1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شباب التغيير في اليمن ـ إصرار على الحسم رغم عامل الزمن

٢١ مايو ٢٠١١

فشلت الوساطة الخليجية مرة أخرى في دفع طرفي النزاع في اليمن للتوقيع على اتفاق تقاسم السلطة ما يعني أن الاحتجاجات الشعبية ستطول. فهل دب اليأس في صفوف الشباب أم أنهم مصرون على الحسم؟ دويتشه فيله جالت بميدان التغيير بصنعاء.

الملايين من اليمنيين يتظاهرون منذ أكثر من ثلاثة أشهر مطالبين برحيل الرئيس صالحصورة من: AP

يستغرب الشاب بليغ أحمد علي، أحد نشطاء ميدان التغيير، حين تقول له إن الاحتجاجات السلمية طال أمدها وأن ذلك قد يؤثر في عزائم الشباب المعتصمين أو يصيبهم بالملل. ويسارع، عضو منتدى شباب التنمية، إلى القول لدويتشه فيله إن "طول مدة الاعتصامات يعتبر ميزة في الحالة الثورية اليمنية"، مشيرا إلى أن "الساحات مثلت مدارس وورش عمل ساعدت على رفع مستوى الوعي لدى شريحة كبيرة من الشعب". ويرى الشاب بليغ بأن الساحات أصبحت جزءا من الحياة اليومية للشباب وكل يوم يمر عليهم فيها يكسبهم المزيد من المعارف والخبرات ويزيدهم ألفة وتجانسا وتقبلا للآخر، وأنهم لن يعودوا إلى منازلهم "إلا إذا تحققت أهداف الثورة التي خرجوا من أجلها".

كما يرى القيادي في حركة شباب من أجل الحرية والعدالة، عبد الكريم المنزلي، أن من يعتقد بأن الثورة اليمنية طالت وتأخر الحسم فيها يقيسون ذلك بالثورات العربية السابقة وخصوصا تونس ومصر. ويضيف المنزلي، لدويتشه فيله، أنه "رغم اشتراكنا (مع تونس ومصر قبل الثورة) في الاستبداد، فإننا نختلف عنهما في طبيعة بنية النظام، وفي طبيعة وعقيدة الجيش اليمني الذي يدين بالولاء للفرد بسبب عدم تربيته على عقيدة وطنية شعبية".

ويؤكد الناشط في حركة شباب من أجل الحرية والعدالة أن الشباب يعلمون أن النظام الحاكم يراهن على عامل الوقت ووصولهم إلى مرحلة اليأس،" لكني على يقين أن الشباب يعتمدون على قدراتهم وصبرهم، فمن صبر على نظام مستبد ثلاثا وثلاثين سنة، سيصبر عدة أشهر أخرى لكي يصل إلى مبتغاه".

المعتصمون يجوبون الشوارع القريبة من ساحة التغيير ثم يعودون إلى موقع الاعتصامصورة من: DW

المبادرة الخليجية: شباب الثورة وأحزاب المعارضة

وحول موقف شباب الثورة من المبادرة الخليجية واتهامهم للرئيس صالح بالمناورة، يقول عامر عبد الرحمن الناشط في ساحة التغيير بصنعاء، في حديث لدويتشه فيله "كلما زادت مناورات الرئيس كلما زاد الشباب اليمني إصرارا على إسقاط نظامه المتهاوي، وكلما ازدادت الانتهاكات وقمعت المسيرات والتظاهرات السلمية، كلما زاد إصرارنا على محاكمة الرئيس ورموز نظامه المتورطة في الفساد وقتل الشباب اليمني".

وينقسم المعتصمون في الساحات والميادين العامة، حول موقف أحزاب المعارضة الرئيسية "اللقاء المشترك" من الثورة عموما والتعاطي مع المبادرة الخليجية بصفة خاصة. فهناك من يتهم هذه الأحزاب بأنها قد منحت الفرصة تلو الأخرى للرئيس صالح للاستمرار في مناوراته واللعب على عامل الوقت، ومن ثم تأخر الحسم السريع لإسقاط النظام، كما يقول الشاب منير محمد أحمد لدويتشه فيله. كما يدعو عبد الكريم المنزلي هذه الأحزاب إلى سرعة تحديد موقفها والتناغم مع موقف شباب الثورة في الساحات، مذِّكرا هذه الأحزاب بأنها هي أيضا قد عانت لسنوات من نظام الرئيس صالح.

