1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شباب ثورة الياسمين يتراجع أمام عودة رموز نظام بن علي

مروى محجوب١١ نوفمبر ٢٠١٤

يثير عزوف فئات من الشباب التونسي، وضمنهم نشطاء بارزون أيام الثورة، عن المشاركة في الإنتخابات تساؤلات الخبراء حول أسباب الظاهرة، وتأثيراتها على المشهد السياسي في ظل المخاوف من "عودة رموز النظام القديم".

Wahlen in Tunesien
صورة من: DW/T.Guizani

من يتابع ما تنشره الناشطة التونسية لينا بن مهني على مدونتها، يرصد عدم اكتراث منها بآخر أطوار سباق الانتخابات الرئاسية المثير، مقابل التركيز على بعض القضايا الاجتماعية أو قضية زميلها المدون سفيان الشورابي، الذي اختطف في ليبيا منذ أشهر. وتحمل تدويناتها عن المرحلة الانتقالية مسحة من التشاؤم، بخلاف ما كانت تنشره من دعوات لحث الشباب على المشاركة السياسية إبان بدايات الربيع العربي، بل انها كانت تحمل لقب"أيقونة الربيع العربي".

بينما يبدو المدون عزيز عمامي، مهتما بمتغيرات المشهد السياسي وخصوصا بعد الانتخابات التشريعية، وبسلوكيات شباب الثورة، وهو يحث من خلال تدويناته شباب الثورة على إستعادة زمام المبادرة ويوجه خطابه بشكل خاص للشباب العازفين عن الاقتراع إلى المسارعة باختيار "رئيس يساند ثورتهم بعيدا عن التصويت عقابا لبعض الأحزاب".

بالنسبة لعزيز العمامي فهو "يؤمن بقوة الشباب في تقرير مصيره بنفسه، ولكن حراكه لم يعد يحمل الحماسة التي كانت تقوده أيام الثورة على نظام زين العابدين بن علي".

الطبقة السياسية تفقد دعم الشباب

بعض الشبان الذين ساهموا في قيادة الحركة الاحتجاجية من أجل رحيل نظام المستبد بن علي، وإرساء نظام ديمقراطي عبر صناديق الإقتراع، يتصدرون الآن حملة مقاطعة الانتخابات، وهم يرون الآن في الانتخابات "مجرد وسيلة للمترشحين بهدف المرور إلى صيغة دائمة للحكم وإنهاء فترة الانتقال الديمقراطي".

صورة من: DW/M. Slimi

وقد أسس عدد منهم "ملتقى مقاطعة انتخابات 2014" ويتخذون من مواقع التواصل الإجتماعي فضاء للتعبير عن آرائهم التي تكاد تهيمن على صفحات فيسبوك وتويتر في مواجهة دعوات باهتة للمشاركة في الإقتراع تقوم بها الهيئة العليا للإنتخابات أو هيئات حزبية.

ويعتقد عبد اللطيف الحناشي أستاذ التاريخ السياسي المعاصر بجامعة تونس، أن "الشعور بالإحباط نتيجة زيف وعود الفاعلين السياسيين المشاركين في الانتخابات السابقة بات مسيطرا على قلوب شباب تونس الذي فضل الاهتمام بمشاغله على أن يدلي بصوته لأطراف سلب عقولَهم هوسُ السلطة، ليتجاهلوا شباب الثورة وأهدافها".

صورة من: DW

ويرى خبراء علم الاجتماع أن هذا الإحباط ناتج عن إقصاء هذه الفئة من المشاركة في صناعة القرار بعد الثورة، من خلال غياب تمثيلية الشباب في الأحزاب السياسية وحتى البرامج. ما خلق لديهم على حد تعبير الخبير في علم الاجتماع طارق بلحاج محمد، "نوعا من اللامبالاة جعل طيفا منهم يجد له مبررا في الامتناع عن المشاركة وفي ترويج ثقافة اليأس من قدرته على التغيير وعدم الجدوى من صوته في تغيير المعادلة"...

إحباط يتملك شباب الثورة

ويثير عزوف الشباب عن الانتخابات في تونس تساؤلات الخبراء، ولاسيما فئات من الشباب الذين لعبوا دورا بارزا إبان الثورة في النضال السياسي من أجل إرساء نظام ديمقراطي. بعض الخبراء يعتبرون هذا العزوف "شكلا احتجاجيا"، بينما يرى آخرون بأنه"مجرد طريقة لمعاقبة الطبقة السياسية"، وبكونه تعبيرا من فئات شبابية عن احباطها بعد أن تبين لها أن المطالب التي قامت من أجلها ثورة الياسمين تحولت إلى مجرد وعود انتخابية، وهي (تلك الفئات) تجد نفسها الآن في مواجهة متاعب الحياة والبحث عن فرص العمل والبحث عن حلول لمواجهة الفقر والتهميش.

ولذلك تبدو شعلة الثورة وكأنها تنطفئ في قلوب أحد أهم المدونات في فترة الثورة، لينا بن مهني، التي تعتقد بأن أهداف الثورة "قد دفنت مع شهدائها وأن التضحيات لم تضمن إلا عودة ميمونة للنظام المخلوع".

فالمدونون الذين كانوا أيام الثورة في صدارة الداعين إلى "اجتثاث كل المنتمين إلى النظام السابق ومحاربة الفاسدين والانتهازيين الطامعين بالسلطة" وكانت استحقاقات الثورة أكبر هواجسهم، اختار عدد منهم الانضمام إلى منظمات المجتمع المدني الدولية تأمينا لمواطن شغل تضمن استقرارهم.

لكن الباحث عبد اللطيف الحناشي لـ DWعربية، يرى أن المقاطعة لم تكن بالنسبة للشباب التونسي، تخليا تاما عن ثورتهم، مشيرا إلى حرص نشطاء شبان كثيرين خلال الانتخابات التشريعية على تأمين مكاتب الاقتراع والانضمام تطوعا إلى منظمات مراقبة الانتخابات بهدف إنجاح هذا الاستحقاق.

صورة من: picture-alliance/dpa

هل يستعيد الشباب زمام المبادرة؟

ويتوقع الباحث عبد اللطيف الحناشي أن الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت استقرار تونس، ستدفع قسما هاما من الشباب إلى مكاتب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية على اعتبار أن الظروف الأمنية سبق و أن لعبت دورا هاما في ارتفاع نسبة المقترعين في الانتخابات السابقة.

ولئن كانت "حركة نداء تونس" التي تضم وجوها محسوبة على النظام السابق، من أكثر القوى السياسية المستفيدة من مقاطعة الشباب للانتخابات، حسب ما يرى الحناشي، فإن توقعاته للرئاسيات تتجه نحو "استفادة المترشحين الذين عرفوا بنضالاتهم و بالتزامهم السياسي" على حد تعبيره.

ويبقى التكهن بنسبة إقبال الشباب التونسي على الانتخابات الرئاسية المقبلة سابقا لأوانه، ولكن بعض التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي و بعض التقارير التلفزيوينة أظهرت عزم فئات من الشباب على المشاركة في التصويت للرئاسيات بهدف "تعديل البوصلة ومنع العودة إلى المربع الأول". خاصة و أن التقارير ذاتها عكست ندم البعض منهم على المقاطعة التي أفرزت عودة رموز النظام السابق إلى مواقع القرار، الأمر الذي يتعارض وثورة شباب الرابع عشر من يناير، كما يقول عدد من النشطاء الشبان.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW