طالب وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الجارتين اللدودتين أرمينيا وتركيا ببذل جهود جديدة من أجل المصالحة، وذلك في مستهل زيارة رئيس الدبلوماسية الألمانية لأرمينيا التي وصل إليها الأربعاء.
إعلان
حث وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير كلا من أرمينيا وتركيا على بذل جهود جديدة من أجل عقد مصالحة بينهما. وطالب شتاينماير بمعالجة تاريخية للمجازر التي تعرض لها الأرمن عامي 1916/1915 إبان حقبة الإمبراطورية العثمانية وقال: "ويجب أن يحدث ذلك في إطار محادثات تتم على أوسع نطاق ممكن بين أرمينيا وتركيا".
وحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) استخدم شتاينماير خلال التصريحات عبارة "إبادة جماعية"، وهو التوصيف الذي ترفضه تركيا بشدة بوصفها وريثة الإمبراطورية العثمانية. ورفض شتاينماير الانتقادات القائلة إن ألمانيا تفرط في الحرص على عدم إغضاب الجانب التركي وقال: "لقد دعمت القرار ولذلك أنا لم أتجنب استخدام عبارة إبادة جماعية، وقد أشرت إلى أن الصراعات لا يمكن اختزالها في النهاية في عبارة وحيدة".
ولا تزال العلاقات الألمانية التركية متأثرة بقرار البرلمان الألماني (بوندستاغ) باعتبار ما حدث مع الأرمن إبادة جماعية، وكان شتاينماير قد غاب عن المشاركة في هذا التصويت. ومن المنتظر أن يتوجه شتاينماير الخميس إلى النصب التذكاري لضحايا الأرمن إبان الإمبراطورية العثمانية.
ومن المنتظر أن يتوجه شتاينماير من أرمينيا إلى كل من أذربيجان وجورجيا. وتمثل جهود إحلال السلام في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، أحد أهم المواضيع التي سيبحثها خلال هذه الجولة. وتجاوزت مدة الصراع على الإقليم بين البلدين العقدين وكانت اشتباكات تجددت في نيسان/أبريل الماضي وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصا.
يذكر أن ألمانيا تتولى الرئاسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وتسعى ألمانيا من خلال ذلك إلى الوساطة بين الدولتين. وفي هذا السياق، أعلن شتاينماير عن السعي إلى البدء في مفاوضات سلام مباشرة بين أرمينيا وأذربيجان في العام الحالي، مضيفا أن "الموقف الراهن لا يمكن احتماله على الدوام". وختم تصريحاته بالقول إنه " كلما طال أمد استبعاد تحقيق تقدم ملموس، كلما ازدادت مخاطر حدوث تصعيد جديد".
ع.ج.م/أ.ح (د ب أ)
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري