شتاينماير يلتقي شولتس بحثا عن مخرج لأزمة تشكيل الحكومة
٢٣ نوفمبر ٢٠١٧
أمام رفض الحزب الديموقراطي الحر المشاركة في أي ائتلاف حكومي موسع، لم تعد هناك خيارات كثيرة. سيناريو انتخابات جديدة يطرح نفسه بقوة، لكن لا أحد يرغب في ذلك. والحل قد يكون بيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
إعلان
يستقبل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس في قصر الرئاسة الألماني في برلين اليوم الخميس (23 نوفمبر/تشرين الثاني)، في إطار جهوده للتوسط بين الأحزاب الألمانية للتغلب على أزمة تشكيل الحكومة بعد فشل محادثات ائتلاف "جامايكا" الذي كان من المفترض أن يضمّ أربعة أحزاب.
وكان الحزب الديمقراطي الحر قد أعلن بشكل مفاجئ ليل الأحد الماضي انسحابه من محادثات جمعت بينه وبين التحالف المسيحي وحزب الخضر لأربعة أسابيع.
ومن المنتظر أن يحاول شتاينماير إقناع شولتس، زميله السابق في الحزب الاشتراكي، ببدء المفاوضات مع التحالف المسيحي الديمقراطي لتشكيل ائتلاف موسع بين التحالف المسيحي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهوما يطلق عليه إعلاميا "التحالف الكبير" الذي شكل أصلا عماد الحكومة المنتهية فترتها.
الكرة في ملعب الاشتراكي الديمقراطي
وكان زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد رفض فور صدور نتائج الانتخابات التشريعية الماضية في الـ17 من أكتوبر/تشرين الأول حيث مني الحزب بخسارة تاريخية (20,5 بالمائة من مجموع الأصوات)، أي مشاركة لحزبه في ائتلاف حكومي جديد، مشددا أنه سيتوجه إلى المعارضة.
وعلى ضوء لقائه المرتقب بالرئيس شتاينماير، صرح شولتس لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أن حزبه يدرك مسؤوليته في هذا ظل الوضع الحالي العسير مضيفا: "أنا على يقين بأننا سنجد حلا جيدا لبلدنا في الأيام المقبلة".
وتخشى جميع الأحزاب من مغامرة الدخول في تجربة انتخابات جديدة. ومن معسكر الحزب الاشتراكي نفسه، بدأت أصوات تعلو محذرة من هذا الخيار، في وقت يواصل الحزب الحر رفضه العدول عن قراره بعدم المشاركة في الحكومة القادمة.
ويحاول الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الوقت الحالي حثّ الأحزاب الألمانية على الإبقاء على استعدادها للتفاوض وعدم المسارعة للدعوة لانتخابات جديدة.
و.ب/ع.ج.م (د ب أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)