شبيغيل: الفقر يدفع لاجئين سورين لبيع أعضائهم
١٠ نوفمبر ٢٠١٣ازدهرت في الأنة الأخيرة تجارة الأعضاء البشرية بالسوق السوداء في لبنان، حيث يعيش الكثير من اللاجئين السورين، الفارين من جحيم الحرب في بلادهم. إذ تضطرهم الظروف المعيشية والاقتصادية المزرية إلى بيع أعضائهم تحت غطاء التبرع بالأعضاء، حسب تقرير نشره موقع شبيغيل الألماني.
وذكر التقرير الذي أعدته أولريكه بوتس، مراسلة الموقع الألماني في لبنان، والتي التقت بأحد أعضاء شبكة الاتجار بالأعضاء البشرية، حيث قال لها بأن مستوى الفقر المدقع الذي وصل إليه السوريون هناك يجعل الكثير منهم يلجأون إلى مثل هذه الوسيلة لتأمين لقمة العيش، إلى حد أن سوق الأعضاء شهدت ازدهارا كبيرا، كما شهدت أسعار بيع الأعضاء انخفاضا ملحوظا في الآونة الأخيرة، كما يقول عضو الشبكة الذي لم يورد موقع شبيغيل اسمه.
وحسب هذا المصدر فإن سعر الكلية الواحدة يبلغ الآن في السوق السوداء 7000 دولار أمريكي، بينما السعر الذي كان سائدا في السوق كان يتراوح بين 12000 و 15000 دولار أمريكي للكلية الواحدة، وفقا لهذا الوسيط الذي يتقاضى حوالي 600 إلى 700 دولار كعمولة على الكلية الواحدة. وذكر التقرير أن الشبكة التي يعمل لصالحها هذا الوسيط توسطت في بيع نحو 150 كلية خلال العام الماضي.
شروط مثالية للمتاجرة بالأعضاء البشرية
أما بالنسبة للزبائن فهم في الغالب من دول الخليج الغنية، ولكن أيضا من الولايات المتحدة وأوروبا، حسب الوسيط الذي تحدث معه الموقع الألماني.
ويوفر لبنان شروطا مثالية لازدهار التجارة العالمية للأعضاء البشرية، فمن ناحية يسود الفقر المدقع في هذا البلد وخصوصا في أوساط اللاجئين السورين، الذي وصل عددهم في لبنان إلى أكثر من مليون لاجئ، وهم بأمس الحاجة إلى المال. ومن ناحية أخرى يتردد على هذا البلد الكثير من الأغنياء سواء القادمين من دول الخليج أو من أمريكا و أوروبا. وقبل هذا وذاك ليس هناك رقابة فعلية من قبل السلطات اللبنانية على عمليات الاتجار بالاعضاء البشرية، وهذه "التوليفة هي ما تشكل الشروط المثالية لازدهار تجارة الأعضاء البشرية"، كما يقول لوك نويل، خبير نقل الأعضاء البشرية في منظمة الصحة العالمية بجنيف. وحسب نفس المصدر الذي تحدث للموقع الألماني فإن عمليات استئصال الأعضاء البشرية في لبنان تتم في عيادات تحت الأرض.
ع.ج.م/ ي. ب (شبيغل/DW)