شتاينماير في كلمته لعيد الميلاد: الديمقراطية بحاجة إلينا
٢٣ ديسمبر ٢٠١٩
نظرا لانتشار الشعور بعدم الأمان والمضايقات والكراهية ومعاداة السامية في الانترنت والحياة اليومية، يدعو الرئيس الألماني المواطننين في كلمته بمناسبة عيد الميلاد، إلى المزيد من العمل والالتزام من أجل الديمقراطية.
إعلان
في خطابه الثالث بمناسبة أعياد الميلاد كرئيس للبلاد، يركز الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير على الوضع السياسي الداخلي والاجتماعي في ألمانيا. وفي عام 2018 تطرق إلى الوضع في بلدان أخرى أيضا بينها الاضطرابات في فرنسا والتطور السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية والقلق بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أما كلمته لهذا العام فتتعلق بألمانيا فقط. وللمرة الأولى يذكر بوضوح الكراهية ومعاداة السامية في البلاد.
وهنا يذكر بإحدى اللحظات المثيرة خلال هذا العام في ألمانيا أي محاولة الهجوم على الكنيس اليهودي في مدينة هاله حيث فشليميني متطرف مشتبه به، في الـ 9 من أكتوبر/ تشرين الأولفي الدخول إلى الكنيس الذي كان يحتضن في عيد "يوم الغفران" أكثر من 50 مصليا، وقد فشل في الدخول إلى الكنيس بفضل الباب الخشبي المقوى. "إنها أعجوبة أن يثبت الباب، وأن لا يسقط مزيد من الناس ضحية هذا الاعتداء المعادي للسامية والعنيف ـ ليس أكثر من الشخصين الاثنين اللذين قتلا"، يقول شتاينماير في كلمته.
باب هاله
وفي اليوم التالي للاعتداء كان الرئيس الاتحادي يقف مذهولا أمام هذا الباب الخشبي، حيثزار الكنيس وتحدث إلى أعضاء الجالية وأحيا ذكرى الشخصين المقتولين. والباب الخشبي الذي أنقذ حياة المصلين وسيتحول إلى نصب تذكاري، يوظفه الرئيس الألماني في كلمته بقوله "هل نحن أقوياء وصبورون؟ هل نقف بجانب بعضنا البعض مرصوصين؟" هذا السؤال يوجهه شتاينماير إلى كافة الناس في ألمانيا. وقبل أيام زار فعالية يوم الجالية اليهودية في برلين وشدد على مسؤولية جميع المواطنين عن التحرك ضد كراهية اليهود. وبهذا يمتد نداء قوي للمشاركة الديمقراطية كخط أحمر عبر كلمة الرئيس بمناسبة عيد الميلاد التي تبثها تقليديا مساء اليوم الأول من عيد الميلاد قنوات الإذاعة والتلفزة الألمانية.
" هذا الكم من الخلاف"
ويثير شتاينماير الموضوعات التي تثير الجدل والنقاش في المجتمع، مثل الانتخابات ونتائجها وحماية البيئة والتغير المناخي ومستقبل أوروبا ووضع الوحدة الألمانية بعد مرور 30 عاما على سقوط الجدار. "إنها أوقات مسيسة جدا، ولا يمكن القول إن هناك القليل جدا حرية التعبير. بل العكس: هذا الكم من الجدال لم يكن موجودا من قبل". ومن المهم المشاركة.
ويذكر شتاينماير الأمثلة: الوقوف إلى جانب الضعفاء في المجتمع أثناء المضايقات، والنهوض عندما يتم إهانة أقليات وعندما تطلق في باحة المدرسة أو داخل الحانة عبارات عنصرية، ومجابهة العنصرية والكراهية في "مواقع التواصل الاجتماعي". كما أثنى شتاينماير على العمل التطوعي والتماسك بين الجيران وتوجه بالشكر للشرطة والعاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي المستشفيات.
"نحتاج إلى الديمقراطية"
"أنتم جميعا جزء من الديمقراطية"، يؤكد شتاينماير. وهكذا يتعلق الأمر بالمشاركة السياسية في المظاهرات وفي السياسة المحلية أو العمل الحزبي. "أنتم جميعا في يدكم جزء من ألمانيا"، وهذا يربط بين الجميع بدون تمييز. ومقياس التوجه يمكن أن يكون في ذلك التذكير "بالشجاعة التي لا تصدق" للناس في شرق ألمانيا التي أدت عام 1989 قبل 30 عاما إلى سقوط الجدار وتحقيق الوحدة. "نحن نحتاج إلى الديمقراطية ـ لكنني أعتقد أن الديمقراطية تحتاجنا الآن"، ويرتبط الأمر بالتفاؤل وقوة العزيمة والعقلانية واللباقة والتضامن. لأنه وكما يحذر الرئيس، الوحدة والحرية والديمقراطية ليست أمورا بديهية.
وفي الختام يذكر الرئيس الألماني لأول مرة في هذا النوع من الخطاب ثلاث كلمات من الانجيل حول قصة عيد الميلاد: " لا ينتابكم الخوف!". وتمنى للجميع في السنة المقبلة الشجاعة والأمل.
كريستوف شتراك/ م.أ.م
بالصور: هذه أمنيات الألمان لعام 2020
العام الجديد على الأبواب، فماذا يتمنى الألمان؟ هذا ما سعى استطلاع رأي لمعرفته. لكن يجب التنويه إلى أن عدداً من هذه الأمنيات ربما يبدو غريباً بعض الشيء!
صورة من: Colourbox
مزيد من الاسترخاء
عبر 64 في المائة من الألمان عن رغبتهم في الاسترخاء خلال العام الجديد، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة DAK الألمانية للتأمين الصحي. يمكننا بالتأكيد أن نضع لكم صورة جبال من الملفات مصفوفة على طاولة المكتب أو صورة موظف يصدم رأسه بالمكتب. لكن ألا تعتقدون أن صورة هذا القط أفضل وتدعو للاسترخاء؟!
صورة من: Imago/Westend61
مزيد من الوقت مع الأسرة والأصدقاء
مع اقتراب العام من نهايته، يزيد الضغط الاجتماعي بسبب كل ما ينتظر الألمان من تجمعات عائلية للاحتفال بعيد الميلاد، بكل ما يميز ذلك من موائد شهية. وبسبب ازدحام جداول أعمال الغالبية، يتساءل الكثيرون عن إمكانية حل معضلة ضيق الوقت بشكل عام، ولهذا قرر 64 في المائة من الألمان إعادة ترتيب أوراقهم والتخطيط لقضاء المزيد من الوقت مع الأسرة والأصدقاء خلال 2020.
صورة من: Colourbox
الحفاظ على البيئة
يبدو أن اعتصام ناشطة البيئة السويدية غريتا تونبرغ وتظاهرات "جمعة من أجل المستقبل" دفعا الألمان لتغيير رأيهم. فبالرغم من أن شؤون البيئة وحماية المناخ لم يكونا ضمن أولويات الألمان العام الماضي، إلا أن 64 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع عبروا عن رغبتهم في العيش بطريقة أقل ضرراً بالبيئة عام 2020.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
ممارسة المزيد من الرياضة
56 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع تحدثوا عن رغبتهم في أن يكونوا أكثر نشاطاً في 2020. إلا أن عادة وضع الخطط بحسن النية في بداية العام تنتهي غالباً بضياع كل هذه الخطط حين قدوم العام الجديد. لكن 54 في المائة من الألمان أكدوا أنهم سيعملون على تنفيذ خططهم على الأقل لأول أربعة أشهر من العام القادم.
صورة من: picture-alliance/dpa Themendienst/T. Hase
تخصيص وقت للنفس
لا تقتصر هذه الأمنية فقط على تخصيص وقت لممارسة الجري، على سبيل المثال، وإنما المقصود هو إحساس مشابه لما لذلك الشعور الذي يغمرك عندما تستلقي على الشاطئ دون الحاجة إلى القيام بأي شيء. ولهذا قرر 53 في المائة من الألمان تخصيص المزيد من الوقت لأنفسهم في 2020.
صورة من: Colourbox
تناول طعام صحي
وجبات طبيعية مليئة بالخضروات وخالية من الغلوتين وتحتوي على كميات منخفضة من الكربوهيدرات والصوديوم والدهون أو غيرها من الأطعمة التي يمكن بتناولها تحسين عاداتنا الغذائية، حتى دون الحاجة إلى اتباع نظام غذائي محدد. كل ما عليك القيام به هو إضافة المزيد من المكونات الطازجة لطعامك، وهو ما قرر 53 في المائة من الألمان القيام به خلال العام الجديد.
صورة من: Colourbox
تخفيف الوزن
بالرغم من أن الغذاء الصحي وممارسة الرياضة يمكنهما الحد من زيادة الوزن، قرر 36 في المائة من الألمان محاولة تخفيف أوزانهم خلال العام الجديد. ولتحقيق هذا الهدف، عليك أولاً التخلص من كل الطعام غير الصحي الممتلئ بالدهون والسكر، حتى لو كان هذا الطعام ألذ وأشهى!
صورة من: Fotolia/Markus W. Lambrecht
توفير المزيد من المال
بالرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن الألمان يميلون لتوفير أموالهم، تشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن شعوب كل من هولندا والدنمارك والسويد وسويسرا والنرويج أكثر حرصاً على توفير المال مقارنة بالألمان. إلا أنه لا يمكن إنكار أن 31 في المائة من المشاركين في الاستطلاع عبروا عن رغبتهم في توفير المزيد من المال خلال عام 2020.
صورة من: picture alliance/dpa/Schönberger
قضاء وقت أقل على الإنترنت
وفقاً لدراسات علمية، فإن تصفح الإنترنت يؤثر على الجهاز العصبي للإنسان مثل مسكنات الألم، وخاصة عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك يرغب 27 في المائة من الألمان في وضع هواتفهم جانباً خلال عام 2020. بل وتزيد هذه الرغبة أكثر لدى من تترواح أعمارهم ما بين 14 و29 عاماً.
صورة من: picture-alliance/dpa
مشاهدة تلفزيون أقل
القدرة على تحقيق كل الأمنيات السابقة تعني امتلاك القليل من الوقت للتحديق في شاشة التلفزيون خلال 2020. قرر 19 في المائة من الألمان الحياة دون تلفزيون، وهو ما يعني بالمناسبة توفير المال حيث ستقوم بإلغاء الاشتراك في البث.
صورة من: picture-alliance/dpa
تناول كحول أقل
العلاقة التي تربط الألمان بالبيرة حقيقية، حيث تأتي ألمانيا في المركز الرابع عالمياً في استهلاك البيرة بعد جمهورية التشيك وناميبيا والنمسا. وبالرغم من أن 15 في المائة من الألمان يرغبون في استهلاك كمية أقل من المشروبات الكحولية عام 2020، ليس من الواضح إن كان هذا يعني استهلاكاً أقل للبيرة، أو أن من شملهم الاستطلاع هم فقط من يشربون النبيذ!
صورة من: picture-alliance/imageBroker
الإقلاع عن التدخين
عبر 11 في المائة من المشاركين في الاستطلاع الخاص بأمنيات العام الجديد عن رغبتهم في الإقلاع عن التدخين، وهي نفس نسبة العام الماضي، إذ أن واحداً من كل أربعة ألمان يدخنون. وأشارت دراسات علمية إلى أن النجاح في التمسك بالإقلاع عن التدخين لا يلقى التقدير الكافي من الجميع!