أبدى وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير أملا حذرا في التخلص من التوترات الدبلوماسية مع تركيا. جاء ذلك في أعقاب لقاء لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم السبت (الثالث من أيلول/ سبتمبر 2016) في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، بحضور عمر جيليك وزير الدولة التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي. وقال شتاينماير إن اللقاء يمكن أن يكون إشارة على الخروج من "مرحلة الحديث عن بعضنا البعض" والعودة إلى مرحلة "الحديث مع بعضنا البعض". ووصف شتاينماير محادثات الوزراء الأوروبيين مع جيليك بأنها كانت طويلة ومفتوحة ومهمة للغاية.

وتشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا توترا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في منتصف تموز/ يوليو الماضي، حيث يشتبه العديد من ساسة التكتل في عدم التزام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمعايير حقوق الإنسان وسيادة القانون في تعامله مع الداعمين المحتملين لمحاولة الانقلاب، وفي المقابل ترفض حكومة أنقرة هذا الاشتباه وتتهم الاتحاد الأوروبي بتضامنه الفاتر مع تركيا إبان محاولة الانقلاب.

وفي هذا الإطار، اعترف شتاينماير باحتمال أن يكون الاتحاد الأوروبي قد ارتكب أخطاء في التواصل مع تركيا، وقال: "ربما يتعين علينا من باب انتقاد الذات أن نعترف بأن هذا التضامن لم يصل إلى تركيا في شكله المطلوب ولا في شدته اللازمة".

وذكر شتاينماير أن نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو سيسافر إلى مدينة ستراسبورغ هذا الأسبوع لبحث دور محتمل للمجلس الأوروبي في الإعداد للمحاكمات بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. وأضاف للصحفيين أن ألمانيا تقف إلى جانب تركيا بعد الانقلاب وتحترم تماما الشعب التركي الذي انتفض للقضاء على محاولة الانقلاب الفاشلة. واعترف أيضا بأن التصريحات الألمانية ربما افتقرت للحماسة التي كانت تتوقعها أنقرة.

وقالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن تركيا وافقت على المضي قدما في تنفيذ اتفاق الهجرة مع الاتحاد الأوروبي وإن الجانبين سيواصلان العمل فيما يتعلق بموضوع الإعفاء من تأشيرات الدخول.

من ناحية أخرى قال عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي إن اجتماعه مع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي ومجموعهم 28 وزيرا أسفر عن "توافق كبير" فيما يتعلق بضرورة أن يعمل الجانبان معا بشكل أوثق بعد أن توترت العلاقات في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة. وكان جليك يتحدث عبر مترجم وقال أيضا إن تركيا مستاءة للغاية من رد فعل الاتحاد الأوروبي الأولي على محاولة الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز.

ولكنه أضاف للصحفيين بعد محادثاته مع الوزراء اليوم السبت "أسفر الاجتماع عن توافق كبير تجاه التركيز على جدول أعمال إيجابي وتعزيز التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي".

ع.خ/ ف.ي (د ب ا ، ا ف ب، رويترز)