1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شباب ألمانيا يفرضون أجندتهم ويغيرون ملامح المشهد السياسي!

١٠ يونيو ٢٠١٩

بعد الانتخابات الأوروبية يمكن توقع الكثير: يوتيوب يصنع السياسة، وحزب الخضر يتقدم على جميع الأحزاب بين الشباب في ألمانيا. وكل ذلك بسبب الشباب الذين أصبحوا فجأة سياسيين وقادرين على فرض أجندتهم وتغيير الخارطة السياسية.

Deutschland Fridays for Future - Munich
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/A. Pohl

أثبتت ليلة 26 أيار/مايو أن الناخبين الشباب يمتلكون صوتا عاليا ومهتمون بما يجري من حولهم. حيث زاد الإقبال على التصويت في الانتخابات الأوربية الأخيرة، وراقبت الأحزاب الجماهيرية التقليدية (المحافظون والاشتراكيون) في ألمانيا نتائجها بخوف وقلق وهي ترى كيف تنحسر شعبيتها وتخسر أصوات الناخبين لصالح حزب الخضر الذي احتفل بفوزه التاريخي، وتقدمه على كل الأحزاب لدى الشباب دون سن الـ 30.

هذه النتائج المفاجئة تشير إلى جيل جديد مهتم بالفعل بالسياسة في ألمانيا، ويمكن مقارنتها بجيل عام 1968 الذي ثار على القيم الاجتماعية والثقافية ما بعد الحرب العالمية في ألمانيا. وكما كان الحال قبل 50 عاما، يمكن لهذا الجيل "المناخي" أيضا تغيير السياسة القديمة وترسيخ قيم جديدة ووضع جدول أعمال خاص به.

التغير المناخي غير السياسة

يتجاوز عدد الشباب دون سن الـ 25 في ألمانيا الـ 19 مليون. ويشكل هؤلاء 24 بالمئة من السكان في غربي ألمانيا، مقابل 19 في المئة في شرقي البلاد. لكن حركة "جمعة - المستقبل" البيئية تمكنت من حشد الكثيرين، حيث شارك في أحد الاحتجاجت التي دعت إليها أكثر من 300 ألف شخص، معظمهم من التلاميذ والطلاب. وهي حركة دولية لطلاب المدارس الذين يقررون عدم الذهاب إلى المدرسة يوم الجمعة والمشاركة بدلاً من ذلك في المظاهرات للمطالبة باتخاذ إجراءات تحد من الاحتباس الحراري وتغير المناخ. وكشفت دراسة استقصائية حول أول مظاهرة احتجاجية في ألمانيا تدعو لحماية المناخ، في منتصف مارس/ آذار، أجراها معهد أبحاث الاحتجاج والحركة، أن حوالي 31 في المائة من الطلاب والتلاميذ لم الذين شاركوا فيها لم يكونوا قد شاركون في مظاهرة من قبل.

وتعتبر الشابة غريتا ثونبرغ (16 عاما) مؤسسة حركة المناخ في السويد، والتي أصبحت مثالا ومصدر إلهام للعديد من نشطاء حماية البيئة الشباب. وتعليقا على ذلك يقول سيمون شنيتسر، الباحث الشاب وصاحب دراسة "الشباب الألمان" إن غريتا ثونبرغ "ستدخل التاريخ بصفتها الفتاة التي غيرت الخطاب السائد. ومع حركة جمعة - المستقبل، شعر الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، لأول مرة كيف يمكمنهم أن يساهموا في تشكيل السياسة العالمية".

آنا نيل تنتقد الأحزاب التقليدية صورة من: privat

شابات بعيدا عن الأحزاب

تتفاعل ألمانيا مع الموضوع في الوقت الحالي وكأنها اكتشفت فجأة مواطنيها الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما. حيث يتم دعوة الطلاب الشباب بكثافة إلى أهم البرامج الحوارية السياسية على القنوات التلفزيونية، ويتصدرون غلاف مجلة شبيغل الشهيرة. وفي هذا السياق ذكرت "دراسة شباب شيل"، وهي دراسة لمواقف الشباب وقيمهم وعاداتهم وسلوكهم الاجتماعي، أن 41 بالمئة من الشباب أعلنوا في عام 2015 اهتمامهم بالسياسة مقارنة بـ 30 عام 2002.

