1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شباب ألمان يدعون إلى التخلي عن الكماليات وترشيد الاستهلاك

هنريك بومة/ تقى هلال١٧ نوفمبر ٢٠١٣

يضطر كثير من الأشخاص في ألمانيا إلى البحث عن وظائف إضافية من أجل الرفع من قدرتهم الشرائية. لكن كثيراً من الشباب الألمان يرون أن مجتمعهم يبالغ في الاستهلاك. ما دفعهم إلى تنظيم ورشات عمل للتوعية بضرورة ترشيد الاستهلاك.

Ein Mädchen schreibt auf ein Plakat „Wie viel ist genug?“. Foto: Madelaine Meier (DW), 9.11.2013, Dortmund
صورة من: DW/M. Meier

في تركيز تام، تحاول ليزا إيجاد كلمات مشابهة لكلمتي "الاكتفاء" و"التناسب" لتدوينها على ملصقات بخطوط عريضة مزخرفة. من خلال هذا العمل، تستعد ليزا لحضور ورشة تحاول الإجابة فيها مع مشاركين آخرين على السؤال الآتي: "متى نقنع ونغير أسلوبنا الاستهلاكي؟"

عوض الاستمتاع بالنوم لوقت متأخر في صبيحة يوم السبت الذي هو يوم إجازة، استيقظت ليزا باكراً لتركب القطار المتوجه من مدينة مونستر في ولاية شمال الراين ويستفاليا إلى دورتموند التي توجد في ذات الولاية. هناك بالقرب من الباب الرئيسي لمحطة القطار، وقعت عيناها على ملصق إعلاني كتب عليه "انتهت سنوات الرخاء".

ليزا نفسها سمعت بهذه السنوات لكنها لم تعشها، فابنة الـ29 عاماً طالبة في شعبة الجغرافيا وتمتهن إلى جانب دراستها عدداً من الأعمال الجانبية لتمويل دراستها. وتقول ليزا ساخرة: "أنا غنية، ولكني لا أملك الكثير من المال". ولا تقوم ليزا بشراء ثياب جديدة. فالثياب التي في حوزتها إما مهداة إليها أو حصلت عليها عن طريق استبدالها بثياب أخرى مع رفيقاتها. كما أن سفرها الأخير إلى فرنسا لتقضية بعض من أيام عطلتها، فكان عن طريق توقيف السيارات التي كانت متوجهة إلى نفس الوجهة.

ليزا تشورن: " أنا غنية، لكني لا أملك الكثير من المال"صورة من: DW/M. Meier

ضرورة التخلي عن الكماليات

من جهته، قرر نيكو بايش، وهو أستاذ في علم البيئة في جامعة أولندبورغ الاستغناء عمداً عن الكماليات. فهو لا يملك مثلاً أي هاتف نقال أو سيارة. وحين سُئل عن آخر مرة اشترى فيها شيئاً، استغرقه الأمر بعض الوقت، ليجيب أنه اشترى "قرصاً مدمجاً سبق استعماله". وينتقل بايش من محاضرة إلى أخرى للتوعية من مخاطر تسارع نمو الاستهلاك.

ويقول بايش "لأجسادنا قدرة محدودة على الإنتاج، خلافاً لرغباتنا الاستهلاكية". ويتابع متسائلاً "بأي حق نغدق على أنفسنا بهذه الكماليات؟". ويعتقد أستاذ علم البيئة أن الأجيال الناشئة اليوم تهتم بالاستدامة بجدية أكثر من الأجيال السابقة. بيد أنه يعتبر أن أعداد الشباب الذي تهمه الاستدامة "ليست كبيرة بالقدر الكافي".

ورغم أن مواضيع الاستدامة والوعي البيئي الظاهري جذبت في الأعوام القليلة الماضية الأضواء واهتمام الشباب، حيث أصبح ذلك توجهاً عاماً وأسلوب حياة، إلا أن ذلك ما زال يدخل في إطار الجهود الفردية. ويرى بايش أن هذه الجهود "غير كافية لإصلاح ما أفسده الدهر". كما يحث أستاذ علم البيئة على "التقليل من الاستهلاك بشكل عام والتخلي عن الكماليات للحفاظ على الموارد".

نيكو بايش: "الاستهلاك مثل الإدمان"صورة من: Universität Oldenburg

اختيار العمل المناسب

ويعتبر توماس فوربريغر أحد أشد المدافعين عن هذه المبادئ والمطبقين لها. ويشرف فوربيرغر على ورشة العمل التي تحضرها ليزا أيضاً. وما أن بدأ فوربيرغر الحديث عن عدم أهمية المال، حتى توجهت إليه أنظار الحاضرين التي بدت غير مستوعبة لما كان يقوله. وحاول توماس من خلال حديثه وتحقيره لقوة المال والنظام المادي تشجيع المشاركين في الورشة على إحداث التغيير بأنفسهم، مثله تماماً. توماس فوربيرغر بوعيه التام اختار ألا يختار الحياة الوظيفية المنهكة الجامعة للعديد من الوظائف، بل يفضل الوظائف التي تمنحه الوقت الكافي لإتمام مهامه الأخرى بنفسه كإعداد وإصلاح حاجياته أو حتى مشاركة الآخرين في عمليات الحصاد في الحقول.

"توجهاتي تجعلني منبوذة"

غالبية المشاركين في هذه الورشة من الشباب. ومارلين شفارتسه التي تبلغ من العمر 18 عاما هي أصغرهم. وعن مشاركتها في هذه الورشة تقول مارلين التي ستتقدم لاجتياز امتحان الثانوية العامة العام القادم:"الأمور التي أدرسها في المدرسة لا تثير اهتمامي، لذا أتيت اليوم إلى هنا". وتتمنى مارلين أن تلتقي بأشخاص آخرين يشاركونها أفكارها، فزملاؤها في المدرسة ينظرون لها نظرة استهجانية، بحسب تعبيرها. واعترفت مارلين بأنها لا تعير اهتماما للهواتف الذكية ولا تستهويها أحدث صيحات المودة. وحين يتوجه زملاؤها لتناول الوجبات السريعة، تمتنع مارلين عن مرافقتهم. وتقول مارلين "توجهاتي هذه تجعلني منبوذة".

مارلين شفارتسه: "توجهاتي تجعلني منبوذة"صورة من: DW/M. Meier

ولا يعلق نيكو بايش كثيرا من الآمال على حصول تعديل إيجابي واسع على النظام الاستهلاكي. لكنه يفضل إثارة الموضوع بهدف توعية الناس بضرورة تقليل الاستهلاك على الأقل. ويشبه بايش الاستهلاك بالإدمان. ويقول إن الناس "متعلقين بالاستهلاك، تماماً كتعلق المدمنين بالشخص الذي يجلب لهم مادة الإدمان".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW