلن تنظيم مرتبط بـ"داعش" مسؤوليته عن الهجوم، بينما قالت مصر إنها لم تجد ما يثبت فرضية انفجار قنبلة داخل الطائرة، لكن خارجيتها عادت لاحقاً لتصف إسقاط الطائرة بالعمل الإرهابي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Belyakova
المعركة ضد الإخوان بنكهة الحرب على الإرهاب
ضمن قوائم الجماعات المسلحة، هناك حركتا "حسم" و"لواء الثورة" اللتان صنفتها الولايات المتحدة وبريطانيا في قائمة الإرهاب. تربط عدة تقارير إعلامية الحركتين بجماعة الإخوان المسلمين، غير أن هذه الأخيرة تنفي وتؤكد أنها ضد العنف في البلد، كما لم تعلن الحركتان تبعيتهما للجماعة. تصف السلطات المصرية الإخوان بالإرهابيين، غير أن هناك اتهامات للدولة المصرية بتصفية حساباتها مع الإخوان عبر بوابة الإرهاب.
صورة من: Reuters
استراتيجية جديدة في فبراير 2018
بدأ الجيش المصري (الجمعة التاسع من شباط/ فبراير 2018) عملية "شاملة" للقضاء على الإرهاب في سيناء و الدلتا والظهير الصحراوي مع الحدود الليبية، معتمدا بشكل كبير على الطائرات المقاتلة. الجيش تحدث عن قيام قواته الجوية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحري لتقطع خطوط الإمداد عن الإرهابيين، زيادة على وضع قوات مشتركة من الجيش والشرطة على المنافذ الحدودية وعلى كافة المناطق الحيوية بالبلد.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
المدنيون ضحايا الإرهاب
شهد نوفمبر/تشرين الثاني 2017 مجزرة في قرية الروضة بسيناء عندما قُتل حوالي 305 شخصا ًفضلاً عن عشرات الجرحى. الهجوم نفذه إرهابيون بعبوة ناسفة فضلاً عن إطلاق الرصاص داخل فناء مسجد مرتبط بإحدى الطرق الصوفية. ليست هذه المجزرة الوحيدة، فقد وقعت أحداث مشابهة، منها مقتل 29 قبطياً وإصابة 24 في هجوم بالرصاص على حافلة كانت تقلهم صوب دير في المنيا جنوب القاهرة.
صورة من: Reuters/Str
جماعات مسلّحة متعددة
تنشط في مصر عدة جماعات مسلحة، بينها من يدعي رفضه استهداف المدنيين. أشهر هذه الجماعات تنظيم "ولاية سيناء" المرتبط بـ"داعش"، والذي كان يعرف بأنصار بيت المقدس. ظهر إلى الوجود عام 2011 لغرض مهاجمة إسرائيل لكنه بدأ مع سقوط الرئيس مرسي بمهاجمة المدنيين والقوات المصرية. هناك جماعات أخرى أقل نفوذا كـ"جند الإسلام" التي أعلنت الحرب على تنظيم "ولاية سيناء"، وكذا "أنصار الإسلام"، و"أجناد مصر" و"المرابطون".
صورة من: picture-alliance/abaca
تفاقم النشاط الإرهابي رغم خطوات السيسي
رغم أن القوات المصرية استطاعت القضاء على الكثير من العناصر المتشددة، إلّا أن مصر لم تعانِ من الإرهاب بوتيرة أشدّ ممّا عليه الحال في عهد السيسي، الأمر الذي أثر كثيرا على حركة السياحة . كما تأتي هذه الهجمات في سياق اقتصادي مترّدٍ تعيشه مصر، وفي سياق تراجعٍ للحريات العامة وانتقاداتٍ متعددة تُوجه للقضاء المصري، لكن السيسي لا يكترث كثيرا لهذه الأمور ويمضي نحو ولاية ثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi
التعاون مع إسرائيل في الحرب على الإرهاب
يعدّ السيسي من أكثر الرؤساء العرب حماساً للسلام مع إسرائيل، لكن إدارته لم تفصح عن وجود تعاون أمني مع تل أبيب في مجال محاربة الإرهاب، لأن التعاون –إن صح- سيكون مكلّفا لشعبية السيسي في بلده. غير أن تقارير إعلامية إسرائيلية نقلت أن التعاون قائم منذ مدة، كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز الى أن التعاون العسكري بين الطرفين تعزز منذ قدوم السيسي، وأن إسرائيل قامت بضربات جوية في سيناء ضد جماعات ارهابية.