1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شتاينماير الى القاهرة وسط تساؤلات عن دور بلاده في الحرب على العراق

عبده جميل المخلافي١٨ يناير ٢٠٠٦

وزير الخارجية الألماني يختصر زيارته للقاهرة الى يومين فقط ليعود بعد غد الجمعة الى برلين للمشاركة في جلسة مساءلة برلمانية حول تعاون المخابرات الألمانية مع الأمريكية في الحرب على العراق. تساؤلات حول مصداقية ألمانيا عربيا.

شتاينماير مع الرئيس المصري صباح اليومصورة من: dpa - Report

في أول زيارة يقوم بها مسؤول ألماني رفيع المستوى إلى الشرق الأوسط بعد تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة في مستهل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توجه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد ظهر اليوم الأربعاء إلى العاصمة المصرية في زيارة تستغرق يومين يلتقي من خلالها بالرئيس المصري محمد حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وحسب برنامج الزيارة، فإن المسؤول الألماني سيزور معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يستضيف في دورة هذا العام ألمانيا وثقافتها. وقبل بدء الزيارة بيوم واحد، فاجأ المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية المراقبين بالإعلان أن شتاينماير اختصر زيارته للمنطقة الى يومين بدلا من أربعة أيام، عازيا ذلك إلى أن الوزير الألماني سيحضر الجمعة المقبل (20.01.06) اجتماعا تعقده لجنة التحقيقات البرلمانية بخصوص دور شعبة المخابرات الألمانية الخارجية (بي إن دي) في الحرب على العراق واحتمال تقديم الجهاز المخابراتي معلومات لأجهزة المخابرات الأمريكية عن أهداف قصفها الجيش الأمريكي أثناء الحرب. وعن زيارة المسؤول الألماني لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين يغر إن هدف هذه الزيارة هو "التأكيد للعالم العربي على الأهمية العالية التي توليها ألمانيا له ولموضوع التبادل الثقافي معه." ومن الجدير بالذكر أن الزيارة التي تأتي تمهيدا لجولة ستقوم بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمنطقة الشرق الأوسط يُنظر إليها كمواصلة للسياسة الألمانية في الشرق الأوسط والتي بدأتها حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر.

هذا وقد أجل شتاينماير زيارته لكل من إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية والأردن التي كانت على أجندة جولته. وأعلن في برلين أن وزير الخارجية سوف يتابع هذه الجولة في وقت لاحق، لأن الاجتماع المشار إليه اضطره للعودة الى برلين. وعلى الصعيد الداخلي، كثفت المعارضة الألمانية الضغوط على وزير الخارجية الحالي، مطالبة إياه بالاستقالته في حال ثبوت صحة تعاون المخابرات الألمانية مع الجانب الأمريكي في العراق. من جانبه رفض شتاينماير هذه الدعوات، قائلا إن الأمر "غير مطروح للنقاش." يذكر أن شتاينماير كان أحد أقطاب الحكومة السابقة وأشرف على عمل جهاز المخابرات الألمانية من خلال عمله كرئيس لديوان المستشارية الألمانية أثناء حكم المستشار جيرهارد شرودر لألمانيا.

دور محتمل للمخابرات الألمانية في العراق؟

هل كانت المخابرات الالمانية تمد يد المساعدة للجيش الامريكي في العراق؟صورة من: AP

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن تعاون بين أجهزة المخابرات الألمانية والجيش الأمريكي أثناء الحرب على العراق وهو ما يتعارض ـ في حالة ثبوته ـ مع التوجه العام والموقف المعلن للحكومة الألمانية السابقة بخصوص الحرب. ووفقا لهذه التقارير، يُتهم جهاز المخابرات الألمانية (بي إن دي) بتقديم المساعدة للجيش الأمريكي في تحديد أهداف منها مدنية في العراق. ونفى مسئولو المخابرات ووزارة الخارجية الألمانية ذلك التعاون. وفي الوقت ذاته اقروا بأن عناصر من مخابراتهم كانت في العراق وقدمت معلومات عن مواقع مدنية لتفادي استهدافها وقصفها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن يغر إن عملية نقل المعلومات تندرج في إطار "تبادل منتظم للمعلومات مع الجانب الامريكي." وأضاف "في هذا الإطار واستنادا الى معلومات ميدانية محددة نقل هؤلاء معلومات لتفادي تعرض مؤسسات مدنية مثل المدارس والحضانات والمستشفيات لهجمات عن طريق الخطا". وذكر المتحدث في الوقت نفسه أن حكومة شرودر رفضت رفضا باتا مشاركة الجنود الألمان في العمليات العسكرية وان ذلك كان "خطا احمر"، حسب تعبيره. وتزداد الضغوط على مسؤلين في الحكومة السابقة وعلى رأسهم وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر ووزير الدفاع بيتر شتروك.

ماذا عن مصداقية ألمانيا؟

يودو شتاينباخ، مدير معهد الشرق في هامبورجصورة من: dpa

من الغريب أن هذه القضية لم يكن لها أي صدى أو ردود أفعال في العالم العربي سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي. كما أن وسائل الإعلام العربية لم توليها اهتماما كبيرا. وكانت السلطات الألمانية تخشى من أن تقود هذه القضية الى تشويه صورة ألمانيا في العالم العربي لاسيما بعد أن وقفت برلين موقفا معارضا للحرب على العراق ورفضت المشاركة فيها، معرضة علاقاتها مع واشنطن إلى الفتور. وكانت حكومة شرودر قد حظيت لهذا السبب باحترام كبير لدى الرأي العام العربي. وفي هذا السياق، قال أودو شتاينباخ، مدير معهد الشرق في هامبورج في حديث مع DW-World إنه ما دامت القضية ليست واضحة تماما حتى الان، فإنها لن تحظَ باهتمام العالم العربي وستظل قضية ألمانية داخلية. وأضاف أن صورة ألمانيا التي كونها العالم العربي أثناء الحرب على العراق لن تتأثر كثيرا، حسب تعبير الخبير الألماني.

في الوقت ذاته، أشار شتاينباخ إلى موضوع آخر يعتقد أنه قد يثير حفيظة العرب تجاه ألمانيا وربما يؤثر على صورتها ومصداقيتها. ويتمثل هذا الموضوع في وعد الحكومة الألمانية السابقة، في أواخر أيامها، إسرائيل ببيعها غواصات قادرة على حمل رؤوس نووية. وتابع الخبير بالقول إن هذه الصفقة قد تكون محور حديث مع وزير الخارجية الألماني أثناء زيارته للمنطقة. وعزا الخبير ذلك إلى كون هذه الغواصات قادرة على حمل رؤوس نووية وإصابة الهدف عن بعد. في هذا السياق ختم مدير معهد الشرق بالقول إن الصفقة من شأنها أن "تشكل مصاعب لألمانيا في لعب دور الوسيط بين المجتمع الدولي وإيران في النزاع حول الملف النووي مع طهران وكذلك اقناع العالم والعرب بلعب دور وساطة في الصراع العربي الاسرائيلي."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW