روى وزير خارجية ألمانيا تفاصيل عن الهجمات التي وقعت في باريس عندما كان في "استاد دو فرانس" يشاهد مباراة منتخبي ألمانيا وفرنسا. وقال شتاينماير "كنت في منتهى القلق لكنا تظاهرنا بالاهتمام بالمباراة حتى لا يهلع الجمهور."
إعلان
قال وزير خارجية ألمانيا فرانك-فالتر شتاينماير إن مخاوفه لم تكن من احتمال وقوع هجمات أخرى في ملعب "ستاد دو فرانس" في باريس، الذي كانت تجرى عليه مساء الجمعة (13 نوفمبر/ تشرين الثاني) مباراة ودية بين ألمانيا وفرنسا. وأوضح شتاينماير أن مخاوفه كانت من رد فعل الجماهير المتواجدة في الملعب، بعد سماع أصوات انفجارات واضحة ضمن سلسلة الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية في تلك الليلة.
وقال شتاينماير في مقابلة مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية، نشرتها اليوم الأحد (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015): "كانت أكبر مخاوفي هو أن تصل (إلى الجماهير) أخبار الهجمات ويتسبب ذلك في اندلاع هلع في الاستاد." وأضاف شتاينماير، الذي كان متواجدا في المقصورة الرئيسية بالإستاد مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند "على أبعد تقدير، عندما سمعنا بسلسلة الهجمات في باريس، لم يكن هناك أحد يعرف كيف ستمضي (تلك) الليلة. وبطبيعة الحال كنت في منتهى القلق."
باريس تحت صدمة الإرهاب بعد ليلة دامية
الهجمات غير المسبوقة التي استهدفت باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 وقعت في أوقات شبه متزامنة في سبعة مواقع مختلفة من العاصمة الفرنسية. وأسفرت عن مقتل 120 شخصا على الأقل والكثير من الجرحى بحسب حصيلة مؤقتة.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
تخللت هجمات باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Ena
الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أعلن حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، وقال في كلمة ألقاها ونقلتها محطات التلفزة الفرنسية: "شهدت باريس اعتداءات إرهابية غير مسبوقة"، واصفاً ما جرى بأنه "مرعب"، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Marchi
انتحاري فجر نفسه قرب استاد فرنسا الدولي شمال باريس. كانت تُجرى في الملعب مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا وحضرها الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية الألماني شتاينماير. ثلاثة أشخاص قتلوا في انفجارات الاستاد، واحد منهم على الأقل نفذه انتحاري.
صورة من: Imago/PanoramiC
وقعت هجمات أخرى في خمسة مواقع في أحياء بوسط العاصمة تشهد زحمة إجمالا مساء الجمعة أحدها قرب ساحة الجمهورية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Faget
الهجوم الأفدح وقع في مسرح باتاكلان في وسط باريس حيث قُتِل نحو 100 شخص حين احتجز مهاجمون رهائن في عملية استمرت حتى بعيد منتصف الليل عندما اقتحمت الشرطة صالة المسرح.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Tribouillard
بعد اقتحامها للمسرح قتلت القوات الفرنسية الأمنية عددا من المهاجمين، بحسب ما ذكرت مصادر في الشرطة.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
فرق الإنقاذ والتعزيزات العسكرية انتشرت في كل أنحاء العاصمة الفرنسية.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
روى شاهد لإذاعة فرانس إنفو أن شبانا كانوا دخلوا المسرح. وقال: "بدأوا بإطلاق النار عند المدخل. لقد أطلقوا النار على الجموع هاتفين: الله أكبر". وأضاف الشاهد أن المهاجمين "كانوا مسلحين ببنادق بومب أكشن (...) لقد سمعتهم يلقمونها، الحفل الموسيقي توقف، الكل انبطح أرضا، وهم واصلوا إطلاق النار على الناس... لقد كان الوضع جحيما".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bureau
وتوجه فرنسوا أولاند إلى مسرح باتاكلان. وأعلن في المكان حربا "لا هوادة فيها" ضد "الإرهابيين".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Medina
عملية تفتيش عند المسرح.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
جثة أحد الضحايا مسجّاة على الأرض.
صورة من: Getty Images/T. Chesnot
قال شاهد عيان إن عددا من المهاجمين الذين شاركوا في الاعتداءات تطرقوا إلى التدخل الفرنسي في سوريا والعراق لتبرير هجماتهم. وتشارك فرنسا في الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية والذي ينفذ غارات جوية في سوريا والعراق ضد "مجموعات إرهابية".
صورة من: Reuters/C. Hartmann
12 صورة1 | 12
وكان شتاينماير يشاهد مع أولاند المباراة حينما سمع في منتصف الشوط الأول أصوات انفجارين، وقال شتاينماير: "لم يكن هناك دخان ورغم ذلك اعتقدت أنها ألعاب نارية أطلقتها جماهير غير مسؤولة"، مضيفا أنه قبل انتهاء الشوط الأول بربع ساعة جرى إبلاغه والرئيس الفرنسي بمقتل ثلاثة أشخاص و"كان ذلك صدمة".
وبعدها سُمِعت أصوات هجمات أخرى "انسحبت أنا والرئيس أولاند لفترة قصيرة لكي نتشاور بعيدا عن الجمهور. وبرغبة من مسؤولي الأمن عدنا إلى المقصورة من جديد، لكي نتجنب وجود أي إشارة للقلق في الملعب." وبعد فترة الاستراحة بين شوطي المباراة غادر أولاند الملعب متوجها إلى مبنى وزارة الداخلية الفرنسية، بينما عاد شتاينماير إلى مكانه: "عدنا إلى مقاعدنا مرة أخرى وبقينا بها طيلة 45 دقيقة وتصرفنا وكأن المباراة تهمنا"، حسب ما قال شتاينماير لبيلد أم زونتاغ.
يذكر أن المباراة انتهت بفوز فرنسا 2- صفر. بينما أسفرت الهجمات الإرهابية في تلك الليلة عن مقتل 130 شخصا وإصابة المئات. علما بأن تنظيم "داعش" أعلن مسؤوليته عن تنفيذها.