صدرت اليوم الأربعاء (السابع من يناير/ كانون الثاني 2015) رواية مثيرة للجدل "الاستسلام" للكاتب الفرنسي ميشال ويلبيك، وكانت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة قد تناولت هذه الرواية على الصفحة الرئيسية لعدد هذا الأسبوع الصادر اليوم. ونشرت المجلة صورة لكاتب الرواية، لكن سرعان ما غطى اسم المجلة على خبر صدور الرواية في وسائل الإعلام العالمية، إذ هاجم مسلحان ملثمان مقر المجلة، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل وجرح آخرين، قبل أن يتمكنا من الفرار. وكانت مكاتب المجلة الأسبوعية قد تعرضت لهجوم في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2011 بعد نشرها رسوماً ساخرة تصور النبي محمد، إلا أن الهجوم لم يسفر عن إصابات.
يهتز العالم في كل مرة على وقع هجمات إرهابية يذهب ضحيتها الكثير من المدنيين. والكثير من هذه التفجيرات تبنتها تنظيمات إسلامية متطرفة. هذه الجولة المصورة تستعرض أكثرها دموية.
صورة من: AFP/Getty Imagesتعيش فرنسا في حالة صدمة بعد الهجوم الدامي على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، الذي أوقع أكثر من عشرة قتلى. في هذه الجولة المصورة نتعرف على أكثر الهجمات الدموية التي هزت العالم.
صورة من: Reuters/C. Hartmannفي السابع من آب/ أغسطس 1998 هزت تفجيرات متزامنة سفارات الولايات المتحدة في دار السلام بتنزانيا ونيروبي الكينية. وراح ضحية التفجيرات التي تبناها تنظيم القاعدة، أكثر من 200 شخص وتسببت في جرح 4000 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpaفي 11 أيلول/ سبتمبر 2001 اختطفت مجموعة من إرهابيي تنظيم القاعدة، وأغلبهم من السعوديين، طائرات نقل مدنية ووجهوها لتصطدم ببرجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع. خلفت الهجمات، التي أحدث دمارا كبيرا، نحو 3 آلاف قتيل ومئات الجرحى.
صورة من: Doug Kanter/AFP/Getty Imagesفي 11 نيسان/ أبريل 2002 تم تفجير كنيس غريبة اليهودي في جزيرة جربة التونسية من قبل منتمين إلى تنظيم القاعدة. وأسفر الانفجار عن مقتل 21 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpaفي 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2002، هزت تفجيرات إرهابية جزيرة بالي الأندونيسية. وأسفرت هذه الهجمات، التي تبناها تنظيم القاعدة أيضاً، أسفرت عن مقتل 202 أشخاص من جنسيات مختلفة وجرح 240 آخرين.
صورة من: AFP/Getty Imagesفي 16 آيار/ مايو 2003 استهدف 14 انتحارياً لم تتجاوز أعمارهم الـ25 عاماً، فندقاً ومطاعم أجنبية في مدينة الدار البيضاء المغربية. وراح ضحية الهجمات 33 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpaوفي 11 آذار/ مارس 2004 وصلت نيران التفجيرات الإرهابية إلى أوروبا، فقد هزت سلسلة من التفجيرات محطة قطارات أتوشا رينفي، نفذتها خلية تستوحي منهجها من تنظيم القاعدة حسب القضاء الإسباني. وتسببت في مقتل 191 شخصاً وجرح نحو 1800 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpaفي 7 تموز/ يوليو 2005 استهدفت عمليات انتحارية متزامنة وسائل النقل العام في العاصمة لندن، ونسبت إلى 4 انتحاريين من المتشددين الإسلاميين كانوا ضمن القتلى، وأسفرت عن مصرع 50 شخصاً وإصابة 700 آخرين.
صورة من: APفي 22 شباط/ فبراير 2006 فُجر ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء العراقية، ما أدى إلى إشعال وتيرة حرب أهلية طاحنة بين الشيعة و السنة، وأدى إلى هجمات متبادلة راح ضحيتها آلاف الأشخاص.
