أثارت الأزمة المالية الكبيرة التي تتعرض لها شركة أوبل المتعثرة للسيارات خلافا بين طرفي الائتلاف الحاكم في ألمانيا. فقد نأى فرانك فالتر شتاينماير، نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنفسه عن تصريحات وزير الاقتصاد، كارل تيودور تسو جوتنبرج، التي ذهب فيها إلى أن الإفلاس قد يكون الحل الأمثل لشركة أوبل المملوكة لشركة جنرال موتورز في حال عدم توفر ضمانات كبيرة للأموال الحكومية المقدمة للشركة والتي يقوم دافع الضرائب الألماني بتسديدها.

وقال وزير الخارجية الألماني شتاينماير في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد (22 مايو/أيار 2009) في برلين:"أنصح الجميع بالتوقف عن التشدق بالحديث عن إفلاس أوبل". ورأى شتاينماير أن على الحكومة الألمانية أن تركز جميع طاقتها لإنقاذ أكبر عدد ممكن من فرص العمل في الشركة "بدلا من الحديث المستمر عن الأشباح التي تثير الذعر بين العاملين بالشركة". كما رحب بالمنافسة الكبيرة بين المهتمين بشراء أوبل وقال إن هذه المنافسة تفيد العاملين بالشركة وتساهم في خفض المخاطر التي كان من الممكن أن تنطوي على تقدم الدولة بدعم مالي لإنقاذ الشركة.

عروض الاستحواذ غير كافية

وكان وزير الاقتصاد الألماني، العضو في الحزب المسيحي الاجتماعي، الشريك الأصغر في التحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل، قد أكد أن العروض الثلاثة المقدمة للاستحواذ على شركة أوبل الألمانية للسيارات غير كافية لتحقيق الضمانات الخاصة بمصير الشركة في المستقبل. وقال الوزير في حديث لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الصادرة اليوم الأحد أن طرح العروض الثلاثة لا يعني بالضرورة موافقة الجانب الألماني على أحد العروض. كما شدد على توفير الضمانات للمبالغ الحكومية التي يمكن تخصيصها لمساعدة الشركة. يذكر أن فيات تتنافس مع شركة "ماجنا" النمساوية الكندية للصناعات المغذية للسيارات للاستحواذ على "أوبل"، بالإضافة إلي المستثمر الأمريكي ريبلوود.

شطب وظائف

وفي السياق ذاته، وعد سيرجو مارشيوني، رئيس شركة فيات الإيطالية، عمال شركة أوبل بالحفاظ على وظائفهم في حال استحواذ فيات على شركتهم واعترف للصحيفة ذاتها أن فيات ستضطر في أسوأ الأحوال لشطب نحو 2000 وظيفة في ألمانيا. وأضاف رئيس فيات أن شركته ستحترم جميع لوائح العمل في ألمانيا بما في ذلك حق التصويت وظروف التشغيل، فضلا عن ضمان التزامات الشركة نحو مدفوعات ومعاشات التقاعد. هذا ومن المنتظر أن تصدر الحكومة الألمانية قرارها المبدئي حول الموافقة على عرض شراء أوبل في نهاية الأسبوع الجاري.

(هــــ.ع/ د.ب.ا)

تحرير: سمر كرم