أعلن وزير الخارجية الألماني، فرانك-فالتر شتاينماير، أثناء مشاركته اليوم، 26 كانون الثاني/يناير 2007، في اجتماع لممثلي دول حلف الناتو في بروكسل أن "الحكومة والبرلمان الألماني (بوندستاغ) سيبتان في وقت لاحق في طلب الناتو" المتعلق بتزويد قوات الناتو بطائرات استطلاعية ألمانية من نوع تورنادو لاستخدامها في مهام عسكرية في جنوب أفغانستان. وتأتي تصريحات الوزير كمحاولة منه لتلافي الضغط المتزايد على ألمانيا لرفع مستوى مشاركتها العسكرية في أفغانستان. ويشارك وزير الخارجية الألماني اليوم في هذا الاجتماع دون أن يكون في جعبته موافقة حكومية أو برلمانية على طلب الناتو.

وتعتمد مشاركة ألمانيا العسكرية في أفغانستان على قرار برلماني يحدد نطاق مهمة الجيش الألماني بشمال أفغانستان الهادئ نسبيا من الناحية الأمنية. وحسب هذا القرار الذي صدر قبل شهور فإنه لا يسمح للقوات الألمانية بالانتشار في مناطق أخرى من أفغانستان إلا في حالات الضرورة التي تطلب مساعدة عسكرية فورية.

وكانت أطراف في الحكومة الألمانية تحاول في الفترة الأخيرة تجنب استصدار قرار برلماني جديد يسمح بإرسال طائرات التورنادو إلى جنوب أفغانستان، إلا أن المعارضة وأطراف حكومية أخرى ضغطت باتجاه إلزام الحكومة بالرجوع إلى البرلمان للبت في هذا الشأن.

ويسعى الناتو حاليا لتعزيز تواجده العسكري في أفغانستان استعداداً لفصل الربيع القادم الذي يتوقع أن يشهد تصعيداً في هجمات قوات طالبان الأفغانية ضد قوات الناتو والقوات الأفغانية الحكومية خصوصا في جنوب أفغانستان.

وعود بزيادة المساعدات المدنية

على صعيد آخر أعلن شتاينماير خلال اجتماع الناتو أن ألمانيا ستزيد مشاركتها في الاعمار المدني في شمال أفغانستان. كما وعدت وزير الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، خلال الاجتماع بتخصيص 8،2 مليار يورو إضافية لدعم جهود الإعمار في أفغانستان.

واتفق سكرتير عام حلف الناتو، جان ديهوب شيفر، في تصريحات له مع شتاينماير في الرأي، حيث دعى إلى تبني "نهج متكامل يشمل عناصر مدنية وعسكرية" لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.