شتاينماير يطالب من الرياض بإطلاق الرهائن وبتطبيق حل الدولتين
٣ فبراير ٢٠٢٥
في أول زيارة لرئيس ألماني للسعودية أشاد شتاينماير بما وصفه تنامي حجم المسؤولية التي تضطلع بها السعودية في حل الصراع في الشرق الأوسط. شتاينماير طالب من الرياض بإطلاق سراح "جميع الرهائن الإسرائيليين" وبتطبيق حل الدولتين.
أجرى الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير مباحثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياضصورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
إعلان
التقى الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في العاصمة السعودية الرياض الاثنين (الثالث من فبراير/شباط 2025)، حيث جرى استقباله بمراسم تكريم عسكرية في البداية، قبل أن يتوجه الطرفان لإجراء محادثات.
وناقش الجانبان في قصر اليمامة بالرياض، سبل دعم وتعزيز العلاقة بين الرياض و برلين إلى جانب بحث المستجدات الإقليمية والدولية في جلسة "مباحثات رسمية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
تجدر الإشارة إلى أن شتاينماير هو أول رئيس ألماني يزور السعودية، وهو ما أشار إليه في منشور على منصات التواصل الاجتماعي.
وكان من المقرر أن تتم الزيارة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أن شتاينماير أرجأها في اللحظات الأخيرة بسبب أزمة انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا.
تزامن هذا مع توقيع البلدين مذكرة تفاهم لإنشاء "الجسر السعودي-الألماني للهيدروجين الأخضر"، بين شركة "أكوا باور" وشركة "سيفي" الألمانية، وذلك لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء من المملكة إلى أوروبا.
شتاينماير يطالب بإطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين
وطالب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض، بالإفراج عن "جميع الرهائن الإسرائيليين من أيدي حركة حماس"، التي تصنفها ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
كما دعا إلى إجراء مفاوضات للتوصل إلى حل الدولتين. وقال شتاينماير إنه يجب الآن إطلاق عملية سياسية تفضي إلى أمرين: "أولا، اتفاق يضمن الأمن لإسرائيل، وثانيا، حق تقرير المصير للفلسطينيين".
وفي أعقاب محادثاته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال شتاينماير إن هذا الأمر ضروري "لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل، ونأمل أيضا أن يجلب السلام إلى هذه المنطقة"، مشيرا إلى أنه يتفق مع بن سلمان في هذا الرأي.
ولفت شتاينماير إلى تطلع السعودية إلى أن تستغل ألمانيا إمكانياتها لجعل هذا الطريق واقعيا. وقال: "هذا يعني بالطبع أيضا أنهم ينظرون إلينا كشريك يقف بقوة إلى جانب إسرائيل ويقوم بعمل لإقناع الآخرين".
أعرب الرئيس الألماني عن اعتقاده بتنامي حجم المسؤولية التي تضطلع بها السعودية في حل الصراع في الشرق الأوسط.صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
كما أعرب الرئيس الألماني عن اعتقاده بتنامي حجم المسؤولية التي تضطلع بها السعودية في حل الصراع في الشرق الأوسط، وقال إن "السعودية أحد اللاعبين الرئيسيين هنا في المنطقة. لقد ازداد نفوذ السعودية وقوتها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ومع تزايد النفوذ، تزداد بالطبع مسؤولية هذا البلد".
يذكر أن كلا من ألمانيا والسعودية تعملان منذ سنوات من أجل دعم حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، كما تعمل الدولتان أيضا من أجل استقرار سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد من جانب تحالف معارضة تقوده هيئة تحرير الشام، والتي تم تعيين قائدها أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسوريا.
إعلان
جولة شرق أوسطية
والتقى وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز في الرياض أمس الأحد، وزير المالية الألماني يورغ كوكيس، حيث جرى مناقشة جهود البلدين المتعلقة بالهيدروجين النظيف في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في عام 2021.
ومن السعودية، يعتزم الرئيس الألماني السفر إلى الأردن يوم غد الثلاثاء، حيث من المقرر أن يزور أفراد الجيش الألماني في قاعدة الأزرق الجوية ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويعتزم شتاينماير إجراء مباحثات مع الملك عبد الله الثاني. وختام جولته، يعتزم شتاينماير مناقشة الوضع في سوريا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء.
وتأتي الجولة في إطار مساعي ألمانيا، جنبًا إلى جنب مع شركائها الأوروبيين، للمساهمة في استقرار المنطقة؛ إذ يعتزم شتاينماير توضيح مصالح ألمانيا بوضوح في ضوء الاضطرابات في الشرق الأوسط، بحسب بيان الرئاسة الألمانية.
م ف/ أ.ح (د ب أ)
الرياض وواشنطن.. عقود من النفط والسلاح والمال مقابل الحماية
قامت العلاقات السعودية الأمريكية منذ تأسيس المملكة على مبدأ المصالح المتبادلة، بيد أن النفط والمال السعوديين كانا محركين أساسيين لهذه العلاقة ومقابل ذلك اعتمدت المملكة على حماية أمريكا، لكن العلاقات شهدت بعض التوترات.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
1931: اعتراف أمريكي بدولة وليدة
الولايات المتحدة تعترف بمملكة الحجاز ونجد، التي أعيد تسميتها إلى المملكة العربية السعودية في العام التالي. وبعد عامين منحت المملكة امتياز التنقيب عن النفط لشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا. وحقق فرعها السعودي، الذي أعيد تسميته فيما بعد إلى أرامكو، أول اكتشاف تجاري في عام 1938. ولم تستكمل السعودية شراء 100 بالمئة من أسهم الشركة إلا في 1980.
صورة من: picture alliance/dpa/CPA Media Co. Ltd
1945: لقاء في قناة السويس
الرئيس الأمريكي فرانكلين دي. روزفلت يلتقي مع الملك عبد العزيز على متن السفينة يو.إس.إس كوينسي في قناة السويس، مما مهد الطريق أمام علاقات وثيقة على مدى عقود من الزمن.
صورة من: picture alliance/akg-images
1950 – 1951: من النفط إلى السلاح
أعادت السعودية التفاوض بشأن امتياز أرامكو لتحصل على مزيد من الإيرادات. وبعد عام من ذلك وقعت المملكة مع الولايات المتحدة اتفاقية دفاع متبادل، مما فتح الطريق أمام مبيعات هائلة من الأسلحة الأمريكية.
صورة من: picture alliance/dpa/TASS
1973: حظر نفطي
انضمت السعودية إلى حظر نفطي عربي على الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب دعمها لإسرائيل في حرب 1973 مع مصر وسوريا، مما أدى إلى تضاعف أسعار النفط إلى أربع مرات تقريباً. رفع الحظر في 1974.
صورة من: Pierre Manevy/Express/Hulton Archive/Getty Images
1979: تمويل "المجاهدين" الأفغان
بالتعاون مع الولايات المتحدة وباكستان، ساعدت المملكة السعودية في تمويل المقاومة الأفغانية للاحتلال السوفييتي. وقام العديد من السعوديين، ومن بينهم أسامة بن لادن السعودي المولد، بتمويل المقاتلين الأفغان والانضمام إليهم.
صورة من: AFP/Getty Images
1990: غزو الكويت
بعد أن قام نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بغزو الكويت، استخدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة السعودية نقطة انطلاق لطرد القوات العراقية من الكويت. وشاركت القوات السعوية في العملية. وبعد ذلك غادرت معظم القوات الأمريكية المملكة، لكن الآلاف بقوا هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa
1996: تفجير الخبر
أدى انفجار شاحنة مفخخة في مجمع عسكري أمريكي في الخبر إلى مقتل 19 جندياً أمريكياً. أعلن زعيم تنظيم القاعدة إسامة بن لادن "الجهاد" ضد الأمريكيين واصفاً القوات الأمريكية هناك بقوات احتلال.
صورة من: picture-alliance/AFP/EPA
2001: هجمات سبتمبر الإرهابية
قتل نحو ثلاثة آلاف في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول التي نفذها خاطفو طائرات من تنظيم القاعدة. ومن بين 19 خاطفاً، كان هناك 15 سعودياً. ونفت السعودية أي صلة أو معرفة بالهجمات. لم تجد لجنة حكومية أمريكية في 2004 أي دليل على أن السعودية مولت القاعدة بشكل مباشر. وتُرك الأمر مفتوحاً بشأن ما إذا كان مسؤولون سعوديون قد فعلوا ذلك بصورة فردية أم لا.
صورة من: picture alliance/dpa/NIST
2003: غزو العراق
لم تشارك السعودية في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. وسحبت الولايات المتحدة جميع القوات القتالية المتبقية من المملكة. في هذا العام قتل ثلاثة مفجرين انتحاريين 35 شخصاً على الأقل، بينهم تسعة أمريكيين، في الرياض، وذلك في إطار هجمات ضد أجانب ومنشآت حكومية سعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa
2011: الربيع العربي
هزت الاضطرابات العالم العربي بسبب الانتفاضات والاحتجاجات التي سُميت بـ "الربيع العربي". وسرعان ما أبدت السعودية قلقها مما تعتبره تخلي الرئيس باراك أوباما عن الرئيس المصري حسني مبارك حليف الولايات المتحدة.
صورة من: AFP/Getty Images
2013: قلق وشكوى
في حدث نادر أعلن أفراد العائلة المالكة للسعودية عن تذمرهم علناً من سياسات الحليف الأمريكي بعد أن حاولت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما تغيير نهجه بلاده إزاء إيران وعدم تدخلها بقوة في الملف السوري الملتهب بخلاف تدخلها في إسقاط النظام بليبيا.
صورة من: Reuters/Jim Bourg
2015: الملف النووي الإيراني
بعد أن توصلت القوى العالمية الكبرى إلى اتفاق مع إيران لتخفيف العقوبات على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، أعلنت الرياض عن خشيتها أن يقوي هذا الاتفاق الغريم الإيراني. وفي هذا العام شنت المملكة حملة عسكرية على الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن بعد أن أبلغت واشنطن قبلها بساعات قليلة فقط. لكن الولايات المتحدة قدمت الدعم العسكري المطلوب.
صورة من: Reuters/C. Barria
2016: فيتو الكونغرس
ألغى الكونغرس حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه أوباما ضد قانون يرفع الحصانة السيادية ويفتح الطريق أمام أقارب ضحايا 11 سبتمبر/ أيلول لمقاضاة السعودية بشأن الهجمات الإرهابية التي أوقعت الآلاف من القتلى والجرحى.
صورة من: picture-alliance/ dpa
2018: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي
أبدت السعودية ترحيبها بقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أدانت الولايات المتحدة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/T. Shen
2019: دور محمد بن سلمان
قام مشرعون أمريكيون، مستشهدين بأدلة على دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قضية خاشقجي ومدفوعين بالغضب من الخسائر بين المدنيين في الغارات الجوية السعودية باليمن، بزيادة جهود منع بيع الأسلحة إلى الرياض. وقالت الرياض إن قتل خاشقجي ارتكبته مجموعة خالفت صلاحيات الأجهزة وتنفي أن يكون للأمير محمد بن سلمان أي دور.
صورة من: Getty Images/W. McNamee
2020: دعم لاتفاقيات إبراهيم
أعلنت السعودية دعمها لاتفاقيات إبراهيم التي أقام بموجبها حلفاؤها الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل. ولم تصل الرياض إلى حد الاعتراف بإسرائيل نفسها.
صورة من: Alex Wong/Getty Images
2021: سجل حقوق الإنسان
تبنى الرئيس الأمريكي جو بايدن موقفا أكثر تشددا تجاه سجل السعودية في حقوق الإنسان. وتعهد بايدن أثناء حملته الرئاسية بجعل الرياض "منبوذة" بسبب مقتل خاشقجي. كما أعلن بايدن وقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة.
صورة من: Yasin Ozturk/AA/picture alliance
2022: "قيادة شجاعة"
في يونيو/ حزيران الماضي، قال بايدن إن المملكة أظهرت "قيادة شجاعة" من خلال مساندة تمديد الهدنة المدعومة من الأمم المتحدة في اليمن. ومع ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب في أوكرانيا، رحب البيت الأبيض بقرار دول أوبك+ زيادة الإمدادات النفطية.