مع استمرار القتال في حلب وتفاقم الوضع الإنساني، وفي وقت لم يلاحظ فيه المحاصرون أي تأثير إيجابي لهدنة الثلاث ساعات المقترحة من الروس، يطالب وزير الخارجية الألماني بإقامة جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان حلب.
إعلان
طرح وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير فكرة إقامة جسر جوي بهدف إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة والضرورية لسكان ثاني أكبر مدينة سورية التي تشهد قتالا ضاريا منذ أسابيع أسفر عن مقتل المئات وساهم في تفاقم الوضع الإنساني الذي وصف من قبل خبراء الأمم المتحدة بأنه "كارثي".
وقال شتاينماير في حديث مع صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية في عددها الصادر غدا الأحد (14 آب/أغسطس) إن مجموعة الاتصال الخاصة بسوريا قد اتفقت منذ فترة على أن "في حالة استمرار نهج رفض مرور المساعدات الإنسانية لسكان حلب، فيجب النظر في تقديم المساعدات جوا".
وأضاف الوزير الألماني أنه "إذا استمر نقص المساعدات الإنسانية لجزئي حلب، فيجب علينا التفكير بإمكانية تقديم المساعدات جوا، خصوصا المساعدات الطبية". وأشار شتاينماير في هذا السياق إلى أن عملية تزويد المحاصرين في سوريا جوا قد تم بنجاح في شرق مدينة دير الزور. وتابع أن سكان حلب لا يعانون من القصف الجوي فحسب، بل من نقص كارثي في المواد الغذائية والطبية والمياه الصالحة للشرب.
وأضاف شتاينماير أن الحكومة الألمانية تجري محادثات مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا حول "إمكانية توصيل المساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل ملح إلى حلب تحت إشراف الأمم المتحدة، وكيفية إنشاء ممرات إنسانية". واختتم شتاينماير تصريحاته بالقول إنه سيبحث ذلك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته لروسيا بعد غد الاثنين.
من جانبه، رحب المتحدث باسم كتلة حزب الخضر في البرلمان الألماني لشؤون السياسة الخارجية أوميد نوري بور بمقترح الوزير شتاينماير مطالبا بضرورة أن تقدم ألمانيا مساعداتها وخدماتها للأمم المتحدة كي تقوم الأخيرة بدورها في سوريا. كما رحب حزب اليسار المعارض أيضا بمقترح الوزير شتاينماير مطالبا بمزيد من الخطوات لمساعدة سكان حلب المنكوبة.
من جانب آخر، عبر وزير شؤون المساعدات التنموية الألماني، غيرت مولر، عن صدمته لأوضاع سكان حلب وقال إن من يتجاهل وضع السكان المرعب في حلب يرتكب جريمة. وأشار إلى ضرورة أن تقدم الأمم المتحدة برنامجا اضطراريا إلى حلب، فيما طالب الاتحاد الأوروبي بتعيين مفوض خاص له وصندوق مساعدات خاص لحلب.
حلب.. بقايا مدينة بين فكي الموت!
بعد أن كانت الحاضرة الاقتصادية لسوريا تحولت حلب إلى شبه صحراء تنتشر فيها راحة الموت ويسمع في جنباتها أنين الأطفال والأرامل، وتغطيها أكوام الحطام. مرت الحرب الضارية من هنا وتركت بصماتها. وللأسف لا تزال مقيمة وتأبى الرحيل.
صورة من: picture-alliance/dpa/WYD Krakow2016
أكوام وأكوام وأكوام...من الحطام
بعد القصف تتسبب الأبنية المتداعية والمتهدمة في سد الشوارع والطرق. يتداعى منقذون إلى البحث عن جثث الضحايا، وربما ناجين محتملين.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
آثار القصف
تسيطر قوات نظام بشار الأسد وحلفائه على الجزء الغربي من المدينة، بينما يسيطر الثوار على الجزء الشرقي منها. وقد تعرض الجزء الشرقي لدمار كبير أكبر من نظيره الغربي. الصورة هنا لحي بني زيد، الذي سيطرت عليه قوات الأسد قبل حوالي أسبوع.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
نبش الحطام...بالأظافر
تقوم الآليات الثقيلة التابعة لفرق الإنقاذ بتعزيل وإزالة آثار قصف قامت به قوات الأسد. غير أنه وفي بعض الأحيان يضطر المنقذون إلى البحث عن الضحايا المدفونين تحت أكوام الركام بأظافرهم وأيديهم، بسبب نقص أبسط المعدات والأدوات اللازمة.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sultan
سُحب الدخان كسلاح
تجري محاولات في الأحياء التي يسيطر الثوار لوقف تقدم قوات النظام بشتى الطرق وبكل الوسائل المتاحة. وهنا في حي مشهد أُحرقت إطارات السيارات للتشويش على الطيران.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
افتراش السيارات والتحاف السماء
من يفقد منزله، يتعين عليه البحث عن مأوى. لا يأوي المشردين إلى الخيام وحدها؛ إذ أن الحاجة ألجأت البعض إلى الحافلات القديمة والخارجة من الخدمة.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
بيوت للاجئين
طلب النظام السوري من السكان في مناطق الثوار مغادرتها، ومن ثم أنزلهم في مباني شمال المدينة، كما يبدو في هذه الصورة.
صورة من: picture-alliance/AP-Photo
حتى المساجد لم تنجُ بجلدها (بقبابها)
لم تنجُ الكثير من مساجد حلب من القصف والدمار. هنا تظهر قبة مسجد عمر بن الخطاب في حي كفر حمرة.
صورة من: picture-alliance/AA/T. el Halebi
القصف والانفجارات تخرق صمت الليل
لا تهدأ العمليات الحربية لا ليلاً ولا نهاراً. مراراً وتكراراً تتصاعد أعمدة الدخان خارقة عنان السماء. في الصورة نشاهد انفجار مستودع ذخيرة للقوات الحكومية.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kurab
حديقة لزراعة الخضار وسط الدمار
يتعين على المدنيين تدبر أمر طعامهم. يقوم عبد الله بزراعة الخضار في حديقة صغيرة وأكوام الحطام والدمار تحيط بها من كل الجوانب. وتستمر الحياة!
صورة من: picture-alliance/AA/M. El Halabi
بانتظار...الخبز
يتوجب على الناس انتظار ساعات وساعات للحصول على ما يسد الحد الأدنى من الرمق: بعض أرغفة الخبز. الصور في حي شمال حلب يسيطر عليه الثوار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أطفال بعمر الزهور يقتنصون هدنة
حالف الحظ هؤلاء الأطفال بهذه الفسحة من الوقت ليلعبوا قليلاً ويستعيدوا بعضاً من لحظات طفولتهم المسروقة. الصورة مأخوذة في حي الأتارب وعمر الصورة شهر. كبر الكثير من الأطفال قبل أوانهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A.H. Ubeyed
لعبة الحرب...للكبار وللأطفال!
هنا لا يلعب الأطفال ألعابهم التقليدية فقط. إذ انخرط بعضهم بشكل غير واعٍ في تقليد الكبار، فشرعوا يطلقون النار على بعضهم البعض من مسدسات بلاستيكية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
استثناء يؤكد القاعدة
لم يحل الدمار في كل مكان. حتى الآن، لم تطل يد الدمار والحرب كنيسة القديسة ماتيلدا للروم الملكيين الكاثوليك. تظهر في الصورة احتفالات الكنيسة بمناسبة "يوم الشباب الدولي" 2016 إذا تجمع في الكنيسة المئات للاحتفال بهذا المهرجان الذي نظمته الكنيسة الكاثوليكية حول العالم في الأيام الأخيرة من الشهر المنصرم.
صورة من: picture-alliance/dpa/WYD Krakow2016
13 صورة1 | 13
على صعيد آخر، أدان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الاستخدام المحتمل لغاز الكلور السام في هجمات على حلب المتنازع عليها بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة. وفي تصريحات لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" إننا " ندين بأشد العبارات استخدام أسلحة محرمة دوليا سواء أكانت أسلحة كيماوية أو براميل متفجرات، ونطالب طرفي الصراع بفعل كل ما في إمكانهما لحماية المدنيين السوريين".
وتابع شتاينماير أن "ما يحدث في الوقت الراهن في حلب هو مرحلة تصعيد جديدة في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمسة أعوام ونصف العام، وحاليا تصلنا مجددا تقارير حول استخدام غاز الكلور ضد رجال ونساء وأطفال أبرياء".
ووفقا لتقارير ناشطين، لم تتأكد بعد، فإن مروحيات تابعة للجيش السوري ألقت حاويات محملة بغاز الكلور على حلب.