شتاينماير: بناء جدار برلين "كان يوما مصيريا لنا وللعالم"
١٣ أغسطس ٢٠٢١
تحيي ألمانيا الذكرى الـ 60 لتشييد جدار برلين الذي قسم ألمانيا وكان رمزا رئيسيا للحرب الباردة وانقسام أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. رئيس ألمانيا اعتبر أن الجدار كان "علامة" على وجود دولة "دون شرعية في نظر مواطنيها".
إعلان
تحيي ألمانيا اليوم الجمعة (13 آب/ أغسطس 2021) الذكرى الستين لتشييد جدار برلين، الذي قسم الدولة رسميا إلى نظامين سياسيين متنافسين وأدى إلى مقتل حوالي 140 شخصا خلال محاولتهم الفرار إلى الغرب من النظام الشيوعي في الشرق.
وأقيمت في العاصمة برلين صباح الجمعة (13 آب أغسطس 2021)، مراسم إحياء الذكرى الستين لتشييد الجدار بحضور رئيس الدولة فرانك فالتر شتاينماير، الذي ألقى كلمة وصف فيها الجدار الذي فرق الألمان "علامة لا لبس فيها على وجود دولة ظالمة ليست ذات سيادة ولا شرعية في نظر مواطنيها"، مضيفا أنه "كان بمثابة بداية النهاية - والتي كانت رغم ذلك طويلة للغاية".
وشيّد الجدار في مثل هذا اليوم من عام 1961، الذي كان يوما "مصيريا لنا نحن الألمان وللعالم - فهو يوم دمّر الأحلام والآمال، وفرقّ الأطفال عن الآباء، والأحفاد عن الأجداد، وتدخل بشكل مؤلم وموجع في حياة عدد لا يحصى من الأفراد"، يقول شتاينماير.
حماية الجدار بأي ثمن ـ جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية
42:31
وتابع: "في البداية كانت هناك كذبة - واستمرت في كلمة "الجدار الوقائي المضاد للفاشية"... "لكن تم بناؤه من قبل دولة اضطرت إلى حبس مواطنيها في بلدها حتى تستمر في البقاء لفترة طويلة". وتابع بأن جدار برلين كان في الواقع بمثابة إقرار "بأنه حتى مواطنو الدولة لم يعترفوا حقا بها".
ودعا شتاينماير المواطنين إلى عدم التوقف عن تذكر الجدار، مضيفا أن ذلك يمثل تحد مستمرا، وقال: "الحرية والديمقراطية لا تمنحهما الطبيعة أبدا،
ولا تتحققان مرة واحدة وإلى الأبد. يجب النضال من أجل الحرية والديمقراطية، وأيضا حمايتها والدفاع عنها والحفاظ عليها. الحرية والديمقراطية بحاجة إلى التزام حاسم وشغف"، موضحا أن ذلك يبدأ بالمشاركة في انتخابات ديمقراطية، وقال: "يجب أن يفكر الجميع في الجدار عندما يُجرى انتخاب البرلمان الألماني الجديد قريبا". (ستُجرى في 26 أيلول/سبتمبر المقبل)
"شريط الموت"
في ليلة 13 آب/أغسطس 1961، بدأ جنود ألمانيا الشرقية التحركات لبناء ما وصفته السلطات الشيوعية آنذاك بـ"الجدار الوقائي المضاد للفاشية" عندما وضعوا أكثر من 48 كيلومترا من الأسلاك الشائكة وسط برلين، سرعان ما تحول إلى رمز رئيسي للحرب الباردة وانقسام أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
هكذا كان الخطر محدقا بمن حاول عبور شرق برلين إلى غربها
04:49
This browser does not support the video element.
وأُقيمت أبراج الحراسة للإشراف على ما يسمى بشريط الموت بين الجزء الغربي والجزء الشرقي من ألمانيا، مع منع مواطني ألمانيا الشرقية بشكل أساسي من السفر إلى الغرب. ونجح حوالي 5 آلاف شخص في الهرب.
وجاء بناء جدار برلين أيضا بعد تدفق مستمر لمواطني ألمانيا الشرقية إلى الغرب خلال السنوات الـ 12 الأولى من تأسيس الدولة الموالية لموسكو عام 1949، إلى أن تمّت إزالته أخيرا من خلال ثورة شعبية في الشرق في تشرين ثان/ نوفمبر 1989، ما مهد الطريق لحدث توحيد ألمانيا التاريخي.
و.ب/ع.ج.م ( د ب أ)
بالصور.. العاصمة برلين قبل الوحدة الألمانية وبعدها
مثلما كانت برلين رمزاً لألمانيا المقسمة، ومسرحاً للمعاناة والحرب الباردة، أصبحت رمزاً للوحدة الألمانية. نأخذكم هنا في جولة مصورة على معالم المدينة، قبل إعادة التوحيد وبعدها مع اقتراب الذكرى الـ 30 لإعادة توحيد ألمانيا.
بوابة براندنبورغ
أحد أشهر معالم العاصمة برلين. كانت البوابة التي بُنيت عام 1791، علامة على الحدود بين برلين الشرقية والغربية في سنوات الانقسام. كانت تقع خلف الخط الحدودي مباشرة في الشطر السوفييتي من المدينة، ولم يكن الوصول إليها متاحاً للناس. لكن في خريف 1989 لم تعد الحدود قائمة، لتعجّ ساحة البوابة منذ ذلك الحين بالناس الذين يأتون من دول أخرى أيضاً لرؤية البوابة الشهيرة.
سجن "هوهن شون هاوزن" التذكاري
حتى عام 1989 كان سجن "هوهن شون هاوزن" "سجن التحقيقات المركزي التابع لجهاز أمن الدولة" في ألمانيا الشرقية، حيث كان يتم زج السجناء السياسيين وتعذيبهم جسدياً ونفسياً. كان مجمع مباني السجن -بأسواره العالية- سرياً ولم يكن يظهر على أي خريطة للمدينة. بعد إعادة التوحيد، تم إغلاق السجن ليتم فتحه بعد بضع سنوات كموقع تذكاري للزوار.
جدار برلين
لمدة 28 عاماً قسّم جدار برلين المدينة إلى شطرين، شرقي وغربي. قُتل العديد من الأشخاص أثناء محاولة عبور الحدود التي كانت تمتد على طول 167.8 كيلومتراً. وحتى الآن ما يزال عدد القتلى غير معروف. "معرض الجهة الشرقية" هو أطول بقايا جدار برلين، وتم الرسم عليه من قبل العديد من الفنانين المحليين والعالميين في عام إعادة التوحيد.
صورة من: Eberhard Klöppel;Lukas Schulze/dpa/picture alliance
لينين في "فريدريتش هاين"
كان هذا التمثال العالي للينين، الذي بلغ ارتفاعه 19 متراً والمصنوع من الغرانيت، منصوباً في منطقة فريدريتش هاين في برلين بين عامي 1970 و1991. حضر حفل إسدال الستار عن التمثال 200 ألف شخص، وفي مقدمتهم رئيس وزراء "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" فالتر أولبريشت. وبعد انهيار الشيوعية في أوائل التسعينات، أُزيل التمثال. اليوم تسمى "ساحة لينين" السابقة "ساحة الأمم المتحدة".
من "قصر الجمهورية" إلى "قصر برلين"
كان "قصر الجمهورية" مركز السلطة في "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" ومقر مجلس الشعب ومقر عقد مؤتمرات حزب الوحدة الاشتراكي الحاكم. تم افتتاح القصر عام 1976 واستغرق بناؤه 32 شهراً. بين عامي 2006 و2008، تم هُدم القصر الذي كان يُعرف أيضاً بـ "متجر أنوار إريش هونيكر (أمين عام الحزب الحاكم)"، لكثرة الكنوز التي كان يحويها. وفي مكان القصر، أعيد بناء قصر برلين التاريخي مع منتدى هومبولت.
متاجر "إنترشوبس"
"إنترشوبس" كان اسم سلسلة متاجر في "جمهورية ألمانيا الديمقرطية"، لم تكن تقبل سوى العملات الأجنبية عند الدفع، ولذلك لم يكن العديد من المواطنين قادرين على شراء السلع التي كانت تبيعها هذه المتاجر. تم افتتاح متاجر "إنترشوبس" الأولى عند محطة القطارات "فريدريتش شتراسه" في برلين الشرقية، كما تظهر في الصورة. اليوم حلت مكانها محلات تجارية أخرى.
أماكن اللعب
كانت سقالات التسلق المعدنية (يسار الصورة) موجودة في كل أماكن اللعب تقريباً في ألمانيا الشرقية. اليوم سقالات التسلق مصنوعة من حبال سميكة، ولا تلحق أيّ أذى بالأطفال إذا اصطدموا بها أثناء اللعب. يمكنك مشاهدة المزيد من صور برلين قبل إعادة التوحيد وبعدها عبر البحث عن هاشتاغات #GermanyThenNow #BerlinThenNow على الفيسبوك.
فندق "إنترهوتيل ميتروبول"
تم افتتاح الفندق الذي كان مكوناً من 13 طابقاً في شارع "فريدريتش شتراسه" عام 1977. العديد من رجال الأعمال والدبلوماسيين والمشاهير أقاموا في هذا الفندق. بالنسبة لمعظم مواطني "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" الذين لم تكن لديهم عملات أجنبية، لم يكن من الممكن الإقامة في هذا الفندق. أما اليوم فبات يوجد فندق تابع لسلسلة "ماريتيم" مكان "إنترهوتيل ميتروبول"، ويمكن للجميع الإقامة فيه، لكن بأسعار باهظة!
متجر "كاوفهاوس ديس فيستنس"
متجر "كاوفهاوس ديس فيستنس" (Kaufhaus des Westens)، الذي يعرف أيضاً بالاسم المختصر "KaDeWe"، هو أشهر متجر في ألمانيا، بمساحة تبلغ 60 ألف متر مربع، وثاني أكبر متجر في أوروبا بعد "هارودز" في لندن. تم افتتاح المتجر الفاخر عام 1907، وتعرض للاحتراق بشكل كامل تقريباً في الحرب العالمية الثانية. أما الآن، فالمتجر الواقع في برلين الغربية يجذب السكان المحليين والسياح ومحبي السلع الفاخرة. راينا بروير/م.ع.ج