شتاينماير يدعو الجيش للكشف عن أي شبكات يمينية في صفوفه
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٠
الرئيس الألماني يحث جيش بلاده على الكشف بنفسه عن أي نشاطات وشبكات يمينية متطرفة بداخله، لأن ذلك في "مصلحته قبل كل شيء"، و"لا يمثل خيانة أو تشهيراً" بالجهاز. هذا في وقت أعلنت وزارة الدفاع عزمها مواصلة زيادة عدد الجنديات.
إعلان
ناشد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الجنديات والجنود بالجيش الألماني المشاركة في الكشف عن أية نشاطات يمينية داخل القوات. وأكد شتاينماير في مقابلة مع مكتب التحرير الصحفي بالجيش تم نشرها اليوم الثلاثاء (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) قائلاً: "إنها ليست خيانة ولا تشهير، بل العكس من ذلك... لأن شرف الجيش الألماني قائم على تقاليد الديمقراطية الحرة... وكل الجنود ملتزمون بهذه التقاليد".
وأشار الرئيس الألماني إلى حوادث يمينية متطرفة مثل ما حدث في قيادة القوات الخاصة، وأكد أنه يجب ألا يكون للجيش الألماني أية مصلحة في السكوت على مجموعات يمينية متطرفة بين صفوفه.
وتابع شتاينماير قائلاً: "يجب ألا نعهد بأمننا ودفاع بلدنا لأعداء الديمقراطية"، لذا شدد الرئيس الاتحادي على ضرورة أن يهتم الجيش الألماني بالكشف عن أية نشاطات وشبكات يمينية متطرفة انطلاقاً من مصلحته الخاصة أيضاً، وقال: "يجب ألا يقبل الجيش في صفوفه أي مناخ تظهر فيه شبكات يمينية متطرفة".
وأكد الرئيس الألماني أيضاً أنه كان سعيدا للغاية بأن جنودا تصدوا بأنفسهم لمثل هذه النشاطات والشبكات وأشاروا إلى وجودها، وقال: "من الجيد للغاية أن تقدم جنديات وجنود من تلقاء أنفسهم مقترحات للطريقة التي يمكن من خلالها التصدي للتطرف اليميني داخل صفوفهم الخاصة".
وأضاف شتاينماير إن جميع الجنود بالجيش الألماني على درجة عالية وخاصة من التدريب، ويتحملون مسؤولية خاصة، وأضاف: "لديهم مهمة القدوة -داخل الجيش الألماني نفسه وخارجه أيضاً. لذا يتعين علينا إبقاء الجيش خالياً من أي اشتباه أنه من الممكن السكوت فيه على سلوك يميني متطرف".
وفي سياق ذي صلة بالجيش الألماني، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية اعتزامها مواصلة زيادة عدد الجنديات في الجيش الألماني. وذكرت متحدثة باسم الوزارة في برلين اليوم الثلاثاء، أن عدد الجنديات في الجيش الألماني يبلغ حاليا نحو 23 ألف امرأة وذلك بعد مضي عشرين عاماً على تعديل الدستور الخاص بخدمة النساء في حمل السلاح.
وأوضحت المتحدثة أن نسبة النساء في جميع القطاعات في الجيش تزيد عن 12%، وترتفع هذه النسبة في الخدمة الطبية لتصل إلى أكثر من 45%.
وأضافت المتحدثة أن "الجنرالات هي أعلى رتب في الجيش الألماني، وهناك ثلاث جنديات في الجيش يحملن هذه الرتبة حالياً، طبيبة في هيئة الأركان وطبيبتان عامتان، والاتجاه آخذ في الزيادة".
ويشار إلى أن حكماً من المحكمة الأوروبية صدر في عام 2000 أتاح للنساء الالتحاق بكل قطاعات الجيش بدون قيد، وعلى إثر ذلك عدل البرلمان الألماني في تشرين أول/أكتوبر من ذلك العام بنداً في الدستور لتنفيذ هذا الحكم، وقد جرى العمل بالقاعدة الجديدة اعتبارا من مطلع عام 2001.
و.ب/خ.س (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)