شتاينماير يطالب روسيا بالسماح للمساعدات بالدخول إلى حلب
١ ديسمبر ٢٠١٦
ناشد وزير الخارجية الألماني روسيا ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب. في حين اقترحت موسكو إقامة أربعة ممرات آمنة، والصليب الأحمر يحاول الوصول إلى المعتقلين ممن فروا من شرقي حلب.
إعلان
قال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير اليوم الخميس (الأول من ديسمبر/ كانون الأول) قبل توجهه إلى لبنان إنه لابد من فعل كل شيء من أجل الحيلولة دون استمرار الوضع الإنساني والسياسي البائس في شرق حلب وسوريا. ودعا الوزير الألماني إلى التوصل إلى هدنة من أجل تمكين المساعدين من الوصول إلى المناطق المحاصرة.
وأكد شتاينماير قائلا: "ليس مسموحا لأحد منع وصول إمدادات الرعاية لأشخاص في حالة طوارئ تستلزم إبقاءهم على قيد الحياة، وهناك التزام يقع على عاتق الأطراف التي تدعم نظام بشار الأسد، بصفة خاصة كروسيا ".
ويعتزم شتاينماير مناقشة أزمة اللاجئين والوضع الراهن في سوريا خلال زيارته القصيرة إلى لبنان التي تستمر يوما واحدا.
من جانبه قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا اليوم الخميس إن 30 ألف شخص يتلقون المساعدات بعد أن فروا من شرقي حلب المحاصرة في الأيام القليلة الماضية ليصل إجمالي النازحين في المدينة إلى 400 ألف.
وقال دي ميستورا إن سوريا وروسيا رفضتا طلبا من الأمم المتحدة لوقف مؤقت للقتال لإجلاء نحو 400 مريض ومصاب في حاجة للعلاج، لكن موسكو تريد مناقشة فكرة إقامة ممرات إنسانية.
أما روسيا فاقترحت إقامة أربعة ممرات إنسانية إلى شرقي حلب للسماح بدخول المساعدات وإجلاء مئات الحالات الطبية الطارئة، حسب ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الخميس. وقال يان ايغلاند رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سوريا، التابعة للأمم المتحدة في ختام اجتماع في جنيف إن "الاتحاد الروسي أعلن أن مبعوثيه يريدون الاجتماع في حلب مع موظفينا لبحث الطريقة التي يمكننا فيها استخدام هذه الممرات الأربعة لإجلاء الناس وخصوصا 400 جريح على الأقل بحاجة لإجلاء طبي فوري". وأضاف أن هذه الممرات يمكن أن تستخدم أيضا لنقل أدوية ومواد طبية وغذائية.
محاولة الوصول للمعتقلين
وحول الوضع المأساوي في حلب نقلت رويترز عن دومينيك ستيلهارت، مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أنحاء العالم، قوله اليوم الخميس إن اللجنة تجري محادثات مع الحكومة السورية بشأن الوصول إلى الأشخاص الفارين من شرقي حلب الذي تسيطر عليه المعارضة والذين يتعرضون للاستجواب والاعتقال. وقال ستيلهارت إن وكالة الإغاثة على اتصال مع جميع الأطراف كي تتمكن من توصيل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى للمدنيين في القطاع المحاصر وإجلاء المصابين.
حلب تئن تحت القصف والجوع ـ كارثة إنسانية بامتياز
فر آلاف الأشخاص من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب. وتفيد الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني بات كارثيا هناك، وحثت على وقف العمليات الحربية لإيصال المساعدات الضرورية، كما طالبت بتوفير الحماية للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذرت الأمم المتحدة من وضع "مخيف" في أحياء حلب الشرقية بعدما دفع التقدم السريع لقوات النظام على حساب الفصائل المعارضة أكثر من 20 ألف مدني إلى الفرار من شرق المدينة. وفي خسارة هي الأكبر منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، فقدت الفصائل المعارضة الاثنين كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية.
صورة من: picture-alliance/AA
دعا بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في حلب المجتمع الدولي والحكومة السورية لفتح ممر آمن لمساعدة المدنيين على مغادرة المدينة المحاصرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية اعتقلت المئات من الأشخاص الذين اضطروا للهرب من المناطق التي تسيطر عليه المعارضة في شرق المدينة.
صورة من: picture alliance/abaca/J. al Rifai
أعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب". كما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو 20 ألف شخص فروا من مناطق شرق حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية. وشاهد مراسلون دوليون في شرق حلب عشرات العائلات، معظم أفرادها من النساء والأطفال، تصل تباعاً سيراً على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر قالت في جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفاً "رهيبة" واصفة الوضع بأنه "انحدار بطيء نحو الجحيم". ويعاني أفراد العائلات الفارة، ومعظمهم من النساء والأطفال، من الإرهاق والبرد الشديد والجوع، حتى أن بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
مشاهد الدمار تظهر في كل مكان في شرق حلب حيث أعلن جهاز الدفاع المدني نفاذ كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع "المنظمات الإنسانية والإغاثة والطبيّة التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون". ويصطف الناس للحصول على شيء من الماء الذي تنقله حاويات.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
غداة توجيه الأمم المتحدة نداء عاجلاً إلى الأطراف المتحاربة لوقف قصف المدنيين في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي الثلاثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع "فوراً" من أجل "النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها". ولا يبقى في مقدور مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا سوى المناداة والتحذير دون نتيجة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
في ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا، يبقى الأطفال السوريون الضحية الأولى التي تدفع الثمن بالموت أو الجوع والتشرد، علماً أن الأمم المتحدة أعربت عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المخيف في مدينة حلب"، وتحدثت عن توقف عمل جميع المستشفيات و"استنفاد شبه تام للمخزون الغذائي".
صورة من: Reuters/A. Ismail
قُتل 21 مدنياً، بينهم طفلان الأربعاء في قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء الشرقية في حلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أفادت وكالة الأنباء السورية عن ثمانية قتلى بينهم طفلان في الأحياء الغربية. وأشار المرصد إلى إصابة العشرات في القصف المدفعي الذي استهدف حي جب القبة الذي يقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في شرق حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhabi
وتبذل جمعية "الخوذ البيضاء" قصارى جهدها لانتشال ضحايا القصف. وكان عدد سكان شرق حلب قبل بدء الهجوم حوالي 250 ألفاً يعيشون في ظل حصار خانق تفرضه القوات النظامية منذ تموز/يوليو الماضي، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والأدوية. وتظهر حلب حالياً وكأنها - في بعض أجزائها - مدينة أشباح يسودها الدمار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أعلن التحالف العسكري الذي يدعم الحكومة السورية أن الجيش السوري وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة المسلحة قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير/ كانون الثاني المقبل، ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
10 صورة1 | 10
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن الحكومة تعتقل وتستجوب مئات من الأشخاص الفارين. ونفى مصدر عسكري سوري ذلك أمس الأربعاء قائلا إنه لم تحدث أي اعتقالات.
وقال ستيلهارت لرويترز في مقابلة في مقر الصليب الأحمر في جنيف "نحن بالطبع نحاول الوصول إلى منشآت ومراكز الاستجواب هذه. ويمكننا أيضا في سوريا الوصول إلى عدد من أماكن الاحتجاز. "لكن الوضع في الوقت الحالي مربك للغاية. فليس من السهل لفرقنا الوصول إلى هذه المراكز. هذا موضوع آخر للحوار بالطبع مع الحكومة السورية ونعمل على الوصول (إلى هذه المراكز).