دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الشركاء الأوروبيين لإبداء مزيد من التضامن في مواجهة أزمة اللاجئين. والنائب الهولندي اليميني فيلدرز يؤيد غلق الحدود ويصف تدفق المهاجرين ب"الغزو الاسلامي".
إعلان
طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالمزيد من التضامن من الشركاء في الاتحاد الأوروبي في مواجهة أزمة اللجوء. وقال شتاينماير اليوم الثلاثاء(10 نوفمبر تشرين الثاني 2015) في برلين: "إن الحق في اللجوء ليس أحد الحقوق الأساسية الألمانية فحسب، ولكنه -إذا ما كنت اتذكر بشكل صحيح- يعد أحد القيم الأساسية الأوروبية". وأشار إلى أنه لا يمكن أن يستمر الأمر أن تستقبل أربع أو خمس دول فقط من الاتحاد الأوروبي 90 بالمائة من اللاجئين.
وأكد وزير الخارجية الألماني أن هناك حاجة لقاعدة ملزمة لتوزيع اللاجئين وتحسين المراقبة على الحدود الخارجية للاتحاد، معربا عن تفاؤله في أن الاتحاد الأوروبي سوف يتغلب على أزمة اللجوء في مؤتمر بحث السياسية الخارجية، واستدرك قائلا: "ولكن الأمر يتطلب المزيد من الحسم ليس -من جانب بروكسل- إنه يتطلب المزيد من الحسم من جانب الدول الأعضاء للتوصل لإدارة مشتركة للأزمة".
وفي الوقت ذاته شدد وزير الخارجية الألماني على ضرورة التوصل إلى "التوازن السليم بين الإنسانية والتضامن"، وأيد مجددا توثيق التعاون مع تركيا.
فيلدرز يدعو إلى غلق حدود هولندا
وعلى صعيد الجدل في الدول الأوروبية حول تدفق اللاجئين على القارة العجوز، أعلن النائب اليميني الشعبوي الهولندي غيرت فيلدرز في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس انه لو كان القرار بيده لاغلق حدود بلاده أمام "الغزو الاسلامي" الناجم عن تدفق مئات آلاف المهاجرين إلى اوروبا.
ومع تنامي شعبية "حزب الحرية" اليميني المتطرف الذي ينتمي إليه في ظل أكبر أزمة للاجئين تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يتطلع فيلدرز لتولي رئاسة حكومة هولندا في انتخابات العام 2017.
جدران عازلة وأسلاك شائكة - واقع مر في العديد من الدول
في مثل هذا اليوم بالذات، وقبل 26 عاما، سقط الجدار الذي كان يقسم ألمانيا إلى شطرين: شرقي وغربي، غير أن مثل تلك الأسيجة لاتزال تشكل واقعا مرا في العديد من مناطق العالم: أمثلة على ذلك في جولة مصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عندما بدء تدفق سيل اللاجئين إلى أوروبا قامت المجر في الصيف الماضي بإنشاء سياج على طول الحدود مع كرواتيا، علما أن كلا البلدين عضوان في منطقة دول شينغن التي تم إلغاء المراقبة على حدودها منذ سنوات طويلة. أغلب اللاجئين القادمين عبر طريق البلقان يودون مواصلة الطريق إلى النمسا وألمانيا.
صورة من: DW/V. Tesija
حول المدينتين سبتة ومليلة، الواقعتين على ساحل شمال إفريقيا، قامت أسبانيا ببناء أسيجة يبلغ ارتفاعها ستة أمتار ، حيث زودت بأسلاك شائكة وكاميرات وأجهزة ترصد كل حركة أو صوت في محيطها. وتهدف تلك الإجراءات إلى صد اللاجئين الأفارقة الذين يأملون في حياة أفضل في أوروبا.
صورة من: Getty Images
ما يسمى بـ"الخط الأخضر" في جزيرة قبرص هو عبارة عن أسلاك شائكة وأبراج مراقبة وبقايا أسيجة. هذا الخط، الذي يمتد على طول 180 كليومتر ويحرسه آلاف الجنود، يفصل الجزيرة إلى جزء تركي في الشمال وآخر يوناني في الجنوب. بعد سقوط جدار برلين الفاصل فإن العاصمة نيقوسيا،هي العاصمة الوحيدة في العالم، المقسمة حاليا إلى شقين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R.Hackenberg
بشكل دائم ودون انقطاع يقوم نحو 20 ألف شرطي من حرس الحدود الأمريكي بحراسة الحدود التي تفصل الولايات المتحدة عن المكسيك. هذه الحدود التي تسمى ب"حائط تورتيلا" (نسبة إلى أكلة التورتيلا المكسيكية") تمتد على طول 1126 كليومترا. وهي مزودة بأجهزة فيديو وكاميرات حرارية لرصد اكل تحرك هناك، كما تساهم طائرات بدون طيار في صد الهجرة غير الشرعية وأعمال تهريب المخدرات.
