شباب الحزب الاشتراكي: انضم للحزب.. وقل لا للتحالف مع ميركل!
٢٥ يناير ٢٠١٨
دعت منظمة شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المواطنين للانضمام إلى الحزب من أجل وقف الائتلاف مع المحافظين تحت شعار "انضم للحزب وقل لا للتحالف مع ميركل". ويبدو أن مبادرة الشبيبة تلقى نجاحا يغيظ قيادة الحزب الاشتراكي.
إعلان
الأمر لا يتطلب فقط إعطاء الاسم والعنوان وبيانات الحساب البنكي لمليء الاستمارة الخاصة بطلب العضوية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي. فأن يصبح المرء عضوا عبر الانترنت في الحزب الاشتراكي يكون أسرع من شراء بطاقة سفر بالقطار. دانييل لوكينغ من برلين أرسل يوم أمس طلبه ليصل عدد المنضمين الجدد إلى الحزب الاشتراكي إلى نحو 1.600 شخص في غضون يومين.
ويقول لوكينغ بأن تحركه "استراتيجي" وأضاف:" لقد تابعت في نهاية الأسبوع المؤتمر الحزبي ولم أكن مسرورا برد فعل قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الشبيبة الاشتراكية".
وتمكن لوكينغ عبر التلفزة من متابعة المنافسة بين معارضي ومؤيدي ائتلاف حكومي كبير. والشبيبة الاشتراكية هي من تقود الحملة ضد ائتلاف مع المحافظين بزعامة ميركل. وفي النهاية صوت 56 في المائة من المندوبين لصالح الدخول في مفاوضات تشكيل ائتلاف. ويُتوقع أن يشرع مفاوضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي هذه الجمعة في محادثات مع الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي حول تشكيل حكومة مشتركة.
440.000 وأكثر
وقبل أن تتشكل الحكومة يجب أولا على أعضاء الحزب الاشتراكي الـ 440.000 أن يصوتوا على اتفاقية تشكيل ائتلاف كبير. ولوكينغ يرغب في الانتماء إلى هؤلاء الأعضاء من أجل منع ولادة جديدة لائتلاف كبير. "في غضون الأسابيع الأربعة المقبلة ستقرر المنظمة الحزبية المحلية في وسط برلين حول طلبي. وهذا يجب أن يتم في الوقت المناسب للإجابة على وثيقة الائتلاف".
وإلى جانب الطلبات التي تم تسليمها عبر الانترنت مثل ما فعل دانييل لوكينغ تنضاف طلبات أخرى يتم إيصالها عبر البريد أو من خلال الظهور الشخصي. وقد يتجاوز العدد 440.000 عضو يصوتون في النهاية حول تشكيل الحكومة الألمانية المقبلة. وقد دعا إلى طلب العضوية الاستراتيجي الشبيبة الاشتراكية بزعامة رئيسها كفين كونيرت الذي ينتمي إلى أولئك الذين يخشون أن يفقد الحزب الاشتراكي الديمقراطي بجانب ميركل من زخمه وشعبيته. وكتب كونيرت الثلاثاء مقالا صحفيا أوضح فيه أن "هناك رغبة في ألمانيا في الكشف عن مظهر سياسي واضح". فهو يريد أن يتموقع الاشتراكيون الديمقراطيون في اليسار بوضوح إلى جانب ميركل لوقف انهيار الحزب لدى الناخبين. ومنذ الآن يعاني أقدم حزب ألماني من أكبر تدهور في شعبيته، إذ أن بعض استطلاعات الرأي ترى الحزب الاشتراكي الديمقراطي يحقق فقط 17 في المائة ـ يعني نصف نسبة ما تحقق قبل عام.
وبعد التصويت بفارق ضئيل لصالح إجراء مفاوضات تشكيل ائتلاف كبير، قد يكون قرار الأعضاء أيضا ضيقا جدا، وفي النهاية يقرر بعض آلاف الأعضاء الجدد في الحزب الاشتراكي مثل دانييل لوكينغ ما إذا كانت ألمانيا ستحصل قريبا على حكومة جديدة أم تتجه نحو خوض انتخابات جديدة؟ وهذا ما تريد تفاديه قيادة الحزب الاشتراكي التي تؤيد بوضوح ائتلافا حكوميا مع المحافظين. وفي بداية الأسبوع المقبل تريد قيادة الحزب تعيين يوم محدد من يقدم بعده طلب العضوية لا يحق له التصويت على الائتلاف الحكومي الكبير المرتقب.
الانضمام ثم الخروج غير مرغوب فيه
"أنا مسرور بكل شخص ينضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي ويريد المساهمة في بناء الحزب"، هذا ما قاله السكرتير العام للحزب الاشتراكي لارس كلينغبايل. وأضاف:" لكن ما لا يجب أن يحصل هو عندما يُقال انضم الآن وادفع 10 يورو للعضوية وابقى هناك شهرين وصوت ضد الائتلاف الكبير ثم انسحب بعدها. هذا لا يتناسب مع ما أفهمه تحت العمل الحزبي. فهذا يقلص أيضا من قيمة العضوية".
ومن يعرف، ربما يساهم حشد الأعضاء الجدد من قبل الشبيبة الاشتراكية في تجديد الحزب الاشتراكي الذي يُناقش حاليا بإسهاب، لأن الإنسان بطبعه كسول وينسى في الغالب إلغاء عضويته. وبهذا قد يخرج الحزب الاشتراكي الديمقراطي قويا بفضل طاقة الأعضاء الجدد من الجدل حول الائتلاف الكبير.
بيتر هيله/ م.أ.م
الحزب الاشتراكي الديمقراطي: محطات في تاريخ أقدم حزب ألماني
محطات تاريخية كثيرة شهدها "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" SPD منذ تأسيسه: صعود وهبوط، حظر وانشقاق، انتقال من صفوف المعارضة إلى كرسي الحكم. محطات الحزب السياسي الأقدم في ألمانيا في ألبوم الصور التالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المرحلة الجنينية والولادة
تعود جذور "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1848. وكانت الفترة بين 1863 و1869 المرحلة الجينية لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي عام 1875 جاء تأسيس الحزب عن طريق اندماج "الجمعية العامة لعمال ألمانيا" ADAV التي أسسها فرديناند لاسال، و"حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" SPDA والذي أسسه كل من أوغست بيبيل وفيلهلم ليبكنشت.
صورة من: ullstein bild
الانشقاق
انشق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1920 جناح، بزعامة كل من روزا لكسمبورغ وكارل ليبكنشت. واحتج المنشقون على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الحظر
بعد أن كان الحزب قد أعلن تبنيه الفكر الماركسي بشكل صريح عام 1891، تم حظره رسمياً عام 1933 بعد صعود النازيين للسلطة. وتعرض نشطاؤه وأعضاؤه للسجن والتعذيب. وفي عام 1945 تمت إعادة تأسيس الحزب من جديد.
صورة من: dpa/akg-images
بعد الحرب - عقدان في المعارضة
بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب نهائياً عن الفكر الماركسي، وظل منذ عام 1949 في صفوف المعارضة البرلمانية وذلك حتى عام 1966.
صورة من: picture-alliance/akg-images
المشاركة في أول ائتلاف حكومي
في عام 1966 شارك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في أول ائتلاف حكومي كبير مع التحالف المسيحي ("الحزب المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري). شغل قائد الحزب الاشتراكي آنذاك فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفوز الكبير..وتشكيل حكومة
بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1969، وصل مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في الحكومة، التي تشكلت بالائتلاف مع "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). استمرت الحكومة إلى عام 1982، لكن بعد فضيحة تورط مساعد بارز لبرانت في التجسسس لصالح ألمانيا الشرقية، استقال برانت من منصبه عام 1974.
صورة من: picture-alliance /dpa/W. Gutberlet
حكومة هيلموت شميت
بدأ هيلموت شميت مشواره السياسي بالتحاقه بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1946. ثم تمكن بعد ذلك من الوصول إلى البرلمان الاتحادي الألماني عام 1953 ممثلاً للحزب الاشتراكي. في عام 1974 انتخب هيلموت شميت مستشاراً لألمانيا خلفاً للمستشارالسابق فيلي برانت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Fischer
سحب الثقة
بعد سحب الثقة من هيلموت شميت عام 1982 عاد الحزب مجدداً إلى صفوف المعارضة وامتدت هذه الفترة حتى عام 1998.
حكومة غيرهارد شرويدر
حصد الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1998 حوالي 40.9 في المائة من الأصوات في الانتخابات. وتمكنوا بذلك من دخول البرلمان بقوة أكبرهذه المرة. وشكل الحزب بقيادة زعيمه غيرهارد شرودر ائتلافاً حكومياً مع حزب الخضر امتد لثماني سنوات.
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
المشاركة في حكومة ميركل
حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة عام 2005. وشارك الحزب، الذي كان يتزعمه فرانك فالتر شتاينماير، في حكومة الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
صورة من: dpa
إلى المعارضة درّ!
تكبد الحزب الاشتراكي الديموقراطي هزيمة كبيرة في انتخابات عام 2009، ما جعله يعود أدراجه من جديد للجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتخابات 2013 ومع ميركل من جديد
في شهر مايو/ أيار عام 2013 احتفل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمرور 150 عاماً على تأسيسه، وفي السنة نفسها شارك الحزب بعد انتخابات التشريعية العامة في تشكيل حكومة ائتلاف كبير مع انغيلا ميركل.
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images
هزيمة كبرى في 2017
مني الحزب الاشتراكي الديموقراطي للمرة الرابعة بالهزيمة في انتخابات 2017 أمام المستشارة ميركل. ولم ينجح المرشح مارتن شولتس، زعيم الحزب من تحقيق الفوز لحزبه وعاد به إلى مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
مشاورات لتشكيل حكومة جديدة
أبدى رئيس الحزب مارتن شولتس استعداد حزبه للحوار من أجل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة في ألمانيا. وقال شولتس عقب لقائه مع فرانك-فالتر شتاينماير إنه إذا آلت المحادثات المرتقبة إلى مشاركة الحزب بأي صورة في تشكيل حكومة، فإن الحزب سيحيل قرار المشاركة لأعضائه. إعداد: إيمان ملوك