شتاينماير: لا يوجد حل سياسي لسوريا وسط طوفان القنابل
٢٣ سبتمبر ٢٠١٦
وجه اليوم وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مناشدة إلى روسيا بممارسة نفوذها على الرئيس السوري بشار الأسد فيما يتعلق بتطبيق الهدنة في سوريا.
إعلان
وقال شتاينماير اليوم الجمعة(23 أيلول/سبتمبر 2016) في كلمته السنوية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "على سلاح الجو التابع للأسد أن يوقف غاراته، وهنا أرى المسؤولية في تطبيق ذلك يقع أيضا على عاتق موسكو". وأضاف شتاينماير قائلا: "فإذا لم نوفق في هذا الأمر فلن تنجح أية جهود لإيجاد حل سياسي وسط طوفان القنابل".
يذكر أن جهود دولية قد أخفقت في تطبيق الهدنة التي تفاوضت بشأنها كل من الولايات المتحدة وروسيا.
وأوضح شتاينماير قائلا: "اليوم لا يمكن للوضع أن يكون أكثر خطورة من الحالة الراهنة"، مضيفا أنه في الوقت الذي يتسابق فيه العالم إلى إقرار هدنة تواصل قنابل الأسد تحويل حلب إلى أطلال.
وجدد شتاينماير دعوته الخاصة بمنع الطيران الحربي من التحليق في سماء سوريا لعدة أيام وذلك لإفساح المجال أمام الدبلوماسية في مواصلة جهودها من اجل تثبيت هدنة أكثر تماسكا ولإعطاء منظمات الإغاثة فرصة حقيقة لتزويد المناطق المحاصرة بالمواد الغذائية والطبية.
وواصل شتاينماير القول: "هذا يوضح أكثر كيف أن نظام الأسد لا يمكنه ولا يصح أن يسمح له بتقرير مستقبل سوريا". وأعرب شتاينماير عن تأييده لمواصلة استخدام "قوة الدبلوماسية".
وطالب شتاينماير بتأييد ألمانيا في ترشحها لمقعد غير دائم بمجلس الأمن خلال دورة 2019 /2020 للأمم المتحدة.
ح.ع.ح/ع.ج(د.ب.ا)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".