في المقابل هناك من شباب الثورة من يُثمن مواقف أحزاب اللقاء المشترك، مثل الشاب بليغ أحمد علي الذي يعتقد أن لهذه الأحزاب دورا مهما في هذه الثورة مشددا على أنها عملت على "تجسيد دور الأداة السياسية للثورة وحاولت أن تحقق أهداف الثورة بأقل كلفة ولكن قدرة هذا النظام على التلاعب والمناورة من جهة وتساهل دول الخليج معه من جهة أخرى هي التي أطالت عملية الحسم". ويفسر بليغ احمد علي تأخر نجاح الثورة اليمنية بـ "إصرار الشباب على سلمية الحسم وعدم انجرارهم إلى مربع العنف الذي يحاول النظام جرهم إليه ".

ساحات التغيير والعمل الثوري النشط

عشرات التكتلات والتحالفات التي نشأت داخل ساحات التغيير وعشرات الإصدارات الصحفية من قبل هذه الأطرصورة من: DW

لكن هل رهان النظام الحاكم على عامل الزمن ونفاذ صبر المعتصمين في ساحات التغيير وميادين الحرية سيقود بالفعل إلى التململ وخفوت زحم الثورة؟ إن من يزور ساحة التغيير في صنعاء يخرج بانطباع آخر تماما يعكس مدى تعايش الثوار مع الولادة المتعسرة لثورتهم. فهذه الساحة، التي يرابط فيها عشرات آلاف اليمنيين منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لا تشكل مجرد مكان للاعتصام فحسب، بل أضحت نموذجا حيويا للمجتمع الذي ينشده اليمنيون بعد إنجازهم لعملية التغيير المنشود.

وظهرت في هذه الساحة عشرات الحركات والائتلافات والتحالفات الشبابية التي حملت تسميات متعددة وصفات متباينة منها ما هو عام ومشترك، ومنها ما هو وطني وإنساني ومنها ما هو مناطقي وقبلي وحتى قروي، لكنها جميعا تتفق في هدف واحد هو إسقاط النظام وإنجاز ثورة التغيير. ونجد التعبير العملي عن كل هذا التنوع والتعدد في عشرات الإصدارات الصحفية اليومية والأسبوعية التي تصدر عن هذه التحالفات. وكل هذه الإصدارات تحمل في طياتها مضامين التغيير الثوري والتحول الديمقراطي المنشود ورؤيتها ليمن المستقبل.

وفي إحدى خيام ساحة التغيير يعكف شباب وشابات من الفنانين التشكيليين على تجسيد واقع الثورة بطريقتهم الخاصة. ويمارس هؤلاء هواياتهم الفنية ويرسمون بالألوان المائية والزيتية أحلامهم المستقبلية التي أعادتها إليهم ثورتهم السلمية، وهي فكرة حضارية جاءت لتجسيد البعد السلمي والمدني للثورة الشبابية الشعبية، كما يقول الفنان التشكيلي الشاب مشير الشارحي لدويتشه فيله. وقد افتتح الأسبوع المنصرم المعرض الأول للفنون التشكيلية بساحة التغيير بصنعاء والذي احتوى على لوحات أنجزها هؤلاء الفنانون خلال فترة اعتصامهم بالساحة.

ليالي ساحة التغيير ـ حركة دائبة ومنتديات ثقافية

معرض الفنون التشكيلية الأول في ساحة التغيير بصنعاءصورة من: DW

وتشهد ساحة التغيير بصنعاء حركة دائبة ونشطة تتنوع بين الحوارات السياسية والثقافية، وإحياء بعض الفقرات الفنية الغنائية والراقصة، حيث غدت المنتديات الثقافية المنتشرة بكثرة من أبرز الملامح الرئيسية التي تميزها. ويشارك المعتصمون على اختلاف مستوياتهم العمرية والجنسية والثقافية، وحتى تبايناتهم السياسية والفكرية والأيديولوجية، في هذه المنتديات.

كما يلفت انتباه الزائر لساحة التغيير، من الوهلة الأولى، روح المحبة والألفة والتسامح التي تسود بين المعتصمين. كما يلاحظ الزائر أن هؤلاء يدخلون في حوارات جادة حول مختلف القضايا بما فيها قضايا كان من النادر التطرق إليها من قبل لفرط حساسيتها، كتمكين المرأة من المشاركة في الحياة العامة، وعلى مختلف المستويات، ومستقبل الدولة المدنية، والتحذير من خطر الدولة الدينية، والقبيلة ودورها في الثورة السلمية، وموقفها من المجتمع المدني.

سعيد الصوفي ـ صنعاء

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW