شبيغل: شركات أوروبية تشغل الإنترنت في مناطق "داعش"
٤ ديسمبر ٢٠١٥
كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن شركات أوروبية تقدم الوسائل التقنية والخدمات عبر وسطاء في هاتاي التركية لتشغيل منظومات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في مناطق تنظيم "داعش" بسوريا والعراق.
إعلان
كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في تقرير على موقعها في الإنترنت نُشر اليوم الجمعة (الرابع من كانون الأول/ ديسمبر 2015) أن شركات أوروبية تمنح إمكانيات لتنظيم "داعش" من أجل نشر دعايته على الشبكة العنكبوتية، ما وصفه التقرير بأنه "عار على أوروبا".
لكن التقرير أوضح في الوقت ذاته أنه من غير المعروف بعد ما إذا كانت هذه الشركات على معرفة بذلك، بيد أن وثائق حصلت عليها المجلة تكشف أن هذه الشركات بإمكانها معرف استخدام التنظيم لخوادمها للإنترنت إذا مارغبت في ذلك، كما أنه يمكنها قطع هذه الخوادم بأسرع وقت ومن دون جهد يُذكر.
وقال التقرير إن من يحتاج إلى منفذ إلى الإنترنت في سوريا والعراق، يمكنه الحصول على منظومات الحصول على الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في محافظة هاتاي التركية على الحدود مع سوريا.
التحالف الدولي ضد "داعش" يتعزَّز ...
يزداد عدد المشاركين في تحالف دولي يسعى لضرب تنظيم "داعش" على الأراضي السورية. وقد منح البوندستاغ (البرلمان) القوات الالمانية تفويضا للمشاركة في هذا التحالف الذي يأتي بتوصية من الأمم المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بانضمام بريطانيا والمانيا الى التحالف الدولي في الحرب على تنظيم داعش، صارت المشاركة العسكرية في الحرب الدولية على التنظيم اقرب الى الآجماع الاوروبي. في الصورة طائرة مقاتلة من نوع يوروفايتر وهي تحمل صواريخ ميتيور، تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
صورة من: picture-alliance/dpa
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دافع بقوة أمام مجلس النواب عن ضرورة مشاركة بلاده في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سوريا. فيما وصف وزيردفاعه مايكل فالون الغارات الجوية الاولى التي شنتها طائرات بلاده الحربية ضد مواقع التنظيم الارهابي بالـ"ناجحة".
صورة من: Reuters
تعتبر الولايات المتحدة من الدول السباقة للدعوة لمحاربة تنظيم "داعش"، وقد دعا وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى نشر قوات برية "عربية وسورية" لمواجهة التنظيم الارهابي في سوريا.
صورة من: U.S. Marine Corps
تعتزم المانيا ارسال ما يصل الى 1200 جندي وست طائرات استطلاع من طراز تورنادو وفرقاطة وطائرات للاستطلاع الجوي للمشاركة في الحملة الدولية ضد "داعش".
صورة من: Bundeswehr
بدأت فرنسا في ايلول/سبتمبر 2014 عمليات قصف ضد مواقع تنظيم "داعش" في العراق بعد انضمامها الى التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وبعد سنة من مشاركتها في الغارات في سوريا، وكثفت ضرباتها بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس.
صورة من: Getty Images/AFP/A. C. Poujoulat
تعتبر روسيا ان حملتها العسكرية الجوية في سوريا شرعية، في حين يعتبرها الغرب خارجة عن الشرعية الدولية، لأنها جاءت بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد لدعم العمليات البرية لقواته.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Ernst
سمحت الحكومة التركية لفرنسا باستخدام مجال تركيا الجوي في اطار التحالف الدولي لضرب تنظيم "داعش". ودعت أنقرة منذ مدة طويلة الى ضرورة التدخل لوقف زحف "داعش" في الاراضي السورية.
صورة من: Reuters/Stringer
المملكة العربية السعودية هي الأخرى شريك في الحملة العسكرية الدولية ضد "داعش". هنا مقاتلات سعودية في الجو.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
يشارك الاردن في ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، كما يشارك في عمليات تحالف عربي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. وفقد الاردن طيارا وهو معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم "داعش" حرقا مطلع العام الجاري
صورة من: Getty Images/AFP/A. Berry
وتشارك الامارات العربية المتحدة هي الأخرى في التحالف الدولي ضد "داعش". طائرات الميراج 2000 والرافال الفرنسية العائدة لسلاحها الجوي والتي تتدخل في العراق وسوريا تنطلق من قواعدها بالامارات العربية المتحدة ومن قواعد في الاردن.
صورة من: picture-alliance/abaca
10 صورة1 | 10
وبحسب التقرير فإن هذه المنظومات التي يمكن أن تكون سرعتها أكبر من الخوادم السلكية في ألمانيا، تكلف نحو 500 دولار في سوريا، إضافة إلى أجور الدخول على الشبكة. وعلى الرغم من أن هذه المنظومات تسهل على سكان المناطق التي تدمرت بنيتها التحتية هناك، الدخول إلى الإنترنت، إلا أنها تشكل جانباً حيوياً هاماً للتنظيمات الإرهابية من أجل نشر دعايتها وتبادل المعلومات المتعلقة أيضاً بالتخطيط لشن الهجمات الإرهابية.
وقال التقرير نقلاً عن وسطاء أتراك في هاتاي إن الاشتراكات الشهرية لمنظومات الإنترنت في سوريا تُدر عليهم أموالاً طائلة، لكن هذه المنظومات والدخول على الإنترنت في سوريا يبقى رهن سيطرة تنظيم "داعش"، كما أوضح نشطاء سوريون للمجلة، فالتنظيم يمنع على الأشخاص العاديين شراء مثل هذه المنظومات في المناطق التي يسيطر عليها. وفي هذه المناطق – مثل دير الزور والرقة- لا يُسمح بنصب هذه المنظومات إلا لتقنيين مرتبطين بالتنظيم.
وكشف التقرير أيضاً أن أغلب منظومات الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، مصنوعة في الولايات المتحدة وشرق آسيا، وتورد إلى منطقة الشرق الأوسط عبر روتردام الهولندية بتكليف من شركات تتخذ من باريس ولندن ولكسمبورغ مقراً لها.
أما الشركات المشغلة لهذه المنظومات فهي أوروبية، كشركة أويتل سات الفرنسية وأنتاي للاتصالات البريطانية وسي أي سي من لوكسمبورغ. ورغم الشكوك في معرفة هذه الشركات بطبيعة استخدام خدماتها للاتصالات في سوريا، إلا أن التقرير تحدث أيضاً عن إمكانية معرفة هذه الشركات بذلك وإنها تشاطر معلوماتها مع أجهزة المخابرات الأوروبية.
وأوضح التقرير أن علاقات شركة أويتل سات بسوريا قد يكون محرجاً بالنسبة للحكومة الفرنسية، إذ تمتلك فرنسا بشكل غير مباشر عن طريق مصرف Caisse Depotsأكثر من 26 بالمائة من أسهم الشركة.