1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شتاينبيرغ لـ DW: الفكر الجهادي في ألمانيا أصبح ظاهرة

أجرت الحوار بيتينا ماركس (ترجمة زمن البدري)٥ أكتوبر ٢٠١٤

تزايد عدد الألمان الذين يتوجهون إلى سوريا والعراق للالتحاق بتنظيم "الدولة الإسلامية". الخبير في قضايا الإرهاب غيدو شتاينبرغ أصدر كتابا يتحدث فيه عن "الجهاديين الألمان" والخطر الذي يمكن أن يشكلوه عند عودتهم إلى ألمانيا.

فيديو دعائي لجهاديين ألمانصورة من: picture-alliance/dpa

التحق بعض "الجهاديين الألمان" بتنظيم "داعش" الإرهابي في كل من العراق وسوريا، وتخشى قوات الأمن الألمانية من تنفيذ العائدين من هؤلاء لهجمات إرهابية داخل ألمانيا. وللحديث عن موضوع "الجهاديين الألمان"، وما يشكله هؤلاء من خطر على ألمانيا، حاورت DW غيدو شتاينبيرغ، الباحث في معهد الدراسات السياسية والأمنية والخبير في شؤون الشرق الأوسط، والذي أصدر مؤخراً كتاباً جديداً اختار له عنوان "مقاتلو القاعدة الألمان".

وفيما يلي نص الحوار:

DW: سيد شتاينبيرغ، أنت تهتم بشؤون الحركات الجهادية وبتطور الأوضاع في العراق وسوريا. وقد أصدرت كتاباً جديداً يتناول هذا الموضوع. باعتقادك ما مدى تجذر الفكر الجهادي بين فئات المسلمين في ألمانيا؟

غيدو شتاينبيرغ:الفكر الجهادي أصبح في السنوات الأخيرة في ألمانيا ظاهرة ألمانية. منفذي اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر كانوا طلبة عرب قَدموا إلى ألمانيا ما بين عامي 1992 و1996 ودرسوا هنا في ألمانيا، لكن شخصياتهم تكونت في بلدانهم الأصلية. منذ عام 2006 أصبحنا نرى ظهور الفكر الجهادي في ألمانيا بشكل مضطرد، ومن الناحية السيوسيولوجية والتنشئة الإجتماعية فان أصحابه هم في الغالب ألمان، أي أنهم تربوا وترعرعوا في ألمانيا وقضوا معظم حياتهم، وخاصة فترة الشباب فيها، وكثير منهم وُلد هنا. ولكنهم يختلفون في أصولهم، فبعضهم أتراك أو أكراد وفيهم الكثير من عرب شمال إفريقيا، ومن هم أيضا بعض الألمان وبعض الألمان الروس ممن اعتنقوا الإسلام.

ما هي الدوافع التي تجعل هؤلاء يقعون في براثن التطرف؟

يذهب "الجهاديون الألمان" منذ عام 2006 إلى مناطق الحروب التي يتواجد فيها الجهاديون مثل باكستان وأفغانستان. البعض منهم ذهب أيضاً إلى الصومال، فيما حاول البعض الآخر الذهاب إلى الشيشان. أما اليوم، فيتوجهون أساساً إلى العراق وسوريا.وما يدفعهم إلى ذلك بصورة رئيسية هو اعتقادهم بضرورة مساعدة المسلمين السنة في هذه المناطق. وهناك دافع ثانٍ، اكتسى أهمية خلال الأشهر الماضية، وهو أن السلفيين الشباب يريدون العيش في مجتمع إسلامي يتطابق مع طريقة فهمهم للإسلام. وحسب اعتقادهم، فإن هذا الأمر غير ممكن هنا في ألمانيا أو في العالم العربي، وإنما فقط هناك، حيث يحارب الجهاديون أعداء الإسلام المزعومين. وبالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الدوافع الشخصية مثل حب المغامرة أو الإحساس بالملل هنا، كما أنه ظهر في الشهور الأخيرة أن البعض يذهب هناك لإشباع رغباته الشخصية من العنف.

الخبير في قضايا الإرهاب غيدو شتاينبيرغصورة من: DW

هل يهدد الجهاديون فعلا الدولة والمجتمع في ألمانيا؟

نعم، أعتقد أنه يوجد خطر. ولكن على المرء أن لا يبالغ. نحن نعيش منذ ثمان سنوات مع وجود ظاهرة "الجاهديين الألمان" الذين تدربوا على يد تنظيم القاعدة وتنظيمات أخرى وشاركوا في الحروب هناك وأغلبهم عاد إلى ألمانيا. بعضهم خطط لتنفيذ هجمات في ألمانيا، ولكن جميع مخططاتهم فشلت أو أٌفشلت.الكلام القائل أن نجاح تنفيذ هجمات في ألمانيا أمر وارد ومسألة وقت لا أكثر، أعتبره كلاما فارغا. ولكني أعتقد في نفس الوقت أن التخطيط لهجمات داخل ألمانيا أمر محتمل جدا.

هل أجهزة الأمن في ألمانيا مهيأة بما فيه الكفاية للتصدي لهذه الأخطار؟

شاهدنا في السنوات الأخيرة أن الأجهزة الأمنية الألمانية تعتمد بصورة كبيرة على الدعم والمعلومات التي تحصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية. توجد على الأقل حالة واحدة أو حالتين، أحبط فيهما تنفيذ هجمات إرهابية في ألمانيا، لأن وكالة الأمن القومي الأمريكية أبلغت السلطات الألمانية بذلك مسبقا. وهذا يشير بشكل واضح إلى ضعف الأجهزة الأمنية الألمانية.

غلاف كتاب غيدو شتاينبيرغ الجديد "مقاتلو القاعدة الألمان"صورة من: edition Körber-Stiftung

أنا أعتقد أن ضعف الأجهزة الأمنية الألمانية أمر مرغوب فيه سياسياً. أعتقد أنه يجب تغيير هذا الوضع في ظل ازدياد المخاطر. وقد أظهرت حوادث كثيرة في الماضي أن كفاءة الأجهزة الأمنية الألمانية، وخاصة في مجال مراقبة الأوساط المتطرفة في ألمانيا، كانت غير جيدة. كما أنه في السنوات الأخيرة لم يتسن القبض على بعض المشتبه بهم بتهم الإرهاب إلا في وقت متأخر وبمساعدة أمريكية.أعتقد أن المشكلة تكمن في الشكل العام للأجهزة الأمنية في ألمانيا، وكذلك في كيفية مراقبتها من قبل الوزارات المختصة ومن قبل اللجان البرلمانية.

ما هو الدور الذي تلعبه تركيا. هل تدعم تنظيم"الدولة الإسلامية" أم أنها تقف ضده؟

تركيا تلعب دورا إشكالياً للغاية، ولا يتوافق مع مكانتها كحليف مع أغلب الدول الأوربية في حلف الناتو. الموقف التركي يتوافق مع أولويات السياسة الخارجية التركية بخصوص سوريا. وتركيا لها هدفان مهمان في سوريا:

يكمن الهدف الأول في إسقاط نظام الأسد وهو هدف مهم للسياسة الخارجية التركية وهدف شخصي مهم يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيقه. والهدف الثاني هو إضعاف النسخة السورية من حزب العمال الكردستاني وهو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري. فالأكراد يسيطرون على ثلاثة مناطق في شمال سوريا. حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري يرتبط قياديا وماليا بحزب العمال الكردستاني التركي.وتركيا لها بالتأكيد مصلحة أيضاً على الأقل في إضعاف تنظيم "داعش"، ولكن هذا الهدف يبقى بعيدا عن أولويات السياسة التركية مقارنة بالأهداف الأخرى التي ذكرتها. لذلك يُلاحظ أن تركيا تغض الطرف عن تسلل المقاتلين الأجانب وعمليات التهريب التي تحدث في الحدود الفاصلة بين سوريا وتركيا.

