شتاينماير: التفاوض حول القدس يجب أن يتم في إطار حل الدولتين
٢٨ يناير ٢٠١٨
في حوار لصحيفة "الغد" الأردنية، الرئيس الألماني يأمل بأن لا يستخدم القرار الأمريكي بشأن القدس ذريعة لمعاداة إسرائيل. في الوقت ذاته يؤكد على أن التفاوض حول القدس ينبغي أن يتم في إطار حل الدولتين.
إعلان
أكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن هناك أسبابا وجيهة جدا للتشكيك في "نظرية أن الاعتراف الأحادي بالقدس كعاصمة إسرائيل من شأنه المساهمة في ترسيخ السلام في الشرق الأوسط".
وأكد شتاينماير في مقابلة مع صحيفة "الغد" الأردنية نشرتها اليوم الأحد (28 يناير/ كانون الثاني 2018)، في إطار زيارته التي بدأها أمس للأردن وتستغرق يومين، أن الموقف الألماني في هذه المسألة "معروف" ومن أركانه "ضرورة الحفاظ على وضع الأماكن المقدسة وأن يتم التفاوض حول الوضع النهائي للقدس داخل إطار حل الدولتين".
في الوقت ذاته، أعرب الرئيس الألماني عن أمله من أن لا يتم اتخاذ القرار الأمريكي بشأن القدس ذريعة لـ"معاداة إسرائيل وممارسة العنف ضدها".
وحول العلاقات الألمانية الأردنية يقول شتاينماير إنها أضحت "وثيقة بشكل غير مسبوق"، مشيرا إلى أن ألمانيا تدعم الأردن حاليا بأكثر من مليار يورو، وأن الجامعة الألمانية الأردنية تعد أحد الأمثلة الأكثر تميزا للتعاون بين الجانبين.
وأشاد الرئيس الألماني بالأردن لاستقبالها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في الأعوام السابقة، موضحا أنه "بحق مجهود مبهر"، وأن بلاده "ستواصل دعم الأردن لتمكين هؤلاء اللاجئين من العيش في ظروف إنسانية".
بالصور.. "جمعة غضب" ضد قرار ترامب حول القدس
اعتبر اليوم "يوم غضب" ليس فقط في الأراضي الفلسطينية وإنما أيضا في دول عربية وإسلامية وحول العالم، مثل ألمانيا. حيث خرج المحتجون بالآلاف للتنديد بقرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. يوم الغضب الفلسطيني في صور.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
"يوم الغضب"
شهدت الأراضي الفلسطينية عقب صلاة يوم الجمعة (8 ديسمبر/ كانون الأول 2017) مظاهرات عارمة في مدن فلسطينية مختلفة. كما شارك مئات الآلاف من المتظاهرين في عدد من الدول العربية والإسلامية وحول العالم في الاحتجاج على قرار الرئيس ترامب بالاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Rimawi
مظاهرات أمام المسجد الاقصى
ومع انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى شق المصلون طريقهم صوب أبواب البلدة القديمة مرددين هتافات مثل "القدس لنا.. القدس عاصمتنا". وكانت إسرائيل قد نشرت المئات من ضباط الشرطة عقب الدعوات الفلسطينية إلى الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Gharabli
قنابل الغاز في مواجهة المتظاهرين
وفي الخليل وبيت لحم ونابلس ألقى عشرات من الفلسطينيين الحجارة على الجنود الإسرائيليين، الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Coex
جرحى بالمئات
وأسفرت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين عن مقتل فلسطينيين وإصابة نحو 700 آخرين الجمعة في مواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن "جمعة الغضب" نصرة للقدس. وقالت مصادر فلسطينية إن شابا (30 عاما) قتل جراء إصابته بعيار ناري من قوات إسرائيلية المتمركزة خلف السياج الفاصل شرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
صورة من: Reuters/I. A. Mustafa
الأردن
وتابع اللاجئون الفلسطنيون في المخيمات بالأردن الأربعاء الماضي خطاب الرئيس الأمريكى، الذي أعلن فيه الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وشارك اليوم الجمعة أكثر من 20 ألف شخص في مظاهرة عقب الصلاة، من أمام المسجد الحسني الكبير وسط عمان. كما نفذ العشرات وقفة احتجاجية عصر الجمعة قرب السفارة الأمريكية وسط اجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Reuters/M. Hamed
العراق
في بغداد، تظاهر مئات العراقيين في مدينة الصدر شرق العاصمة، بعدما أقاموا صلاة الجمعة في الشارع. كما شهدت العديد من المناطق العراقية مظاهرات نددت بقرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس. وهتف المتظاهرون بشعارات تطالب ترامب بسحب قراره، معتبرينه أمراً يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة كلها.
صورة من: Reuters/E. al-Sudani
لبنان
وشهد المسجد الأموي في بعلبك اعتصاما بعد صلاة الجمعة، تلبية لدعوة مشتركة من مفتي بعلبك الهرمل و"تيار المستقبل"، بمشاركة فاعليات دينية وهيئات من المجتمع المدني. كما نفذ شباب طرابلس اعتصاماً. وخرج الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات مدينة صور في مسيرات غضب، ورددوا شعارات وهتافات شجب للقرار الامريكي وما أسموه "الصمت العربي". يذكر أن نحو400 ألف لاجئ فلسطيني متواجدون في 12 مخيماً في أنحاء لبنان.