كما أظهر بحث أجرته جامعة كمنيتس التقنية أن 70 بالمئة من احتجاجات حركة "جمعة - المستقبل" في أمستردام وفلورنسا ووارسو وفيينا قادتها فتيات شابات. كما أن هناك أمرا يوحد الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، وهو ابتعدادها عن المؤسسات. وفي دراسة أخرى أجرتها مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية المقربة من الحزب الاشتراكي، تبين أن 16 بالمئة فقط من المشاركين في الحياة السياسية يشكل نشط، كانوا أعضاء في أحد الأحزاب أو إحدى النقابات.

آنا نيل (19 عاما) شابة تعيش في فرايبورغ جنوبي ألمانيا، تؤيد هذا النوع من المشاركة السياسية غير الحزبية. وهي تنشط في مجموعة "شباب فرايبورغ Young Freiburg"، وهي مجموعة من الشباب غير الحزبيين قدموا طلبا للعمل في مجلس المدينة، حيث تقول نيل: "لقد أظهرت الانتخابات الأوروبية الموجة الضخمة التي أطلقها الشباب، عليهم أن يأخذونا على محمل الجد الآن". نيل تتجنب الأحزاب الكبيرة، التي يحتاج المرء وقتا طويلا حتى يتم سماع صوته.

لدى الشباب حليف قوي يتمثل بشبكات التواصل الاجتماعي. قبل فترة قصيرة من الانتخابات الأوربية أحدث فيديو يوتيوبر الشاب ريتسو والذي نشره تحت عنوان "تدمير حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي" ضجة كبيرة. والذي انتقد فيه بشدة الحزب وسياساتها وخاصة المناخية. ويقول مراقبون إنه أثر على نتائج انتخابات الحزب ولاسيما بين فئة الشباب دون الثلاثين.

تعبر ديانا تسور لوفين، صاحبة قناة يوتيوب مع أكثر من 600 ألف متابع، عن حماسها أيضا للقضايا السياسية الجديدة. حيث سبق لها وقدمت فيديو حول الإجهاض وعملت مع البرلمان الأوروبي قبل الانتخابات الأوروبية. وتقول في حوار مع DW "أدركت أنني لم أكن أعرف حتى ما كان يحدث من حولي". وهي تريد مشاركة اهتمامها السياسي الجديد مع جمهورها.

اليوتيوبر ديانيا تسور لوفين تريد أن تشارك اهتماماتها السياسية مع متابعيهاصورة من: Youtube

الأحزاب لا تعكس روح الشباب

لايزال صوت الشباب ضعيفا سياسيا. فنسبة الأعضاء الشباب في البرلمان الألماني (بوندستاغ) قليلة. كما ان أسلوب تعامل الأحزاب مع قوى جديدة مثل المؤثرين على يوتيوب غير مرن. حيث رد حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي على فيديو ريتسو خطيا من خلال ملف يحتوي 11 صفحة. تقول آنا نيل من فرايبورغ: "أي شخص يتفاعل بهذه الطريقة لم يفهم الشباب أساسا. لا أحد يقرأ ذلك".

من جهتها تقول ديانا كينيرت، سياسية شابة في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في لقاء مع DW: "إن مفهوم الحزب غير جذاب بالنسبة للشاب لأسباب مختلفة كثيرة، فالشباب لم يصبحوا غير سياسيين وإنما يشاركون بشكل مختلف فقط".

أما ديانا فتنتقد قبل كل شيء الموقف الدفاعي للأحزاب، بقولها "أعتقد أن الكثيرين سئموا من سياسيين بلا قلب وروح. نحن نريد أن نرى الشغف من جديد، وسياسيين يأخذوننا في رحلة على موقع إنستغرام لرؤية حياتهم اليومية".

إعادة التفكير في السياسة

لا تزال حركة "جمعة - المستقبل" مدعومة من قبل الشباب المتعلم من الطبقة الوسطى، والحركة ليست محايدة كما يبدو. فبعض ممثليها الأكثر شهرة في ألمانيا هم أعضاء في حزبي الخضر و"اليسار".

لكن الانتخابات الأوروبية أظهرت بالفعل أن الشباب قادرون على تحديد الأجندة السياسية. "أعتقد أننا بدأنا للتو في رؤية العملية السياسية تختلط، لأن الشباب ليسوا فقط مرتبطين بآرائهم، ولكنهم أيضا قادرون على الوصول إلى عدد لا يصدق من الناس"، كما يرى الباحث الشاب سيمون شنيتسر.

ليزا هينل/ا.د.و

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW