شتاينماير يناشد تبون العفو عن بوعلام صنصال لأسباب إنسانية
صلاح شرارة د ب أ، أ ف ب
١٠ نوفمبر ٢٠٢٥
تلقى الرئيس الجزائري طلبا رسميا من نظيره الألماني يدعوه فيه لاتخاذ خطوة إنسانية بالعفو عن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي تدهورت حالته الصحية، وسط تحركات دبلوماسية فرنسية موازية للإفراج عنه وعن صحفي فرنسي آخر.
يحمل بوعلام صنصال الجنسية الفرنسية إلى جانب الجزائرية، وهو مسجون في الجزائر منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وأدين بخمس سنوات سجنا، بعد أن وجهت له عدة اتهامات متعلقة بالمساس بالوحدة الترابية، والسيادة الوطنية. صورة من: Nicolas Roses/ABACA/picture alliance
إعلان
أعلنت الرئاسة الجزائرية اليوم الإثنين (10 نوفمبر/تشرين الثاني 2025) أن الرئيس عبد المجيد تبون تلقى طلبًا رسميًا من نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، يدعوه فيه إلى القيام بلفتة إنسانية تشمل العفو عن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، المسجون في الجزائر منذ عام.
دعوة إنسانية من الرئيس الألماني
وذكر الموقع الإلكتروني للرئاسة الجزائرية أن الرئيس الألماني أوضح في رسالته أن "بوعلام صنصال، الذي تقدم في السن وتدهورت حالته الصحية، يحتاج إلى السماح له بالسفر إلى ألمانيا لتلقي العلاج".
وأكد شتاينماير أن هذه المبادرة ستكون "تعبيرًا عن روح إنسانية ورؤية سياسية ثاقبة"، مشيرًا إلى أنها تعكس أيضًا "العلاقة الشخصية الراسخة" التي تربطه بالرئيس تبون، إلى جانب "العلاقات الممتازة بين البلدين".
باريس تدخل على خط القضية
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد صرح يوم الخميس الماضي بأن باريس تجري "حوارًا لا بدّ منه" مع الجزائر للإفراج عن صنصال والصحفي الفرنسي كريستوف غليز.
وكان صنصال قد أوقف قبل نحو عام في الجزائر، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة "المساس بوحدة الوطن"، بينما ينتظر غليز محاكمته أمام الاستئناف بعد أن قضت محكمة ابتدائية بسجنه سبع سنوات بتهمة "تمجيد الإرهاب".
مصالح أمنية وهجرة على طاولة الحوار
وقال بارو لإذاعة "فرانس إنفو" إن الحوار مع الجزائر يهدف إلى حماية المصالح الفرنسية، وعلى رأسها إطلاق سراح المواطنين الفرنسيين المحتجزين.
وأضاف أن هذا الحوار قد يفتح الباب أمام استئناف التعاون الأمني، خاصة في ظل التهديدات الإرهابية جنوب الجزائر، في إشارة إلى نشاط جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في منطقة الساحل الأفريقي، وخصوصًا مالي.
إعادة النظر في اتفاقية الهجرة
كما تأمل باريس في استئناف التعاون في ملف الهجرة، بما في ذلك ترحيل الجزائريين الذين يواجهون وضعًا غير نظامي في فرنسا.
وفيما يتعلق باتفاقية 1968 بين فرنسا والجزائر، التي تمنح مزايا للمهاجرين الجزائريين، أكد بارو أنه يؤيد إعادة التفاوض بشأنها "في إطار احترام سيادة البلدين".
تحرير: عباس الخشالي
عام على حراك الجزائر.. مطالب تحققت وأخرى على قائمة الانتظار
منذ انطلاقه في 2019، بقي الحراك الشعبي في الجزائر في حالة مد وجزر. ورغم نجاحه في دفع عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة وتسببه في سجن عدد من كبار المسؤولين بتهمة الفساد، يواصل المحتجون حراكهم المستمر منذ عام.
