الرئيس الألماني يجري محادثات مع الليبراليين والخضر
٢١ نوفمبر ٢٠١٧
عقب فشل المحادثات الاستطلاعية لتشكيل ما يعرف بحكومة "جامايكا" الائتلافية، يعتزم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إجراء محادثات مع الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر لبحث سبل الخروج من الأزمة.
إعلان
قال متحدث باسم رئيس الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان ليندنر، إن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير سيعقد لقائه مع ليندنر اليوم (الثلاثاء 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017). وقبل لقائه ليندنر يعتزم شتاينماير إجراء محادثات مع رئيسي حزب الخضر، زيمونه بيتر وجيم أوزدمير، في قصر الرئاسة "بيليفو" ببرلين. ويحمل حزب الخضر الحزب الديمقراطي الحر مسؤولية انهيار مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم مع التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل.
وفي حال فشلت محاولة الرئيس الألماني في استئناف المفاوضات بين أحزاب "جامايكا"، فإنه من المحتمل في هذه الحالة إجراء انتخابات مبكرة. وكان الحزب الديمقراطي الحر الألماني أعلن في وقت متأخر من مساء أول أمس الاحد أن المحادثات الاستكشافية لتشكيل ائتلاف "جامايكا" في ألمانيا قد فشلت. وقال رئيس الحزب ليندنر إن المحادثات انهارت بسبب عدم بناء الثقة بين الأحزاب المتفاوضة. وأضاف إن أطراف التفاوض فشلوا أيضا في الاتفاق على رؤية لتحديث ألمانيا، وقال "من الأفضل ألا نحكم بدلا من أن نحكم على نحو خاطئ".
وفي أعقاب نتيجة مخيبة للآمال بالنسبة للتحالف المسيحي في انتخابات أيلول/ سبتمبر الماضي، اضطرت المستشارة الألمانية للدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف ثلاثي يجمع تكتلها المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر. وأطلق على الائتلاف الثلاثي اسم ائتلاف "جامايكا"، لأن الألوان المميزة للأحزاب المشاركة هي نفس ألوان علم دولة جامايكا، ممثلة في التحالف المسيحي بزعامة ميركل، (اللون الأسود) وحزب الخضر (اللون الأخضر) والحزب الديمقراطي الحر (اللون الأصفر).
وكان شتاينماير دعا أمس الاثنين عقب لقائه ميركل في قصر "بيليفو" الأحزاب في بلاده إلى بذل الجهود مجددا من أجل تشكيل ائتلاف حاكم للدورة التشريعية المقبلة. وقال الرئيس المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، والذي كان يشغل من قبل منصب وزير الخارجية الألماني: "من كان يسعى في الانتخابات للفوز بالمسؤولية السياسية، لا ينبغي له أن يتنصل منها عندما تكون في يديه... هذه هي اللحظة التي يتعين فيها على الجميع التوقف مرة أخرى ومراجعة مواقفهم".
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)