شبهة التجسس للإمارات - تحقيق مع وكالة استخبارات سويسرية خاصة
١٥ أبريل ٢٠٢٤
يجري تحقيق مع رئيس شركة استخبارات سويسرية خاصة بتهمة التجسس على رجال أعمال وشخصيات سياسية وإعلامية أوروبية بناء على طلب من دولة الإمارات، حسبما أفادت مصادر قريبة من القضية.
إعلان
في فرنسا وسويسرا، تستهدف ثلاث تحقيقات منفصلة ماريو بريرو، رئيس خدمات "اي ال بي" ومقرها جنيف. ويشتبه في أن تكون الشركة قد سلمت أسماء نحو ألف أوروبي و400 منظمة لعميل خليجي، لاسيما لأنه يعتقد أن تكون لديهم صلات بجماعة الإخوان المسلمين السنية التي تعتبرها الإمارات منظمة متطرفة.
ونشرت شركة ميديابارت، وهي مؤسسة إعلامية استقصائية فرنسية، العام الماضي تقارير تتهم بريرو ووكالته بالعمل لصالح الاستخبارات الإماراتية. وقالت المصادر إن رقية ديالو الكاتبة الفرنسية قدمت شكوى في فرنسا بشأن هذه الأنشطة في آب/أغسطس، مما أدى إلى فتح تحقيق جنائي.
وقالت ميديابارت لفرانس برس إنها قدمت دعوى قانونية منفصلة، كما فعل صحافي يعمل فيها. وأوردت كارين فوتو رئيسة ميديابارت إن الإمارات تتهم مراسلي الشركة بأنهم قريبون من جماعة الإخوان المسلمين. وسلمت ميديابارت المحققين وثيقة داخلية لخدمات "اي ال بي" تتضمن الأسماء التي أعطيت للإمارات.
وقال مصدر آخر مقرب من القضية إن السلطات السويسرية بدأت التحقيق مع بريرو في كانون الأول/ ديسمبر، وذلك بعد شكاوى من دوائر حكومية والأكاديمي طارق رمضان ووزيرة البيئة البلجيكية زكية خطابي. ولم يتسن لـ "فرانس برس" الحصول على تعليق فوري من محامي بريرو أو السلطات الإماراتية.
وتضمنت قائمة الأسماء المرسلة إلى الإمارات بين عامي 2017 و2020، شخصيات فرنسية كبونوا أمون المرشح الرئاسي السابق، وسامية غالي نائبة رئيس بلدية مرسيليا والسناتورة السابقة وحزب فرنسا الأبية (يسار راديكالي) والمركز الوطني للبحوث العلمية.
وقالت المصادر إنه تم جمع الأسماء في 18 دولة أوروبية وتم تصنيف العديد من أصحابها خطأ على أنهم متعاطفون مع جماعة الإخوان المسلمين. وقال فانسان برينغار محامي ديالو "على القضاء أن يحقق في مثل هذه الأساليب". وأضاف "لا تعني فقط الاستخدام غير القانوني للبيانات الشخصية بل إنها تربط بشكل خاطئ رقية ديالو بمجموعة لا علاقة لها بها".
وبدأ تحقيق فرنسي آخر في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بسبب شكوى قانونية قدمتها سهام سويد من جماعات الضغط لصالح قطر في فرنسا التي قالت إنها وقطر استُهدفتا من خلال "عملية زعزعة الاستقرار" على أساس معلومات قدمتها خدمات "اي ال بي". ودين بريرو في فرنسا بجمع معلومات استخباراتية بشكل غير قانوني عن زوج آن لوفرجون، الرئيسة السابقة لشركة الطاقة النووية أريفا.
ع.ش/ ص.ش (أ ف ب)
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.