صورة من: DW/A.Vohra
مصر
في مصر تظاهر المئات في ساحة الجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة، وردد المتظاهرون الهتافات المناهضة للقرار الأمريكي، وأكدوا على ضرورة تكاتف الدول العربية والإسلامية ضد العدوان الإسرائيلي وضد القرار الأمريكي وتنفيذ مقاطعة تجارية واقتصادية للولايات المتحدة.
صورة من: Reuters/M. A. E. Ghany
تونس
وفي تونس استمرت المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي. وانطلقت مسيرة حاشدة ضمت الآلاف من أمام مقر الاتحاد التونسي للشغل، أكبر النقابات العمالية في تونس، في وسط العاصمة تونس شاركت فيها أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني ومحامون وقضاة وطلاب مدارس وجامعات وجابت شارعي الحبيب بورقيبة ومحمد الخامس أكبر شوارع العاصمة وسط إجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Reuters/Z. Souissi
تركيا
وخرج آلاف الأشخاص عقب صلاة الجمعة في إسطنبول في مسيرة من مسجد الفاتح وسط المدينة التركية حيث هتفوا "القدس لنا وستبقى كذلك". ويُذكر أن تركيا وإسرائيل قد أعلنتا العام الماضي انتهاء أزمة بينهما تسبب فيها اقتحام وحدة من القوات الإسرائيلية سفينة مساعدات كانت متوجهة نحو غزة في 2010، ما أسفر عن مقتل عشرة نشطاء أتراك.
صورة من: Reuters/O. Orsal
إيران
كما تظاهر إيرانيون في أنحاء مختلفة من البلاد، وأذاع التلفزيون الرسمي في إيران لقطات لمتظاهرين يتحركون في مسيرة ويهتفون "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" ويرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "القدس للمسلمين". وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن متظاهرين في عدة مدن أحرقوا دمى تمثل ترامب.
صورة من: picture-alliance/AA/Stringer
برلين
وشهدت برلين مظاهرة احتجاجاً على إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتجمع الجمعة حوالي 1200 شخص أمام بوابة براندنبورغ بالعاصمة الألمانية. ولوح المحتجون، الذين احتشدوا قرب السفارة الأمريكية ببرلين بالعديد من الأعلام الفلسطينية. وقالت الشرطة إن المسيرة مرت دون إزعاج كبير. وأمنت مكان المسيرة بـ 450 من رجالها. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Getty Images/S. Gallup
12 صورة1 | 12
"الديمقراطية والاستقرار ليسا وجهي تضاد"
وحسب شتاينماير، فإن الأردن "أحد أعمدة الاستقرار القليلة في المنطقة... خاصة في ظل كونه جارا لكل من العراق وسوريا والسعودية وإسرائيل والأراضي الفلسطينية".
وعما إذا كان يتفق مع رأي بعض الخبراء الذين يقولون إن للأمن الأولوية قبل نشر الديمقراطية في منطقة تسودها الحروب الداخلية والفوضى، قال شتاينماير :"لقد مرّ بلدي بتجربة تاريخية محورية أظهرت لنا أن
الديمقراطية والاستقرار ليسا وجهي تضاد. بل بالعكس: لا يستطيع أن يبقى مستقرا على المدى الطويل إلا المجتمع الحر الذي يقوم مواطنوه بتشكيله، والذي يترك بدوره مساحة لهم كي تترعرع تخيلاتهم وقدراتهم ورغباتهم الشخصية". واستطرد :"بالطبع يتمتع الأمن بأهمية كبيرة. فالأمن أحد الاحتياجات الأساسية للإنسان وضمانها يعد أحد أهم مسؤوليات أي دولة. لكن تحقيق الأمن عن طريق تقييد الحريات الأساسية هو طريق خاطئ على المدى الطويل".
الملاحقون سياسيا والباحثون عن حياة اقتصادية أفضل
وتعليقا على الجدل الدائر في المجتمع الألماني حول الهجرة، قال"...الأمر الحاسم في رأيي هو أن نوفي بالتزاماتنا: الملاحقون سياسيا يتمتعون بحق اللجوء أو الحماية وفقا لمعاهدة جنيف حول اللاجئين. كذلك يحق
للاجئين القادمين من مناطق حروب أهلية الحصول على الحماية".
وأضاف أن "البحث عن حياة اقتصادية أفضل، حتى وإن كان دائما حافزا مشروعا على المستوى الشخصي، فهو لا يبرر نفس الحق في الإقامة في ألمانيا. ويجب علينا معاودة أخذ هذه التفرقة على محمل الجد لضمان حق المضطهدين سياسيا أيضا في المستقبل. لا يجب أبدا أن نقابل معاناة الناس بلا مبالاة. ولكن حق الإقامة في ألمانيا أو أوروبا لا يترتب على كل حالات الضيق".