على مدى سبعة أيام حل الشباب المصري ضيفا على زملائه الألمان، وقاموا برحلة عبر ألمانيا قطعوا خلالها أكثر من ألفي كيلومترا حملتهم إلى عدة محطات تعرفوا فيها على ألمانيا خلال العصور الوسطى ومرورا بحقبة الثورة الصناعية وانتهاءً بعصر التكنولوجيا ومحطة الفضاء الدولية. محطات الرحلة لم تكن جديدة على الشباب المصري فقط، وإنما كان كثير منها جديدا أيضا بالنسبة لبعض الشباب الألماني أنفسهم. وسنتعرف في هذه الحلقة على الجزء الأول من هذه الرحلة المثيرة.

تأتي هذه الرحلة في إطار سعي البرنامج لتوثيق الروابط بين الشباب وفتح قنوات تواصل مباشرة بينهم من خلال إتاحة الفرصة للاحتكاك المباشر واليومي بينهم. لذلك نظم البرنامج رحلتين عبر ألمانيا ومصر استغرقت كل منهما أسبوعا، وسيقدم البرنامج ابتداءً من حلقة اليوم (29 سبتمبر/أيلول) وعلى مدى أربع حلقات تفاصيل الرحلتين، كل رحلة في حلقتين.

دريسدن لؤلؤة نهر الإلبه

عندما وصلت قافلة الشباب إلى مدينة دريسدن الألمانية قاموا برحلة نهرية مخروا فيها عباب نهر الإلبه، الذي ذكر بعضهم بنهر النيل، وإن اختلفت ملامح الحياة حول النهرين. مدينة دريسدن نهضت من رمادها في السنوات الأخيرة بعد دمارها الشديد خلال الحرب العالمية الثانية، وشهدت المدينة عملية إعادة إعمار مكثفة بعد الوحدة الألمانية نجحت في إرجاع معظم معالمها القديمة إلى طرازها الباروكي، أو على الأقل إلى حالة قريبة من التي كانت عليها قبل الحرب. وقد اشترك الشباب المصري والألماني في التعبير عن إعجابهم الشديد بحال المدينة بعد إعادة إعمارها، ورأى الشاب بابلي أن هذا المجهود يكشف عن الشخصية الألمانية التي تتميز بالإصرار والأمل في التغيير، كما قال لويس إن طرز البنايات الجديدة التي يراها لأول مرة تعجبه كثيرا. لكن بعض الشباب مثل رفعت وبيانكا كان يفضل أن تترك بعض الأطلال لكي تذكر الزائرين ببشاعة الماضي وضرورة بذل الجهود لعدم تكراره.

وظهر من خلال الرحلة إلى مدينة دريسدن أنها لا تزال مرتبطة في أذهان الشباب المصري بحادث قتل الصيدلية المصرية مروة الشربيني العنصري. حتى أن الشاب المصري رفعت قال إنه يمكنه تخيل العيش في ألمانيا بشرط أن تكون إقامته في أي مدينة أخرى غير دريسدن. لذلك اهتم الشباب المصري بالتعرف على حال المصريين المقيمين هناك وموقفهم من عملية الاندماج. وزاروا مركزا للحوار بين الثقافات أقيم بعد حادث مقتل الشربيني.

وأسفر الحديث عن الاندماج عن نقاش مثير بين الشباب، ففي حين رأى الشاب هاني أن معظم المصريين الذي التقاهم في المدينة مندمجون ومرتاحون في مجتمعاتهم، قالت مريم إن معظم المصريين الذين تحدثت إليهم أفصحوا عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم مما يكشف بالنسبة لها عن عدم ارتياحهم في المجتمع الألماني. الشابة فرانزي اعتبرت أن الاندماج مسؤولية مشتركة وأن هناك بعض الألمان الذين يبقون أسرى لتصوراتهم النمطية حول المهاجرين، وأن الأهم من إقامة مراكز الحوار هو الأنشطة المشتركة مثل القيام بمثل هذه الرحلة بين مجموعتي الشباب. أما الشاب ماركوس فقد أشار إلى أن بعض المهاجرين يتنصل من مسؤوليته في الاندماج، وأن هناك جزء من الجالية العربية لا يقبل على تعلم اللغة وبالتالي يبقى بعيدا عن المجتمع الألماني باختياره.

المركز الفضائي بميونخ

ثم وصلت قافلة الشباب إلى مركز الفضاء الألماني في ميونخ، وبعثت هذه المحطة السعادة في نفس الشاب رفعت لأنه حلم ذات ليلة بأنه يصعد إلى القمر، فجاءته الفرصة الآن ليعرف المزيد عن الفضاء لعله يحقق حلمه ذات يوم. وبدا واضحا خلال الزيارة أن الشباب أكثر اهتماما بعالم الفضاء وتقنياته أكثر من الشابات.

حلم رفعت كان مناسبة للنقاش حول سبب تراجع أبحاث الفضاء في مصر وتقدمها في ألمانيا. وأعرب الشباب المصري عن ثقتهم في وجود علماء مصريين ذوي مستوى رفيع في مجال أبحاث الفضاء، ضاربين المثل بالعالم فاروق الباز، لكن المشكلة تكمن من وجهة نظرهم في الإمكانيات المادية الضعيفة. وقال الشاب بابلي إن بلاده تركز جهودها لحل المشاكل الرئيسية وبعدها يمكن أن تلتفت إلى مشروع مثل مركز أبحاث للفضاء.

شاهد معنا الحلقة وتعرف على تفاصيل الرحلة المثيرة التي قام بها الشباب المصري في ربوع ألمانيا.

هيثم عبد العظيم

مراجعة: هبة الله إسماعيل