صورة من: APفي 27 كانون الأول/ ديسمبر 2007 اغتيلت رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو بعد إصابتها برصاص في الرأس والرقبة. ثم تبع ذلك تفجير انتحاري أدى إلى مقتل عدد من مناصري حزبها. وكانت بوتو قد تلقت تهديدات من تنظيم القاعدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Khawerفي ليل الأربعاء 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 شن مسلحون هجمات منسقة في مومباي الهندية بشكل متزامن، واستهدفوا عدداً من الفنادق والمطاعم الشهيرة والمستشفيات ومحطات القطارات، ما تسبب في مقتل 195 شخصاً وجرح المئات.
صورة من: picture-alliance/dpaفي 24 كانون الثاني/ يناير 2011 هزت تفجيرات مطار دوموديدوفو، حيث فجر أحد الانتحاريين قنبلة قتلت حوالي 35 شخصاً وأصابت قرابة 180 آخرين. وأشارت التحقيقات إلى أن منفذي العملية كانوا على صلة بالجماعات الإسلامية المتشددة في شمال القوقاز.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS / Artyom Korotayevفي 5 كانون الثاني/ ديسمبر 2013 فجر مسلحون سعوديون مستشفى العرضي الواقع في مجمع وزارة الدفاع بالعاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن مقتل 56 شخصاً وإصابة 176 آخرين. وتبنى تنظيم القاعدة في اليمن الهجوم. الكاتبة: مروى محجوب.
صورة من: AFP/Getty Images
ونفى الكاتب الفرنسي ميشال ويلبيك الأربعاء أي عداء للإسلام عبر روايته التي تتناول موضوعاً يثير سجالاً محتدماً، وهو أسلمة المجتمع الفرنسي. وقال ويلبيك أحد أشهر الروائيين الفرنسيين: "لا أجد ذلك فاضحاً في هذا الكتاب".
وتبدأ قصة "الاستسلام" عام 2022 مع انتهاء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الاشتراكي فرنسوا أولاند في فرنسا مشرذمة ومنقسمة على نفسها، مع فوز محمد بن عباس زعيم حزب "الأخوية الإسلامية" (من ابتكار المؤلف) على زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على دعم أحزاب يسارية ويمينية على السواء.
وقال ويلبيك إن "القسم المخيف من الرواية هو بالأحرى قبل وصول المسلمين إلى السلطة. لا يمكن القول عن هذا النظام بأنه مرعب". والرواية التي تنقسم الآراء حولها ما بين "رائعة" و"لا مسؤولة" والتي تصدر اليوم الأربعاء في طبعة أولى من 150 ألف نسخة، أثارت سيلاً من التعليقات سواء في الصحافة أو على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو برأي العديد من الخبراء أمر غير مسبوق بالنسبة لرواية في فرنسا.
ويتواجه الصحافيون والكتاب وعلماء الاجتماع عبر مقالات محتدمة ومتناقضة فيما احتل الكاتب المثير للجدل الساحة الإعلامية في الأيام الأخيرة متنقلاً بين المحطات التلفزيونية والإذاعية. وفي الوقت الذي اتهمه مدير صحيفة ليبراسيون اليسارية لوران جوفران باللعب على وتر الخوف من الإسلام وبتعزيز "أفكار الجبهة الوطنية" (يمين متطرف)، دافع عنه الكاتب ايمانويل كارير بحماس شديد. وقال عن "استسلام" إنه "كتاب رائع يتسم بزخم روائي استثنائي"، في مقالة ينشرها الملحق الأدبي لصحيفة لوموند.
وتابع كارير صاحب الكتاب الرائج "المملكة" عن فجر المسيحية، أن "تكهنات ميشال ويلبيك الاستباقية تنتمي إلى العائلة ذاتها" مثل روايتي القرن العشرين الرؤيويتين "1984" لجورج اورويل و"أفضل العوالم" لألدوس هاكسلي.
وأقرت الصحافية كارولين فوريست بأن "الروائي ليس صاحب مقال، لا يمكن أن نحكم عليه بالطريقة نفسها" ورأت أنه "من الطبيعي أن نتساءل حول نجاح أدب يتناول نظرية انحطاط (فرنسا)". ورد الكاتب على منتقديه الأربعاء قائلاً: "لا أعرف أحداً بدل نوايا تصويته بعد قراءة الرواية".
ع.غ/و.ب (آ ف ب، د ب أ، DW)