شتاينماير يتهم حكومة كابول بالتقاعس في مكافحة الفساد والمخدرات
٢٨ يوليو ٢٠٠٨في أعقاب زيارة سرية أحيطت بإجراءات أمنية مشددة إلى أفغانستان، تحدث وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لدى عودته إلى برلين عن وجود تباين واضح في تقييم عمليات إعادة الأعمار هناك. وأشار الوزير إلى أن ثمار هذه العمليات واضحة حتى لغير المتخصصين في غرب البلاد وشمالها حيث تنشط القوات الألمانية.
تدهور في الوضع الأمني
وقال الوزير شتاينماير أن الوضع الأمني في البلاد لا يمكن وصفه بـ "غير المرضي" وحسب، بل إنه تدهور في العام الماضي. وقد ألقى جزءاً من المسؤولية في ذلك على عاتق الجارة باكستان. وفي هذا السياق طالب بوجود علاقة مثمرة بين كابول وإسلام آباد لمنع تسلل الإسلاميين المستعدين للقيام بأعمال عنف عبر الحدود. كما ناشد باكستان باستئناف التصدي الحاسم للإرهاب بغية إشاعة الاستقرار في أفغانستان. واعتبر بأن المجتمع الدولي ضالع أيضاً في تحمل جزءاً من مسؤولية الأوضاع الراهنة هناك على أساس أن هناك خلل ما في تعامله معها، مضيفا "بأننا نتراجع فيما يتعلق ببناء قوات الأمن في أفغانستان".
جهود غير كافية من طرف الحكومة الأفغانية
ولم يغفل شتاينماير الإشارة إلى تقاعس الحكومة الأفغانية أيضاً، وإلى عدم قيامها بإجراءات كافية تساعد على استقرار البلاد، مؤكداً وجود خلل في عمليات مكافحة الفساد والمخدرات. وتعد أفغانستان الممول الأول لسوق الأفيون العالمي الذي يعد المادة الخام لصناعة الهيروين، فهي تزرع أكثر من 90 في المائة منه على أراضيها.
ووصل شتاينماير إلى أفغانستان يوم الجمعة الماضي في زيارة لم يعلن عنها سابقاً، وهي الثالثة والأطول لهذا البلد منذ تسلمه مهامه كوزير للخارجية. وشملت زيارته هناك مركزاً ثقافياً في مدينة هيرات غرب البلاد، كما سلم للسلطات المحلية هناك وحدة لمياه الشرب، وزار بعض المشروعات الثقافية التي تدعمها بلاده. وفي ختام الزيارة أجرى الوزير في كابول محادثات مع القيادة الأفغانية، كما تفقد القوات الألمانية في مدينة مزار الشريف.