توصلت دراسة جديدة إلى أن طبقات شبكية العين لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون تكون أرق قليلاً مقارنة بالآخرين. وذلك قبل بضع سنوات على ظهور أعراض الباركنسون لديهم.
إعلان
أكدت الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة مرارا أن مرض الباركنسون، الذي يسبب رعشات لاإرادية وثقل في الحركة يرتبط أيضا بوجود طبقات أرق في شبكية العين. ولفحص ذلك بشكل دقيق قام الباحثون في دراسة جديدة بتقييم بيانات واسعة النطاق من العديد من المرضى الذين يعانون من مرض باركنسونومن أشخاص اصحاء على أمل التمكن مستقبلا من التشخيص المبكر لمرض شلل الرعاش الذي يسبب اضطراب تنكسي في الجهاز العصبي المركزي.
وتستند الدراسة، التي نشرت في مجلة "علم الأعصاب" إلى بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة وتشمل 700 مريض بمرض باركنسون ومجموعة تحت المراقبة ضمت أكثر من مائة ألف شخص. تم قياس طبقات مختلفة من شبكية العين بشكل ثلاثي الأبعاد لهؤلاء الأشخاص باستخدام طريقة غير الجراحة للتصوير المقطعي المترابط، وهو فحص للعين يسهل إجراؤه.
وقد تبين فعلا أن طبقتين من شبكية العين لدى مرضى باركنسون كانتا أرق قليلاً، وذلك بحوالي ثلاثة بالمائة في المتوسط بدلاً من 40 جزء من الألف من المليمتر وذلك قبل بدء الأعراض الفعلية لمرض البارنكسون لديهم . لكن رغم ذلك فإن سمك الطبقات كان يختلف بين المرضى وأيضا بين الأشخاص الآخرين المشاركين في الاختبار. وهو ما لا يسمح بالحصول على تشخيص واضح للمرض. فالآليات الدقيقة التي تفسر انخفاض سمك طبقات الشبكية ليست معروفة بعد.
الصدمات الكهربائية لعلاج مرض باركنسون
06:34
إشارات أيضا من الجهاز الهضمي
رغم ذلك شعر الباحثون الذين شاركوا في الدراسة بالسعادة لأنه أصبح بالإمكان معرفة مؤشرات ظهور مرض باركنسون قبل عدة سنوات من ظهور الأعراض السريرية الأخرى. وقال سيغفريد فاغنر من جامعة لندن، وفقا لبيان صحفي: "في حين أننا لا نستطيع حتى الآن التنبؤ بما إذا كان المريض سيصاب بمرض باركنسون، إلا أنه يمكن استخدام هذه الطريقة قريبا لإجراء فحص أولي للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض".
ويبدو أيضا أن المؤشرات الأولى على الإصابة بمرض الباركنسون قبل ظهور الأعراض، لا تقتصر فقط على التغيرات في شبكية العين، بل ووفقًا لدراسة نشرت في المجلة الطبية المتخصصة "Gut"، فإن مرضى الباركنسون ظهرت لديهم أمراض الجهاز الهضمي بشكل متكرر أكثر من الأشخاص الآخرين الذين لا يعانون من الباركنسون. ومع ذلك، لا يزال يتعين بحث الآليات الدقيقة، كما يوضح مؤلفو الدراسة.
هـ.د
أمراض الدماغ الناتجة عن ممارسة الرياضة
الصدمات التي تصيب الرأس أثناء ممارسة بعض الرياضات قد تؤدي إلى أضرار كبيرة في الدماغ، وتسبب تغيرات سلوكية وإدراكية و"خرف ارتجاج الدماغ". تكمن المشكلة في افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة للتعرف على هذه الأمراض.
صورة من: Getty Images/D. Rogers
كان لاعب كرة القدم الأمريكية مايك ويبستر يلقب بـ"مايك الحديدي". حاز أربع مرات مع فريقه على لقب السوبر بول، وهي البطولة الوطنية لكرة القدم الأمريكية. لكن مايك تعرض لعدة إصابات دماغية رضية بسبب ممارسته لهذه الرياضة العنيفة وتوفي مبكراً في سنة 2002 وهو في الخمسين من عمره. اكتشف الأطباء بعد تشريح جثته وجود ارتجاجات في الدماغ، ولذلك يعد مايك أول لاعب يصاب بأمراض الدماغ الناتجة عن الرياضة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/G.J. Puskar
الطبيب الشرعي بينيت أومالو (وسط الصورة) هو أول طبيب يختص بعلاج وتشخيص أضرار الدماغ المزمنة الناتجة عن ممارسة الرياضة. تعرض أومالو للكثير من الضغوطات والتهديدات للتوقف عن البحث عن أسباب هذه الأمراض، لكنه أستمر في عمله ما جعله نجماً عالمياً، وهو ما حفز المخرج بيتر لانديسمان (يمين) لعمل فيلم يروي قصة حياته من بطولة ويل سميث (يسار). الفيلم يحمل عنوان "كونكشن" (وتعني ارتجاج الدماغ).
صورة من: picture alliance/AP Photo/M.S. Gordon
الصدمات التي تصيب الرأس تسبب تغيرات سلوكية وإدراكية للشخص، ويسمى هذا المرض "سي تي إي" أو "خرف ارتجاج الدماغ". ويحدث لدى الملاكمين مثلاً فقدان القدرة على الكلام والكآبة والخرف. وتسبب الصدمات المتكررة أضراراً في الخلايا العصبية بالدماغ وإطلاق البروتينات التي تتجمع في الجسم، مسببة التغيرات السلوكية وزيادة الميل إلى العنف وارتفاع الرغبة في الانتحار.
صورة من: picture-alliance/dpaW. Grubitzsch
انتحر الكثير من لاعبي الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية بين عامي 2008 و2015، مثل تيري لونغ وتوم ماكهيل ويوفان بيلشر وأدريان روبنسن وديف ديورسون (في الصورة)، الذي انتحر في سنة 2011 وتبرع بدماغه للطب. وبعد الكشف على الدماغ وجد الأطباء إشارات على وجود مرض خرف ارتجاج الدماغ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Walsh
حتى في عالم الكرة القدم يعاني بعض اللاعبين من إصابات الدماغ، إذ تعرض لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم كريستوف كريمر في المباراة النهائية لمونديال 2014 لصدمة في الدماغ، لكنه استمر في اللعب لدقائق بعد ذلك، ما كاد يعرضه لخطر الإصابة بـ"الصدمة الثانية"، التي قد تؤدي إلى خرف ارتجاج الدماغ. المشكلة التي يعاني منها الرياضيون والأطباء هي افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة طبياً للتعرف على المرض.
صورة من: picture alliance/dpa/T.Eisenhuth
يمكن للاعبي كرة القدم التعرض لإصابات الدماغ عبر الاحتكاك بالرأس مثلاً مع لاعب آخر. وذكرت دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية أن مخاطر التعرض لإصابات الدماغ تصل إلى نحو 38 في المائة عند لاعبي الدفاع وإلى 28 في المائة عند لاعبي خط الوسط والهجوم وإلى سبعة في المائة عند حراس المرمى.
صورة من: picture alliance/dpa/N.Schmidt
تعد الرغبي أكثر الرياضات التي تحدث فيها حالات خرف ارتجاج الدماغ، بالإضافة إلى ارتجاج الدماغ والإصابة الدماغية الرضية، حسب المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية، ومن ثم تتبعها كرة القدم الأمريكية وهوكي الجليد وكرة السلة. وتعد الإصابات في الدماغ بسبب ممارسة كرة القدم قليلة مقارنة بالرياضات الأخرى، ولكن وبسبب انتشار اللعبة جماهيرياً تنتشر هذه الحالات بين ممارسيها.
الكاتب: زمن البدري/ DW