طالب وزير الخارجية الألماني شتاينماير روسيا بتوضيح الأهداف التي تنوي قصفها في سوريا. فيما اعتبرت لندن أن التحركات الروسية المؤيدة للحكومة السورية "لا تتوافق مع التنفيذ الفعال للحرب على الدولة الإسلامية".
إعلان
في أول رد فعل ألماني على التدخل العسكري الروسي في سوريا، طالب وزير الخارجية فرانك ـ فالتر شتاينماير موسكو بتوضيح دقيق للأهداف التي تنوي الطائرات الحربية الروسية قصفها في سوريا. وقال شتاينماير اليوم الأربعاء (30 أيلول/ سبتمبر 2015) على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك "لا تتوفر لدينا حاليا أدلة ومؤشرات فعلية ومؤثرة للغارات الجوية، مشيرا إلى ضرورة أن "توضح موسكو بنفسها طبيعة تلك الأهداف وبأسرع وقت ممكن".
في هذا السياق طالب شتاينماير بضرورة تنسيق دولي للعمليات العسكرية في سوريا، مضيفا و"إلا سيكون هناك في هذه الظروف الساخنة مزيد من سوء الفهم". ولم تتضح بعد طبيعة الأهداف التي ضربتها الطائرات الروسية اليوم في سوريا وعما إذا كانت استهدفت فعلا مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية، أم مواقع المعارضة السورية.
في نفس الوقت حذر الوزير الألماني من أن ذلك قد يساهم في عرقلة الجهود المبذولة من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة السورية وقال "إن التعامل العسكري أحادي الجانب لن يساعد على تجاوز الأزمة السورية" وتابع أن الدخول في عملية سياسية من أجل حل الأزمة السورية عبر الحوار يتطلب مشاركة روسيا والولايات المتحدة إلى جانب الدول الإقليمية.
من جانبه، رحب وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند بعزم روسيا استخدام القوة في مواجهة متشددي "الدولة الإسلامية" في سوريا ولكنه قال إن على موسكو أن تتأكد أن ضرباتها الجوية استهدفت "الدولة الإسلامية" والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة لا مقاتلي المعارضة السورية.
وأضاف هاموند في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "من المهم جدا أن تتمكن روسيا من تأكيد أن العمل العسكري الذي قامت به في سوريا هذا الصباح موجه لتنظيم الدولة الإسلامية والأهداف المرتبطة بتنظيم القاعدة وحسب، لا المعارضين المعتدلين لنظام الأسد". مضيفا أن "التحركات الروسية المؤيدة للنظام "السوري" لا تتوافق مع التنفيذ الفعال للحرب على "الدولة الإسلامية" في سوريا".
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الضربات الجوية الروسية في سوريا قد لا تكون استهدفت تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال فابيوس في تصريح صحافي من نيويورك إن "هناك إشارات تفيد بان الضربات الروسية لم تستهدف داعش"، مضيفا انه "لا بد من التحقق من ماهية الأهداف" التي ضربتها الطائرات الروسية.
كما طالب فابيوس أمام مجلس الأمن الدولي بوقف إلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين في سوريا. وقال فابيوس "إن على مجلس الأمن الدولي أن يمنع كليا استخدام البراميل المتفجرة والكلورين في سوريا".
ح.ع.ح/ع.ج (أ.ف.ب، د ب أ)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.