شتاينماير في موقع هجوم هاله ووزيرة العدل تصفه "بالإرهابي"
١٠ أكتوبر ٢٠١٩
كرر الرئيس الألماني والمستشارة أنغيلا ميركل إدانتهما الشديدة للهجوم على كنيس يهودي في هاله، والذي وصفته وزيرة العدل بأنه "إرهابي ومعاد للسامية". وقد تولى المدعي العام الاتحادي التحقيق في الهجوم ويتهم المشتبه به بالقتل.
إعلان
دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير جميع مواطني بلاده إلى التضامن مع المواطنين اليهود في أعقاب الهجوم الذي استهدف الكنيس اليهودي بمدينة هاله أمس الأربعاء. وقال شتاينماير اليوم الخميس (10 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) لدى زيارته لموقع الهجوم: "هذا يوم خزي وعار"، مؤكدا أن إدانة مثل هذا "الهجوم الجبان" لا تكفي.
وشدد الرئيس الألماني على أنه لابد من تحمل المسؤولية واتخاذ موقف واضح، مؤكدا أنه يتعين على الأشخاص الذين التزموا الصمت حتى الآن، الحديث الآن، وأكد أنه على يقين بأن أغلبية المواطنين يرغبون في حياة يهودية في ألمانيا، وقال: "يتعين علينا إظهار ذلك-وليس فقط في هذه الأيام".
وتوجه شتاينماير اليوم لزيارة الكنيس في مدينة هاله حاملا إكليلا من الزهور، وبرفقته راينر هاسلوف، رئيس حكومة ولاية سكسونيا-أنهالت بشرق ألمانيا التي تقع فيها مدينة هاله.
من جانبها دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى استخدام جميع الأدوات الدستورية ضد التطرف اليميني ومعاداة السامية. وقالت ميركل في مدينة نورنبرغ، اليوم الخميس: "لا تسامح على الإطلاق في هذا الشأن". وأضافت أنها، مثل الملايين، أصيبت "بصدمة واكتئاب" بسبب هجوم هاله، وقالت إنها تشاطر أسر الضحايا وأصدقاءهم حزنهم، مضيفة: "نجونا بالكاد من هجوم مروع استهدف الناس في الكنيس اليهودي. كان من الممكن أن يكون هناك عدد أكبر كثيرا من الضحايا".
"هجوم إرهابي معاد للسامية"
أما وزيرة العدل الألمانية، كريستينه لامبريشت، فوصفت الاعتداء بأنه "هجوم إرهابي"، نفذه "شخص واحد" من اليمين المتطرف. وقالت الوزيرة، بمدينة كارلسروه اليوم إن الجاني نفذ الهجوم لأسباب ذات صلة بمعاداة السامية والتطرف اليميني.
وفي حيثيات الهجوم أعلن المدعي العام الألماني أن المحققين عثروا على أربعة كيلوغرامات من المتفجرات وكثير من الأدوات ذات الصلة بها، في سيارة المشتبه به في هجوم هاله. وأوضح المدعي العام، بيتر فرانك، بمدينة كارلسروه اليوم أن منفذ الهجوم الألماني "شتيفان ب"، يواجه اتهامات بقتل شخصين ومحاولة القتل في تسع حالات أخرى.
وذكرت مصادر أمنية أن المشتبه به، تلقى العلاج في مستشفيين جراء تعرضه لطلق ناري. وقالت المصادر إنه أصيب بطلق في الرقبة. وكان المشتبه به قد حاول أمس الأربعاء تنفيذ مذبحة بين عشرات المصلين في كنيس يهودي بمدينة هاله. وقالت دوائر أمنية إنه أراد اقتحام الكنيس لتنفيذ هذا الهدف، ولكنه فشل في ذلك.
ع.ج/ أ.ح (د ب أ)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.