شاهين يتذكر لحظات عصيبة لا تنسى في تفجير حافلة دورتموند
صلاح شرارة
١٥ أغسطس ٢٠١٧
يتذكر نوري شاهين التفجيرات التي عايشها في حافلة دورتموند وكيف أنه في تلك الليلة بكى بشكل لم يفعله من قبل. كما لن ينسى منظر زميله مارك بارترا والدماء تنزف منه، ولا نحيب زوجة اللاعب الإسباني وهي تتلقى الخبر.
إعلان
بعد أربعة شهور من تعرض حافلة دورتموند لهجمات بعبوات ناسفة، وهي في طريقها لمباراة موناكو في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يتذكر نوري شاهين نجم دورتموند في مقال ببوابة "Player's Tribune" الأميركية "أسوأ لحظات حياته".
وكتب لاعب منتخب تركيا السابق كلمات مؤثرة وهو يصف ما حدث في تلك الليلة. وقال إنه كان جالسا في الحافلة بجوار زميله مارسيل شميلتسر، الذي طلب منه قنينة مياه، فهَمَّ ليعطيها لشميلتسر وإذا به يسمع صوت انفجار العبوات الناسفة، التي كانت موضوعة بين شجيرات في طريق الحافلة وأصابتها في جزئها الخلفي.
ويوضح نوري شاهين حسب ما نقل موقع "بيلد": "في لحظة استغرقت ثانيتين فكرت في حياتي كلها، فكرت في الموت وفكرت أيضا في الحياة، وفكرت في عائلتي، وأحسست أنها بجواري."
وكتب نوري شاهين كيف عاد إلى منزله في تلك الليلة ووجد عائلته تنتظره بالباب فبكى: "لم أبك من قبل بهذا الشكل، واحتضنت ابنتي ولمس وجهي وجهها وفكرت كيف أنني كنت محظوظا لهذه الدرجة. محظوظا لهذه الدرجة، محظوظا لهذه الدرجة" يتابع شاهين في مقاله بموقع "بلايرز تريبون" الأمريكي.
شيآنلن ينساهما شاهين أبداً
عندما وقع الانفجار استدار شاهين ليرى ماذا حدث فرأى زميله الإسباني مارك بارترا والدماء تسيل من ذراعه "نظرت لأعلى وشاهدت عينيه، ولن أنسى منظرها أبدا، فقد كانتا مظلمتين وعليهما علامات الفزع"، يوضح شاهين. وصرخ لاعب خط وسط دورتموند، وطلب من بارترا أن يبقى في أرضية الحافلة، فيما طلب من السائق أن يواصل سيره.
وبعد ذلك بدقائق جاء شخص بهاتف جوال إلى شاهين وكانت المكالمة مع زوجة مارك بارترا، فشاهين يتحدث اللغة الإسبانية، ولذلك كان عليه أن يحاول توضيح الموقف لزوجة زميله. وهنا كانت اللحظة الأصعب لشاهين "حكيت لها أن مارك في طريقه إلى المستشفى، وأننا لسنا متأكدين من حجم إصابته. سمعتها تبكي ولن أنسى صدى (بكائها) أبدا ما حييت." ويضيف شاهين "ما شعرت به (الزوجة) في تلك اللحظة لن أتمناه أبدا في حياتي، ولا حتى لألد أعدائي."
صلاح شرارة
صدمة وتضامن .. بعد الاعتداء على فريق دورتموند
صدمة وغضب ومواساة بعد استهداف حافلة فريق دورتموند بثلاث عبوات ناسفة. التحقيق مستمر، والمباراة ستقام رغم الاعتداء. مشجعو دورتموند فتحوا أبواب منازلهم لضيوف المدينة من مشجعي موناكو.
صورة من: Getty Images/M. Hitij
بعد مغادرة حافلة فريق دورتموند الفندق متوجهة إلى الملعب للقاء فريق موناكو، انفجرت ثلاث عبوات ناسفة كانت موضوعة على الطريق الريفي الذي مرت به الحافلة. جرح لاعب دورتموند مارك بارترا، وشرطي كان برفقة الفريق.
صورة من: picture-alliance/AP Images/M. Meissner
مدافع دورتموند فرانك بارترا، الإسباني الجنسية، أصيب في ذراعه. في البدء تحدث النادي عن إصابة خفيفة ثم أجريت له عملية جراحية في يده وذراعه.
صورة من: picture-alliance
في لحظة انفجار القنابل كانت جماهير الناديين في انتظار وصول اللاعبين إلى الملعب. الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أجل المباراة إلى اليوم الأربعاء (12 نيسان/أبريل)، البعض لم يجدها فكرة صائبة.
صورة من: Getty Images/Bongarts/D. Mouhtaropoulos
رئيس نادي دورتموند هانز يواخيم فاتسكه تحدث عن صدمة أصابت لاعبي الفريق. وعن مباراة اليوم قال إن شعار اللاعبين سيكون "من أجل مارك بارترا".
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
كان من المقرر أن يعود مشجعو موناكو إلى بلادهم بعد انتهاء المباراة. تأجيلها دفع بهم للبقاء يوما آخر. وكبادرة طيبة دعا مشجعو دورتموند نظراءهم في موناكو إلى منازلهم للمبيت.
صورة من: picture-alliance/Nordphoto/Kurth
الهاتف المحمول نقل خبر استهداف الحافلة إلى داخل الملعب، تابع المشجعون الأنباء: استهداف الحافلة، إصابة مارك بارترا، تأجيل المباراة، ومن ثم عرض مشجعي دورتموند لنظرائهم من موناكو.
صورة من: picture-alliance/Nordphoto/Kurth
صدمة ثم تفكير. كان حال مدير الفريق ميشائيل تسورك، كحال كل مشجعي وإدارة النادي.
صورة من: picture-alliance/Nordphoto/Kurth
خيوط الجريمة بدأت بالظهور، في البدء لم تستبعد السلطات فرضية وقوف عناصر إسلامية متشددة خلف الاعتداء، لكنها عادت بعد أيام وأعلنت أنها أوقفت المشتبه به سيرغي دبليو، وهو مواطن ألماني- روسي بتهمة تنفيذ الاعتداء بدوافع "مالية". ويواجه سيرغي دبليو اتهامات بالشروع في القتل، والتسبب في انفجار وإحداث إيذاء بدني خطير.