هامبورغ، شالكه وفيردر بريمن أندية ألمانية عريقة معروفة على مستوى العالم كله، فقد فازت بكثير من البطولات واحتضنت مسيرة عدد كبير من نجوم كرة القدم ومدربيها. لكن الأندية الثلاثة تحتل في الموسم الجديد (2016/2017) ذيل ترتيب الدوري الألماني لكرة القدم. إذ أن بينها ناديان لم يحصل أي منهما ولا حتى على نقطة واحدة بعد مرور ثلاث جولات من البطولة، بل إن أحدها لم يسجل أيضا أي هدف.

مصير مدرب هامبورغ في يد مستثمر

هامبورغ الذي فاز بالدوري من قبل ثلاث مرات وبالكأس ثلاث مرات أيضا، حصل هذا الموسم على نقطة واحدة من مبارياته الثلاثة، وسجل هدفين فقط، فيما دخل مرماه 8 أهداف، ويحتل المركز 16 في ترتيب الدوري.

ورغم أنه أنفق هذا الصيف حوالي 30 مليون يورو لشراء لاعبين جدد، إلا أنه تعادل في أولى مبارياته على أرضه مع إنغولشتات بهدف لهدف. ثم خسر أمام مضيفه بايرليفركوزن بهدف مقابل ثلاثة، قبل أن يسقط سقوطا مدويا السبت الماضي على أرضه بصفر مقابل أربعة أهداف أمام لايبزغ، الصاعد إلى الدوري هذا الموسم. وهنا صار مصير المدرب برونو لاباديا موضع تساءلات كثيرة. وعندما تم توجيه السؤال إلى لاباديا في قناة "سكاي" الرياضية بشأن موقفه، ثار المدرب وقطع المقابلة ولم يكملها.

صاحبت لاباديا (50 عاما) ولاعبيه صافرات استهجان جماهير هامبورغ، واتهمت تلك الجماهير برونو لاباديا بأنه السبب في تدهور الفريق حاليا، وأنه يقوم بوضع تشكيلة خطأ ومجاملة لاعبين، ومن ثم فيجب رحيله. لكن الجماهير ليست من يحدد مصير المدرب في هامبورغ وإنما " كلاوس-ميشائيل كونه، بحسب قانون غير مكتوب، فهو مستثمر ومالك أسهم ومانح أموال ذو تأثير قوي في هامبورغ"، حسب ما ذكرت صحيفة "أبندبلات".

شالكه لا نقاط ولا أهداف ولا فكر

أما شالكه، الذي يطلق عليه لقب "الأزرق الملكي" فقد فاز من قبل بكأس ألمانيا خمس مرات آخرها عام 2011. وجاء تعثره شديدا هذا الموسم رغم المبالغ المالية الكبيرة التي أنفقت من أجل شراء لاعبين جدد ووجود مدرب جديد ومدير رياضي جديد هذا الموسم. ومازال شالكه، بعد ثلاث مباريات في الدوري، ينتظر الحصول على أول نقطة بل وتسجيل أول هدف.

خسر أولى مبارياته أمام فرانكفورت بصفر مقابل هدف وحيد، وكان بإمكان فرانكفورت مضاعفة النتيجة. ثم خسر على أرضه أمام بايرن ميونيخ بهدفين لصفر، لكنه في تلك المباراة صمد بقوة أمام الفريق البافاري حتى الدقيقة 81، حين سجل ليفاندوفسكي هدف بايرن الأول، قبل أن يؤكد كيميش فوز بايرن بهدف ثان في الوقت المحتسب بدلا من الضائع.

ثم جاء الدور على هيرتا برلين ليعمق جراح شالكه، حيث فاز عليه أمس الأحد في العاصمة الألمانية 2- صفر، ليظهر فريق "الأزرق الملكي" بدون روح ولا فكر، كما أن الوافدين الجديدين نبيل بن طالب وبنيامين ستامبولي قدما أداء سيئا في تلك المباراة، امتلأ بالأخطاء الفادحة، وسببا خسارة فريقهما.

ورغم معاناة الفريق يدعو بنديكت هوفديس قائد شالكه إلى التفاؤل بخصوص مستقبل فريقه، وقال لقناة سكاي الرياضية: "واجهنا يوما سيئا، ورغم ذلك أعتقد أننا على الطريق الصحيح. ويجب ألا نصيب أنفسنا بالجنون".

لكن الخسائر المتتالية في البطولة تضع مدرب شالكه الجديد ماركوس فاينتسيرل تحت ضغط متزايد ويجري الحديث حول التسرع في التعاقد معه. لكن فاينتسيرل ألمح إلى أن الهزيمة في برلين جاءت من صنع لاعبي فريقه أنفسهم، وقال: "إذا لم يستطع المرء الفوز، فعليه على الأقل أن يحقق التعادل".

أما مدير شالكه كريستيان هايدل فقد دعا إلى التزام الهدوء وقال: "نحن نعرف بالضبط الأخطاء التي ارتكبناها وسنحللها في هدوء".

شائعات عن عودة شاف لبريمن

أما فيردر بريمن، الذي فاز بالدوري الألماني أربع مرات آخرها عام 2004، وبالكأس ست مرات آخرها عام 2009، فيحتل المركز الـ18 (الأخير) في البطولة برصيد صفر من النقاط وسجل هدفين ودخل مرماه 12 هدفا.

وجاءت الصفعة الأولى للفريق هذا الموسم قاسية حيث خسر بصفر مقابل ستة أهداف أمام بايرن ميونيخ في افتتاح الموسم الجديد للدوري الألماني. ثم خسر الفريق على أرضه أمام أوغسبورغ 1-2 بعدما كان متقدما في الشوط الأول بهدف لصفر. تلتها هزيمة ثقيلة السبت الماضي أمام بروسيا مونشنغلادباخ بنتيجة 1-4. وسبق ذلك توديع فيردر بريمن لكأس ألمانيا من الدور الأول أمام فريق مغمور من الدرجة الثالثة.

وبعد الهزيمة أمام غلادباخ أقال فيردر بريمن مدربه الأوكراني فيكتور سكريبنيك (46 عاما)، ليتولى ألكسندر نوري مدرب فريق تحت 23 عاما المسؤولية بشكل مؤقت.

وكان توماس أيشين، المدير السابق لفيردر بريمن، يريد أن يقيل المدرب سكريبنيك في الموسم الماضي، لكنه لم يستطع ذلك بسبب رفض أنصار سكريبنيك في إدارة بريمن. وأقيل أيشين من منصبه في مايو/ أيار الماضي، وعلت أصوات بأن إقالته خطأ، ليأتي الآن الدور على سكريبنيك.

ويجري الحديث الآن عن احتمال عودة المدرب توماس شاف إلى قيادة الفريق. وكان توماس شاف قد صنع أمجادا مع بريمن في 14 عاما قضاها مدربا له قبل أن يهبط المستوى ويرحل عنه عام 2013. ويرفض مدير النادي فرانك باومان التعليق على شائعات عودة شاف، وقال اليوم الاثنين: "لن أعلق على أسماء أو استبعدها أبدا". وأضاف باومان: "لذلك لا أريد أيضا الحديث عن شيء بخصوص شاف، فأنا لا أعرف ما هي أخباره".