صورة من: Reuters/R. Boudina
أول المطالب "لا للعهدة الخامسة"
كان لإعلان ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وقع الصدمة في الجزائر، ما خلق حالة غليان، بدأ على مواقع التواصل الاجتماعي ثم انتقل إلى احتجاجات ميدانية عارمة. الاحتجاجات التي انطلقت منذ 22 شباط/ فبراير2019 عمت معظم مدن الجزائر للمطالبة في بادي الأمر بعدم ترشح الرئيس بوتفليقة. وعبر المتظاهرون عن رفضهم من خلال ترديد شعارات مختلفة، أبرزها "لا للعهدة الخامسة".
صورة من: Getty Images/R. Kramdi
تأجيل الانتخابات الرئاسية
مع تواصل الاحتجاجات أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 11 مارس/ آذار 2019 تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في 18 من أبريل/ نيسان2019، كما أعلن عن عدوله عن الترشح لولاية خامسة ودعا إلى تشكيل حكومة جديدة. لم تثنِ هذه القرارات المتظاهرين عن مواصلة حراكهم ضد بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عاماً، والذي يعاني من تداعيات جلطة دماغية أصيب بها عام 2013، أقعدته على كرسي متحرك منذ أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Djarboub
إعادة السلطة للشعب
بعد دخول الاحتجاجات أسبوعها السادس، احتشد مئات الآلاف من الجزائرين في مختلف الولايات، في السّاحات الرّئيسية بالبلاد، مطالبين برحيل النّظام الحاكم وتفعيل المادة 07، التي تنص على أن الشّعب هو مصدر كل سلطة. من جهته أعلن رئيس أركان الجيش، أحمد قايد صالح، أن حل الأزمة في البلاد يكمن في تفعيل المادة 102، التي تنص على إعلان شغور منصب الرّئيس.
صورة من: Getty Images/AFP
رفع سفق المطالب
تواصلت الاحتجاجات، التي اتسمت بالسلمية واعتبرت الأكبر منذ تولي عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم عام 1999. لكن بعد أن أعلن بوتفليقة عن تشكيل حكومة جديدة في 31 مارس/ آذار 2019، احتفظ فيها بمنصب وزير الدفاع وتضمنت أسماء أخرى من النظام القديم، أبرزهم نائب وزير الدفاع أحمد قايد صالح، شهدت العاصمة الجزائرية ومدن أخرى تظاهر الآلافِ من الجزائريين الذي رفعوا سقفَ مطالبِهم إلى "إسقاطِ النظام".
صورة من: AFP/Getty Images/R. Kramdi
بوتفليقة يستسلم لضغط الشارع
لكن استمرار الحراك الشعبي المطالب بإنهاء حكم الرئيس بوتفليقة ورحيل رموز نظامه، وإصرار قائد الجيش على رحيل بوتفليقة، من خلال تطبيق المواد 7 و8 و 102 من الدستور، زاد من تأزيم الوضع في الجزائر. وبعد أن أمضى نحو عشرين عاماً في الحكم، قدم عبد العزيز بوتفليقة استقالته في الثاني من نيسان/ أبريل 2019، مستسلما أمام ضغط الشارع.
صورة من: picture-alliance/K. Mohamed
مواصلة الحراك الشعبي
رغم دفع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى تقديم إستقالته، والتسبب في سجن عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال بتهمة الفساد، منهم سعيد بوتفليقة الشقيق الأصغر لعبد العزيز بوتفليقة، يواصل المحتجون المطالبة بتفكيك النظام ورحيل رموزه. لكن الكثيرين يتساءلون عن الاتجاه الذي ينبغي أن تتخذه الحركة الاحتجاجية منذ انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون وبدء عمل حكومته.
صورة من: Imago Images/Zuma/B. Bensalem
كسب ودً المحتجين
بمجرد انتخابه في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2019 في اقتراع رفضه الحراك، وقاطعه غالبية الجزائريين، وعد الرئيس عبد المجيد تبون بتعديل الدستور وشكل لجنة من الخبراء لإعداد مسودة ستعرض للاستفتاء الشعبي. وبدأ الرئيس الذي يحاول كسب ودَ المحتجين مشاورات مع شخصيات سياسية بعضها محسوب على الحراك من أجل الوصول إلى "دستور توافقي". إعداد: إيمان ملوك.