وصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى إسرائيل في وقت مبكر صباح اليوم الخميس (15 يناير/كانون الثاني) في زيارة للمنطقة تأتي بعد أيام فقط من زيارة سابقة قام بها واقترح خلالها خطة عمل لخلق ظروف مواتية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وبدأ الوزير الألماني جولة مباحاثاته باجتماعين مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بريز ورئيس الوزرء إيهود أولمرت، أعقبه لقاء مع نظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني في تل أبيب. وقال شتاينماير على هامش لقاءه مع ليفني: "نحن بحاجة لهدنة إنسانية تمنحنا الفرصة لرعاية السكان ومواصلة المباحثات السياسية في الوقت نفسه". وأشار الوزير الالماني إلى أن الصور الاخيرة لما يحدث في قطاع غزة "مثيرة للقلق".

من جهتها لم تذكر ليفني موعدا لنهاية العمليات العسكرية الاسرائيلية التي دخلت يومها الـ 20 الخميس وأودت بحياة ما يزيد على ألف قتيل من الجانب الفلسطيني ولم ترد بشكل مباشر على مناشدة ضيفها الالماني. وقالت ليفني إنها لمست تفهما كبيرا من المجتمع الدولي للـ "الحرب الاسرائيلية ضد الارهاب" وأكدت "يدرك الجميع أن الحقيقة يجب أن تتغير إذ أن الوضع الراهن بعد الحرب لا يمكن أن يظل كما كان قبلها".

وأوضح شتاينماير أن نزع سلاح حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يعد من أهم شروط الوصول إلى وقف دائم لاطلاق النار وقال: "نعرف أنه يجب عرقلة إعادة تسليح حماس وهو أمر يتطلب تضييق الخناق على الحدود". وأعرب الوزير الالماني مجددا عن استعداد بلاده للقيام بدور في هذا الامر.

دعوة إلى البدء بهدنة إنسانية

ومن المقرر أن يتوجه شتاينماير بعد ذلك إلى رام الله حيث سيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما يشمل جدول أعمال زيارة الوزير الألماني أيضا عقد مباحثات في القاهرة مساء الخميس. ولدى وصوله الى تل أبيب صباح اليوم دعا شتاينماير إلى وضع حد لأعمال العنف، مطالبا بمساعدات إنسانية لسكان غزة. وقال الوزير الألماني "يمكن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار من خلال البدء بهدنة إنسانية، وهذا الوقف لإطلاق النار يمكن أن يستخدم لإمداد القطاع بالمساعدات"، وذلك وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

وكان شتاينماير قد أشاد مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير مساء الأربعاء بمصر "على الجهود التي تبذلها من اجل التوصل الى وقف المعارك والمصالحة بين الفلسطينيين". وقال الوزيران كوشنير وشتاينماير في بيان مشترك أوردته وكالة الأنباء الفرنسية "تجاه استمرار أعمال العنف والأزمة الإنسانية الخطيرة التي تعصف بغزة، ندعو الى وقف إطلاق نار أنساني فوري" مذكرين بأنه "طبقا للقرار الدولي 1860 يجب ان تتوقف المعارك فورا لوضع حد لآلام جميع المدنيين".