شتاينماير: ارتفاع نسب تأييد حزب "البديل" أمر "مثير للقلق"
٩ يوليو ٢٠٢٣
قال الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير إنه قلق من ارتفاع نسب تأييد حزب البديل (الشعبوي)، مؤكدا أن كل ناخب يتحمل مسؤولية فعله ومحذرا في الوقت نفسه من الاستمرار في دعم عمل "مثيري الخوف في هذا المجتمع".
إعلان
أعرب الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير عن قلقه حيال ارتفاع نسب تأييد حزب "البديل من أجل ألمانيا" في استطلاعات الرأي وحذر في الوقت نفسه من التصويت الاحتجاجي.
وفي المقابلة الصيفية مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (ZDF)، قال شتاينماير اليوم الأحد (التاسع من تموز/ يوليو):" كل ناخب يتحمل مسؤولية ما يفعله" مشيرا إلى أن هذا ينطبق أيضا على " تأييد حزب يسهم في إضفاء الطابع العنيف على السجالات".
وأضاف شتاينماير محذرا:" لا ينبغي علينا أن نستمر في دعم عمل مثيري الخوف في هذا المجتمع. ما نحتاجه ليس اقتصاد مثيري الخوف، بل اقتصاد من يحلون المشاكل. ولا يبدو الحال كما لو أننا ليس لدينا أحد من هؤلاء".
تجدر الإشارة إلى أن نسبة تأييد الحزب اليميني الشعبوي وصلت وفقا لاستطلاعات الرأي في الأيام الحالية إلى 20% لتضعه كثاني أقوى حزب في البلاد بعد الاتحاد المسيحي، أكبر حزب معارض في البلاد، ومتفوقا على حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي. واحتل الحزب صدارة قائمة أقوى الأحزاب في الوقت الراهن في كل من ولاية براندنبورغ وولاية تورينغن وولاية سكسونيا (كلها ولايات شرقية) والتي ستشهد انتخابات برلمانية في غضون أكثر من عام.
وأضاف شتاينماير:" نعم استطلاعات الرأي مقلقة، لكنها يجب ألا تؤدي بنا إلى أن نقوم تلقائيا بتصنيف كل سؤال نقدي على أنه سؤال شعبوي أو يميني متطرف".
وأعرب شتاينماير عن اعتقاده بأنه في حال أعرض قطاع كبير من الناخبين عن أحزاب الحكومة ولم يستفد أكبر حزب معارض من ذلك، فإن هذا الأمر يثير أسئلة " ويجب بالطبع على أحزاب الحكومة أن تسأل نفسها، وهذا ما تفعله حول ما إذا كانت تتبنى القضايا الصحيحة وما إذا كانت هناك قضايا تم استبعادها وما إذا كانت اختارت طريقة التواصل المناسبة وما إذا كانت هذه الأحزاب تظهر الوحدة التي يتوقعها الناخبون أم أن ما يظهر هو قدر أكبر من اللازم من الخلاف".
ع.أ.ج/ ع.خ (د ب ا)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)