طلب وزير الخارجية الألمانية فرانك- فالتر شتاينماير استدعاء القائم بالأعمال التركي في برلين بعد اعتقال زعماء من حزب الشعوب الديمقراطي، نظرا "للتطور الخطير في الوضع" بتركيا.
إعلان
استدعت وزارة الخارجية الألمانية القائم بالأعمال التركي الجمعة اثر توقيف رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي المدافع عن القضية الكردية في تركيا وعدد من نوابه. وقالت الخارجية الألمانية إن وزير الخارجية فرانك- فالتر شتاينماير استدعى الدبلوماسي إلى الوزارة نظرا "للتطورات الخطيرة في تركيا"، موضحة أن اللقاء سيجري "اليوم" الجمعة.
من جانب آخر أعلن رئيس الوزراء التركي على بن يلدريم، اليوم الجمعة، عن مقتل سبعة اشخاص بينهم شرطيان، فضلا عن مقتل عنصر من حزب العمال الكردستاني في الهجوم الذي وقع في ديار بكر،بحسب وكالة أنباء الاناضول . كان بيان صادر عن ولاية ديار بكر جنوب شرق تركيا، قال إن التفجير الذي وقع بالقرب من مبنى أمني في مركز الولاية اليوم، نفذته عناصر من "منظمة حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) الإرهابية، باستخدام سيارة مفخخة". وأفاد البيان أن التفجير وقع بالقرب من مبنى إدارة مكافحة الشغب، في منطقة تكتظ بالطلبة والمواطنين المدنيين،بحسب الأناضول.
ووردت تقارير متضاربة عن سقوط جرحى، حيث ذكرت وكالة الأناضول أن تقارير أولية تشير إلى سقوط ستة جرحى. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "صباح" التركية أن 30 شخصا جرحوا جراء التفجير وفق تقارير أولية. وجاء التفجير بعد ساعات من احتجاز 11 نائبا برلمانيا من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، من بينهم صلاح الدين دميرتاش الرئيس المشارك للحزب، والذي احتجز في منزله صباح اليوم الجمعة. ولم يعلق حزب العمال الكردستاني على بيان ولاية ديار بكر .
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عبرت عن قلق الاتحاد العميق إثر توقيف مسؤولين ونواب مدافعين عن القضية الكردية في تركيا، مشيرة إلى أنها على تواصل مع المسؤولين في أنقرة بهذا الشأن. وكتبت موغيريني في تغريدة على تويتر "قلقون جدا إثر توقيف صلاح الدين دميرتاش ونواب آخرين" من حزب الشعوب الديموقراطي. وأضافت أرفع ممثلة للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "على تواصل مع السلطات. الدعوة إلى اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة" إثر توقيف رئيسي الحزب ونواب من الحزب الذي يمثل القوة الثالثة في البلاد.
وتندرج الاعتقالات في إطار الحملة التي تستهدف المعارضين في ظل حالة الطوارئ السارية منذ محاولة انقلاب تموز/ يوليو التي نسبت إلى حركة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.
ع.خ/ ح.ز (د ب ا ، ا ف ب ، رويترز)
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".