عشرات القتلى والمفقودين إثر سيول وفيضانات في الإمارات وإيران
٢٩ يوليو ٢٠٢٢
لقي ما لا يقل عن 31 شخصا مصرعهم ولا يزال آخرون في عداد المفقودين جراء سيول وفيضانات ضربت مناطق في إيران والإمارات.
إعلان
لقي 7 أشخاص على الأقل مصرعهم جراء سيول ضربت عدة مناطق في الإمارات في الأيام الأخيرة، بينما تواصل السلطات عمليات الانقاذ، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الجمعة (29 تموز/يوليو 2022). وقال المدير العام للعمليات المركزية في وزارة الداخلية علي الطنيجي في مقطع فيديو نشرته الوزارة على تويتر "يؤسفنا أن نعلن أنه تم العثور على ستة أشخاص من الجنسيات الآسيوية متوفين جراء السيول" مشيرا أن البحث ما زال مستمرا عن شخص يحمل الجنسية الآسيوية أيضا. وبعدها بقليل، أعلنت وزارة الداخلية العثور على المفقود "وقد فارق الحياة".
وبحسب الطنيجي فإن 80% من الأفراد الذين تضررت مساكنهم جراء السيول "عادوا إلى منازلهم"، مضيفاً أنه "تمت إعادة فتح أغلب الطرق التي تأثرت بالسيول".
وشهدت إمارات الفجيرة ورأس الخيمة والشارقة منذ الأربعاء تساقط كمية كبيرة من الأمطار الغزيرة غير المسبوقة في هذا الوقت من العام. وتم إنقاذ أكثر من 870 شخصا في إماراتي الشارقة والفجيرة الخميس، بحسب ما أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
فيضانات وسيول منذ أول أمس في إيران
وفي إيران، لقي 24 شخصا على الأقل مصرعهم ولا يزال آخرون في عداد المفقودين جراء سيول وفيضانات ضربت مناطق قرب طهران اعتبارا من الأربعاء، وفق ما أفاد مسؤولون الجمعة، مع تسجيل ظواهر مناخية مماثلة في محافظات أخرى.
وتتأثر مناطق واسعة من الجمهورية الإسلامية اعتبارا من الأربعاء، بتساقط كميات كبيرة من الأمطار الغزيرة، ما انعكس سيولا وفيضانات وجرفا للتربة.
وأوضحت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية في بيان الجمعة أنه "نظرا للأمطار الغزيرة والسيول في قرية إمام زاده داوود الى الغرب (من العاصمة)، ومناطق فيروزكوه ورودهن ودماوند الى الشرق من طهران، توفي 24 شخصا". وأشارت الى استمرار "عمليات الانقاذ والبحث عن 19 شخصا مفقودين" في هذه المناطق الواقعة ضمن محافظة طهران.
وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي الجمعة أن 18 محافظة من أصل المحافظات الـ31 في البلاد، تواجه سيولا وفيضانات جراء الأمطار الغزيرة، منها مازندران وألبرز ومركزي وأصفهان ويزد، إضافة الى طهران. وأفاد وحيدي الذي توجه اليوم الى يزد (وسط)، أن "الطرق غمرتها المياه، لاسيما في الوسط التاريخي" للمدينة، المدرج على قائمة التراث الانساني العالمي لمنظمة اليونيسكو.
ويعد المناخ في جنوب إيران ووسطها جافا الى حد كبير، الا أن هذه المناطق شهدت فيضانات في مراحل متعددة كان آخرها الأسبوع الماضي. وأدت فيضانات واسعة النطاق في إيران في آذار/مارس ونيسان/أبريل 2019، الى مقتل 76 شخصا على الأقل وأضرار قدرت قيمتها بحوالى ملياري دولار.
خ.س/ف.ي (أ ف ب)
ألبوم صور...ارتفاع حرارة الأرض يهدد بانقراض الحياة البحرية
تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تأثيرات كارثية
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض. الصورة يظهر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
صورة من: picture alliance / Stringer/dpa
انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!
يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير "عميق" على النظم البيئية للمحيطات " قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض. يقول العلماء إن الأمر قد يبدأ في الحدوث مع انخفاض الثراء البيولوجي والتنوع البحري وهو ما لم يحدث في تاريخ الأرض منذ عشرات الملايين من السنين.
صورة من: Gabriel Guzman/Calypso Productions/picture alliance
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Esiri
استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية
مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة "انقراض جماعي" للكائنات البحرية.
صورة من: Billy H.C. Kwok/Getty Images
انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!
تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم "الموت الكبير"، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.
صورة من: Stephanie Abramowicz, courtesy of the Natural History Museum of Los Angeles County
مستويات انقراض كارثية متوقعة
يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.
صورة من: Tomasz Mikielewicz/Panther Media/picture alliance
الخطر يقترب بسرعة
لكن حتى في أفضل السيناريوهات، لا يزال العالم على وشك فقدان جزء كبير من الحياة البحرية. فعندما ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بأعلى مما كانت عليه قبل عصر الصناعة، وهو ما يُتوقع أن يحدث حتى في ظل التعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، سيتم القضاء على حوالي 4 ٪ من إجمالي نحو مليوني نوع من الكائنات البحرية في البحار والمحيطات.
صورة من: W.Poelzer/WILDLIFE/picture alliance
الكائنات القطبية أكثر عرضة للخطر
وفقًا للدراسة، تعتبر الأسماك والثدييات البحرية التي تعيش في المناطق القطبية أكثر عرضة للخطر، لأنها لن تكون قادرة على الهجرة إلى المناخات الأكثر برودة، على عكس الأنواع الاستوائية، ولن تجد تلك الكائنات مكان تذهب إليه.
صورة من: AP
أخطار أخرى
يؤدي خطر تغير المناخ إلى تعاظم الأخطار الرئيسية الأخرى التي تواجهها الحياة المائية، مثل الصيد الجائر والتلوث. وجدت الدراسة أن ما بين 10٪ و 15٪ من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض بسبب هذه التهديدات المختلفة بحسب بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
صورة من: NAVESH CHITRAKAR/REUTERS
ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا
يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إعداد: عماد حسن