صورة من: dpa
لا يمكن عبور الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية إلا عبر معابر حدودية كما هو الحال هنا في القدس. وتهدف الإجراءات على طول الحدود الفاصلة إلى وقف تهريب الأسلحة أو غيرها من السلع الممنوع نقلها بين أسرائيل والأراضي الفلسطينية.
صورة من: picture-alliance/Landov
تعد المنطقة الفاصلة بين الكورية الجنوبية ونظيرتها الشمالية الشيوعية من أكثر الحدود حراسة في العالم: مليون لغم وأبراج مراقبة على الحدود البالغ طولها 248 كلم. وعلى طول الحدود توجد منطقة عازلة منزوعة السلاح، يبلغ عرضها كيلومترين. المنطقة التي يحظر دخولها، أنشئت عام 1953 بعد الحرب الكورية التي دامت ثلاثة أعوام.
صورة من: picture alliance/AP Photo
في إيرلندا الشمالية هناك 48 "خط سلام" يفصل بين الأحياء الكاثوليكية والأحياء البروتستانتية. وفي العاصمة بلفاست فإن الخطوط عبارة عن أسيجة يبلغ ارتفاعها سبعة أمتار وأسلاك شائكة وقضبان حديدية. وعبر بوابات في تلك الأسيجة يمكن للمارة وللسيارات العبور خلال النهار، أما في الليل فيتم إغلاقها.
صورة من: Peter Geoghegan
إنها أطول حدود في العالم: على مسافة 4000 كيلومتر من الأسلاك الشائكة تسعى الهند إلى حماية حدودها مع البنغلاديش. ويصل ارتفاع تلك الأسيجة اإلى مترين، وهي مزودة كذلك بالتيار الكهربائي ويحرسها حوالي 50 ألف جندي.
صورة من: S. Rahman/Getty Images
في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1989 سقط جدار برلين، الذي عرف لسنوات طويلة بـ"شريط الموت"، وقد مهد سقوطه لإعادة توحيد شطري ألمانيا، التي كانت مقسمة منذ نهاية الحرب الباردة إلى شق غربي وآخر شرقي. وعلى الرغم من الدلالات القوية التي يحملها ذلك الحدث التاريخي، فإن إغلاق الحدود وبناء الأسيجة لازال حتى يومنا هذا من الإجراءات الشائعة في العديد من مناطق العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
9 صورة1 | 9
وقال فيلدرز في مقابلة داخل البرلمان الهولندي "الطريقة الوحيدة للتعامل مع ذلك هي في استعادة سيادتنا الوطنية واغلاق حدودنا (...) انا لا اطلب شيئا غريبا، أنا اطلب ان تغلق الحكومة أبوابها كما فعلت المجر... أن نغلق حدودنا امام من نعتبرهم مهاجرين وليسوا لاجئين".
وبقدر عدد الذين يستنكرون خطابه، تلقى تصريحات فيلدرز النارية عددا مماثلا من المؤيدين وتجد تربة خصبة في صفوف الطبقة المتوسطة التي تخشى من حدوث اضطرابات اجتماعية مع وصول الآلاف من طالبي اللجوء من سوريا وافغانستان وبلدان أخرى تشهد نزاعات إلى هولندا.
وأظهرت استطلاعات للرأي نشرت الاحد ان حزب الحرية يمكن ان يحصل على 38 مقعدا في مجلس النواب الذي يضم 150 مقعدا في حال تنظيم الانتخابات اليوم، وهي أعلى نسبة يسجلها في تاريخه.
وتستعد هولندا التي تضم 17 مليون نسمة لاستيعاب 60 ألفا من طالبي اللجوء بنهاية السنة مع تزايد اعداد الواصلين لتصل إلى نحو 1800 خلال الاسبوع الاول من نوفمبر وفق اخر الارقام الرسمية.