شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين
١٨ أكتوبر ٢٠٢٤
بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارته لألمانيا، في آخر جولة رسمية خارجية له في منصبه، حيث استقبله الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير وقلده وسام الاستحقاق. وفي وقت لاحق يلتقي بايدن بشولتس قبل قمة رباعية.
ووقع بايدن في سجل زوار القصر، وقبول بترحيب رسمي بمراسم عسكرية. كما منح شتاينماير الرئيس الأمريكي أعلى درجة من وسام الاستحقاق الألماني "الصليب الأكبر" المخصص لرؤساء الدول.
وقال شتاينماير لبايدن إن ألمانيا تمنحه الوسام لـ"تفانيك على مدار عقود من أجل التحالف عبر الأطلسي، ولقيادتك السياسية المتميزة في أكثر لحظة خطورة في أوروبا ولكونك مثالا أخلاقيا دائما للخدمة والإخلاص". كما وصف شتاينماير بايدن بأنه "منارة للديمقراطية" في وقت تعرضت فيه
للتهديد بسبب التطرف السياسي.
وبعد تلقي الجائزة، أشار بايدن 81/ عاما/ إلى التغييرات الهائلة في العلاقات الأمريكية مع ألمانيا على مدار حياته. وقال بايدن: "عندما ولدت، كانت الدولتان في حرب"، قبل أن يضيف أنه يتذكر زيارة برلين المنقسمة والمحتلة عندما كان شابا. وأضاف بايدن "مازال تحقيق ألمانيا حرة وكاملة، يتجاوز، حسبما اعتقد، توقعات الجميع. مازال حلم أوروبا حرة وكاملة، هو عمل زمننا. ليس هناك ما هو أكثر ضرورة لفعل ذلك من صد هجوم (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على أوكرانيا".
قال بايدن: "هذه الجائزة تعني الكثير بالنسبة لي"، مضيفا أن ألمانيا والولايات المتحدة تتمتعان بتاريخ طويل حافل بالتحولات - من خصوم حرب
إلى شركاء مقربين - مؤكدا أنه لا ينبغي لأحد أن يقلل من قوة الديمقراطية وقيمة التحالفات.
ومن المقرر أن يجري بايدن محادثات مع المستشار أولاف شولتس في وقت لاحق اليوم، والتي من المرجح أن تدور حول دعم أوكرانيا في معركتها الدفاعية ضد روسيا والوضع في الشرق الأوسط.
من جانبه قال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن نسق مع نظيره الألماني جهودا لدعم أوكرانيا وتهدئة الصراع في الشرق الأوسط. وذكر البيت الأبيض في بيان عقب اجتماع بايدن وشتاينماير "الرئيس (بايدن) أكد على العلاقة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية الوثيقة بين الولايات المتحدة وألمانيا".
وتأتي زيارة بايدن بعد أكثر من أسبوع من إلغاء الرئيس الأمريكي لخططه الأصلية للسفر إلى ألمانيا بسبب إعصار ميلتون. وكان من المخطط في الأساس أن يحضر بايدن قمة أوكرانيا في القاعدة الجوية الأمريكية في رامشتاين بولاية راينلاند-بفالتس الألمانية الأسبوع الماضي.
وستكون زيارة اليوم أقصر مما كان مخططا لها في الزيارة السابقة المؤجلة، حيث ستقتصر مدتها الآن على 19 ساعة فقط.
وتأتي زيارة بايدن في نهاية فترة رئاسته وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