دولتان يتم ربطهما دائما بتنظيم "الدولة الإسلامية" هما المملكة العربية السعودية وقطر. هناك اتهامات بأنهما تمولان الإرهاب، وذلك منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا؟ ما رأيك في ذلك؟

المشكلة الكبرى في الحقيقة هي تركيا التي دعمت منذ سنة 2011 بالتعاون مع قطر مجموعات إسلامية متطرفة ومجموعات سلفية جهادية، منها جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا). هذه الاتهامات يجب أن تتوجه للأتراك وللقطريين. ولكن الأتراك والقطريين ورغم الانتقادات والاتهامات الموجهة لهم يبدو أنهم بدؤوا منذ نحو عام ونصف بدعم حليف آخر في سوريا، وهو تنظيم " أحرار الشام". وأعضاء تنظيم "أحرار الشام" ليسوا من الجهاديين الذين يحملون أجندات دولية، وإنما ينتمون للتيارات السلفية التي تحمل أجندات محلية. ويمكن وصفهم بطالبان سوريا. فهل إن دعم تنظيم "أحرار الشام" من قبل تركيا وقطر سياسة ذكية؟هذا موضوع آخر. يشار إلى أن تنظيم "أحرار الشام" لم يرد اسمه في قائمة المنظمات الإرهابية في أوروبا، وأنا أعتقد أنه يجب ضم هذا التنظيم للقائمة. ويجب أيضا حث تركيا وقطر على إنهاء سياستهما هذه بأسرع وقت.

سلفيون ألمان خلال إحدى المظاهرات في برلينصورة من: picture-alliance/dpa

أما السعودية فلها وضع آخر، فهي تدعم منذ سنة 2011 الجيش السوري الحر. وهذا يتوافق نوعا ما مع السياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية. ولا توجد إثباتات على دعم سعودي رسمي لجبهة النصرة أو لتنظيم " داعش". بل بالعكس، إذ تقف السعودية بموقف الضد من هذه التنظيمات منذ وقت طويل وتعمل بصورة جيدة جدا مع أوروبا، وتوافق اعتراضات الأوربيين على الموقف التركي. لذلك أعتقد أن الاتهام الموجه للسعودية بدعم تنظيم "داعش" خاطئ. المشكلة الكبرى في هذا الموضوع هي الكويت لأنه تتم فيها حلقات الوصل في عمليات تمويل المعارضة والثوار السوريين في منطقة الخليج، وهذه الأموال تأتي في الغالب من أموال غير حكومية.

هل علينا أن نتحدث من جديد مع الرئيس السوري بشار الأسد ؟ وهل علينا التعاون معه ضد تنظيم "داعش"؟

أعتقد وحسب التصريحات الأمريكية وكذلك الأوروبية في الأشهر الأخيرة أن هناك قبولا بأن يبقى الأسد حاكما لجزء من البلد. أنا باعتقادي لا يجب الذهاب بعيدا في هذا الاتجاه، وأن يُعطي الأسد الأمل من خلال التعاون معه. لأنه سيكون خطأً كبيرا، كالخطأ الذي وقعت فيه الدول الغربية والأوروبية في السابق بتعاونها مع أنظمة دكتاتورية منبوذة. لذلك أنصح بتجنب ذلك، حتى لا تخسر السياسية الغربية مصداقيتها في المنطقة.

من ناحية أخرى، ترى أغلب الدول أن تنظيم "داعش" يشكل خطرا أكبر من الخطر الذي يشكله نظام الأسد. ولكني أعتقد أنه لا يجب نسيان أن نظام الأسد تسبب في مقتل أكثر من 200 ألف شخص في سوريا في الأعوام الثلاثة الماضية، فيما تسبب تنظيم "داعش" بقتل عدد أقل من ذلك بكثير. نظام الأسد وتنظيم "داعش" كلاهما عدوان لنا ويجب محاربتهما.

غيدو شتاينبيرغ أستاذ للعلوم الإسلامية ويعمل باحثا في معهد الدراسات السياسية والأمنية في برلين. كان يعمل مستشارا في قضايا الإرهاب في مكتب المستشارية لغاية تشرين الأول/ أكتوبر 2005.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW