شالكه الألماني يفقد أحد أشهر مشجعيه بسبب "العنصرية"
١٣ أغسطس ٢٠١٩
ما تزال تداعيات تصريحات رئيس نادي شالكه الألماني عن الأفارقة تهز جدران النادي، ففي غمرة الانتقادات فقد النادي أحد أهم مشجعيه، بعد أن ألغى الممثل الألماني بيتر لوماير عضويته في النادي احتجاجاً على تعامل النادي معها.
إعلان
أعلن الممثل الألماني بيتر لوماير، أحد أشهر مشجعي نادي شالكه، إلغاء عضويته في النادي الألماني بسبب فضيحة التصريحات العنصرية التي ادلى بها رئيس النادي كليمنس تونيس. وقال الممثل الألماني إن النادي "كان دائماً رائداً في محاربة التمييز والعنصرية".
وأضاف لوماير (57 عاماً) في مقابلة مع مجلة "11 فروينده" الألمانية بالقول: "كان هذا موضع افتخاري على الدوام، لكن هذا بات عرضة للتساؤلات الآن، وهو ما يشعرني بالغضب والحزن في الوقت ذاته".
وكان تونيس قد قال في تصريحات مثيرة للجدل على هامش خطاب انتقد فيه فرض الضرائب لمكافحة تغيير المناخ: "بدلاً من زيادة الضرائب، ينبغي علينا أن نمول 20 محطة لتوليد الطاقة في إفريقيا كل عام، ومن ثم سيتوقف الأفارقة عن قطع الأشجار وإنجاب الأطفال، عندما يعم الظلام".
يُذكر أن المجلس الإشرافي للنادي كان قد قرر تبرئة تونيس من تهمة العنصرية وصنّف التصريحات على أنها تصب في خانة التمييز. وبعد اجتماع للمجلس في السادس من آب/ أغسطس الجاري أعلن أن تونيس "مُنح إجازة من منصبه" لمدة ثلاثة أشهر عقب هذه التصريحات التي اعتذر عنها في وقت لاحق. ومن المقرر أن تناقش لجنة الأخلاقيات في الاتحاد الألماني لكرة القدم قضية هذه التصريحات في 15 آب/ أغسطس.
وفي هذا السياق قال لوماير إن تونيس كان من الممكن أن "يتخذ آخر خطواته الكبيرة لصالح شالكه" من خلال تقديم استقالته، "وهذا من شأنه أن ينحي الكثير من الضغط على النادي، لكنه يبدو غير عابئ بأمر شالكه في الوقت الحالي، وإنما بإنقاذ نفسه فقط".
وبالفعل استغلت جماهير فريق شالكه الفوز الكبير على دروختيرسن/آسيل 5- صفر في منافسات كأس ألمانيا نهاية الأسبوع الماضي لإطلاق صافرات الاستهجان ورفع البطاقة الحمراء في وجه رئيسها كليمنس تونيس. فقد رفع المشجعون لافتة كُتب عليها "أما العنصرية أو كليمنس تونيس".
وعلى لافتة قبالة مدرجات الظيوف رُفعت لافتة كُتب عليها: "نظهر البطاقة الحمراء في وجه العنصرية"، وبعد لحظات رُفعت كلمة "العنصرية" واُستبدلت بـ"تونيس".
وكان لتونيس بعض المؤيدين في أزمة تصريحاته العنصرية هذه، ومنهم مدرب شالكه السابق الهولندي هوب ستيفنز، الذي قال: "مَنْ يعرف تونيس ومن يعمل معه لفترة طويلة، سيجد أنه محباً للناس كما هم بغض النظر تماماً عن لون بشرتهم أو عرقهم أو دينهم".
أوزيل ـ "عازف ليل" رمى مزماره بسبب صورة مع أردوغان
بعدما ساهم في تربع ألمانيا على عرش كرة القدم وفي صنع أمجادها الرياضية، فجر مسعود أوزيل قنبلة اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت"، وسط جدل كبير على خلفية صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مسيرة أوزيل الكروية في صور
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
الطفل المعجزة
في فترة طفولته، حمل مسعود أوزيل قمصان عدة أندية كروية في مدينة "غيلزنكيرشن" الألمانية، التي ولد فيها، ثم لعب بعد ذلك لمدة خمس سنوات برفقة فريق "روت فايس إيسن". في سنة 2005 انضم أوزيل إلى فريق شالكه، وفي 2009 لعب مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة وحصل معه على بطولة أوروبا.
صورة من: Imago/Team 2
التألق دولياً ـ البداية من جنوب إفريقيا
سنة 2008 انتقل "عازف الليل" إلى فريق فيردر بريمن، بسبب خلافات بشأن تجديد عقده بين فريق شالكه، ووالد مسعود أوزيل (مصطفى)، الذي كان آنذاك وكيلا لأعمال ابنه. لكن صاحب القدم اليسرى جلب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بعدما قدم أداء رائعا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث انتقل أوزيل إلى ريال مدريد، الذي لعب معه ثلاث سنوات، ليحط الرحال بعدها في فريق أرسنال في صفقة بلغت 50 مليون يورو.
صورة من: Imago/Sven Simon
نموذج للاندماج
سنة 2010 فاز مسعود أوزيل بجائزة "بامبي" الإعلامية الشهيرة كمثال ناجح للاندماج. في نهاية 2007 تنازل أوزيل عن جنسيته التركية، بيد أنه لم يخف أبدا فخره بجذوره التركية. سنة 2016 نشر مسعود صورا لرحلة حج في مكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
بطل القلوب
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الصورة) مسعود أوزيل، على الانتصار الذي حققه منتخب "المانشافت" على نظيره التركي، في مباراة برسم التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبعد مونديال البرازيل 2014 تبرع أوزيل بمكافأة الفوز لصالح الأطفال البرازيليين، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، وهو ما جعل صانع الألعاب ينال استحسان الكثير من الناس، كما زار أوزيل الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
صانع الفرص بعد ميسي
شارك مسعود أوزيل في جميع مباريات المنتخب الألماني (سبع مباريات) في رحلته نحو الفوز بكأس العالم 2014، حيث يُعد صاحب القدم اليسرى الساحر ليس فقط صانع ألعاب منتخب "المانشافت"، بل أيضا حلقة وصل مهمة بين المدرب يواخيم لوف وباقي اللاعبين في المنتخب. كما نجح أوزيل في مونديال البرازيل 2014 في الحلول ثانيا بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأكثر لاعب يخلق الفرص.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gillar
الصورة المثيرة للجدل
ليست المرة الأولى ( مايو/أيار 2018)، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام. وفيما أنتقد البعض أوزيل لدعمه حاكم سلطوي، أتهمه البعض الآخر بعدم الولاء لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
كبش فداء لفشل المانشافت؟
في مونديال روسيا ودع منتخب "المانشافت" البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم. على إثر ذلك أعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب. تصريحات غريندل قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي أما أوزيل فقد أعتبر أنه يتم استخدامه كـ"كبش فداء".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
"ألماني عند الفوز ومهاجر حال الخسارة"
في بيان مثير للانتباه، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن مسعود أوزيل (29 عاما) في ( 22 يوليو/تموز 2018) اعتزاله اللعب رسميا مع المنتخب الألماني. أوزيل الذي لعب 92 مباراة مع "المانشافت" وسجل 23 هدفا وساهم في صنع 40 هدفا، كتب قائلا: "أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر". الكاتب : شوماخر إليزابيث/ر.م